بعد الكسا .. عاصفة التوجيهي !


من يستمع لتصريحات وزير التربية خلال اللقاء التلفزيوني " الليلة" حول استعدادات الوزارة لامتحان الثانوية العامة يعتقد أن البلاد مقدمة على " عاصفة ولكن من نوع أخر تقف فيها كافة مؤسسات الوطن من حكام إداريين و أمن عام وديوان محاسبة وقوات درك وكادر وزارة التربية وغيرها من المؤسسات بهدف ليس توفير أجواء امتحانات الثانوية بشكل مريح ، بل للحيلولة دون اختراقات الواتس آب والسماعات الأذنية ووسائل الغش التي عجزت الوزارة عن ألتصد لها منذ أكثر من عقد ..

يقول الذنيبات هنا ، أن الاستعدادات تجري على قدم وساق وان ما كان يجري سابقا من تجاوزات خلال الامتحان لن تتكرر ! مطمئنا أبناء الوطن ان ذاك الزمان قد ولى ! وأنه رابط الجأش وصارم حيال أية تجاوزات .

لا اعلم ما الذي يمنع الوزارة عن ضبط تلك الاختلالات التي تجري كل عام خلال امتحانات الثانوية العامة ، فالمتابع لما يجري يعلم أن ضبط عملية التواصل عبر خدمة الواتس أب ستلغي أكثر من 70-80 % من عمليات الغش ،وذلك عبر الطلب من شركات الاتصالات وقف تلك الخدمة مدة ساعتين فقط من وقت الامتحان ، فهل عجزت الوزارة والداخلية والأجهزة المستنفره للامتحان عن وقف تلك الخدمة ! ومن ثم ما الذي يمنع وزارة التربية من جمع عدة مدارس في مدرسة واحدة بدل أن تتشتت جهود " الفزعة " بين عدة مدارس ووضع رجال أمن يمنعون الناس من الاقتراب حتى من سور المدرسة وتأمين قاعات مغلقة كاملا تحول دون تهريب الأسئلة ومنع المراقبين أنفسهم من حمل الأجهزة الخلوية .

منذ امتحان الثانوية العامة العام الماضي ونحن ننتظر قرار القضاء أو مكافحة الفساد حول قضية إلقاء القبض على عدد من معلمي ورؤساء القاعات الذي اخلّوا بواجبهم وخانوا أمانة القسم وقاموا بتهريب تلك الأسئلة ، ولو تم إحالتهم للقضاء ونالوا ما نالوه من عقوبة لكانت فعلا رادعة لمن تسول له نفسه خيانة وطنه مقابل حفنة دنانير ، ولا داع أصلا لوجود موظفي ديوان المحاسبة الذين لن يغطوا عدد قاعات التوجيهي وأن ما قيل هنا ليس إلا تشكيك بنزاهة المعلمين الذين شوه صورتهم مجموعة لم تنال بعد عقوبتها المطلوبة ،وتلك شيمة الوطن بكل أسف، إذ أن المرونة العجيبة في معاملات القضاء والعقوبات غير الرادعة دفعت الجريمة لان تتصاعد وتتطور وبات القضاء والعقوبات أخر ما يفكر به الجناة .

لست في موقف تحد هنا ، ولكنني اجزم أن كل ما استعرض به الوزير من إجراءات ادعى اتخاذها للحد من " الجريمة التربوية " تلك لن تنال من الجناة ،وسيتواصل الغش والتلاعب وتشويه صورة امتحان الشهادة الثانوية العامة في بلادنا ، لأن الإجراءات لا تقنع احد ،ولن توقف الجناة عن ممارسات أفعالهم ، وسنلتقي في أول يوم للامتحان ليعلم الناس أن كل ما قيل ليس إلا فزاعة لن تجدي ، وأن الوزير والوزارة لم يأخذوا بكل الاقتراحات التي قدمت للتصد لتلك الظاهرة وأهمها إعادة الاعتبار لدور المدرسة وتقييم المعلمين بنسبة من الامتحان وإجراء امتحانات قبول للجامعات ،والتعامل مع الثانوية العامة ضمن مسارات الراغبين بالتقدم في وظائفهم من الدراسة الخاصة ، أو الراغبين بمواصلة تعليمهم الجامعي وكذلك التعامل الحازم مع بعض مناطق الوطن ممن يتسببون كل عام بتلك اللعبة حتى اعجبت الكثير من المناطق فحذت حذوها ، وأنا على يقين أن مشروع تشويه صورة الوطن وعبر تشويه صورة شهاداته العلمية ومؤسساته الوطنية ماهو إلا مخطط معد ومبرمج هدفه النيل من الوطن كله ...



تعليقات القراء

محمد مراد
أصبحت أمتحانات الثانوية العامة صنعة و مهنة لا يستفيد منها سوى صناع الامتحانات والعاملين فيها ، وفي مقدمتهم مدير إدارة الامتحانات ويليه مدير الامتحانات العامة ثم رئيس قسم الامتحانات العامة و أخيراً أعضاء قسم الامتحانات العامة فقط
هؤلاء هم من يعطل مشاريع تطوير امتحانات الثانوية العامة خوفاً من ضياع مصالحهم و مكتسباتهم المادية و مكافآءتهم الخيالية و الذين يتقاضونها دون وجه حق مع علمهم بذلك ، و لمن أراد التأكد من صحة ما أقول ، عليه مراجعة النشرة الرسمية لتسعيرة نظام أجور و مكافآءت العاملين - المستفيدين - من أمتحانات الثانوية العامة لعام 2012 .
حيث يتحكم هؤلاء بوضع الأجور و المكافآت على أهوائهم و بما يتناسب و مصالحهم الشخصية و بلا حسيب أو رقيب و الوزارة و الجهات الرقابية غايب طوشه والسبب انهم من ابناء الذوات واشقاء و اقارب و محاسيب و زبائن كبار المسؤولين في وزارة التربية و العلاقة فيما بينهم أصبحت غطيني بغطيك!!؟
19-12-2013 09:42 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات