بيريز ونتنياهو يكرهون "مانديلا"


في حفل تأبين "مانديلا" مشاعر ، ذكريات ، دروس ، عبر ، أمجاد ، فخر واعتزاز .
الحرية والتحرير عنوان الحفل .
الحرية هي الكلمة المرادفة لاسم وحياة " مانديلا".
التحرير هو المكافأة الطبيعية لمشوار النضال الطويل.
عناد "مانديلا" واستعداده للموت من أجل الحرية والخلاص من استعمار الغزاة البيض يشبه عناد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي رفض أفضل عرض قُدم للفلسطينيين حتى الآن بترتيب من الرئيس الأمريكي الأسبق " بل كلنتون " والذي يقضي بإعادة 97% من أراضي الضفة الفلسطينية المحتلة ضمن اتفاق مع الغزاة .. ولأن 3% المتبقية تستقطع جزءاً من القدس و جزءاً من الحرم القدسي ، قال ياسر عرفات :" هذا المسجد ليس للفلسطينيين وحدهم بل هو لكل المسلمين .. ويمكنكم التحدث بشأنه مع محمد خاتمي ". رئيس الحكومة الايرانية يومئذ .
منذ ذلك اليوم أكتشف غزاة فلسطين البيض أن ياسر عرفات كان يخادعهم وخاصةً بعد أن اكتشفوا الترتيبات السرية للمقاومة التي كلّف بها مروان البرغوثي كعمل احتياطي عند اللزوم .. فأقدموا على محاصرته في المقاطعة واعتقلوا البرغوثي ثم دسّوا السّم لعرفات .
إن مبادئ الحرية التي تعلمها ياسر عرفات من دينه الإسلام العظيم الذي ينص على عدم التفريط بذرة تراب واحدة من أرض فلسطين هي التي جعلته على استعداد للموت من اجل الحرية ومن أجل فلسطين والمسجد الأقصى .
هكذا كان عرفات .. ولهذا مات عرفات .
أما إذا حاول عباس في هذه الأيام أن يقبل بما رفضه ياسر عرفات فمن الطبيعي جداً أن يثور عليه الشعب الفلسطيني كله ثورةً عارمة تجعله هو وسلطته أثراً بعد عين .
وخيرٌ له أن يحل سلطته الهزيلة ويعود للمقاومة مع الشعب أو يتركهم ليواجهوا الغزاة بطريقتهم فهم "شعب الجبارين" يعشقون الشهادة فداءً لفلسطين .
سبق أن ذكرت وسائل إعلام العدو أن الذي منع نتنياهو من المشاركة في حفل تأبين "مانديلا" هو عدم وجود مصاريف للرحلة .. يا للكذب !! .. إذ لم يعد ينطلي هذا الخداع على أحد وإن كانوا هم أهله وهم محترفو الكذب أصلاً وأهل التحريف .
إن حقيقة الأمر الذي منع شمعون بيريز أو نتنياهو من المشاركة في حفل تأبين "مانديلا" هو مفاهيم الحرية والتحرير والنضال ضد التمييز العنصري .. لأن السنتهم لا تستطيع أن تنطق بكلمات تمجد أصحاب هذا الطريق .. لأن هذا يعني تمجيدهم للشعب الفلسطيني الذي يقوم الآن ضدهم بنفس الفعل من أجل الحرية والتحرير والخلاص من الغزاة البيض المستعمرين لفلسطين .
لقد ناضل "مانديلا" للخلاص من استعمار الغزاة البيض أمثال شمعون بيريز ونتنياهو قتلة الأطفال الفلسطينيين .. وآخر ضحاياهم الطفل " وجدي وجيه الرمحي " من مخيم الجلازون شمال رام الله يوم السبت الماضي الذي يبلغ من العمر 14 عاماً .. أطلق عليه النار " قنصاً" جندي إسرائيلي من برج المراقبة وهو يجري خلف الكرة في الملعب .
بماذا سيتحدث بيريز أو نتنياهو لو حضر الحفل ؟! .. عن الحرية مثلاً .. أم عن التمييز العنصري .. أم عن الاحتلال ولذة العيش في الوطن العربي والاستمتاع بأشعة الشمس التي يفتقدونها في موطنهم الأصلي .. أم أنهم سيتحدثون عن مذبحة دير ياسين والدوايمة وصبرا وشاتيلا .. أم سيلوحون بأيديهم الملطخة بدماء الطفل "وجدي الرمحي" آخر ضحاياهم حتى الأن .. أم عن الشعب الفلسطيني الذي شرّدوه إلى كل أنحاء العالم .. وبيوتهم التي هدموها وأشجار الزيتون التي قلعوها .. أم عن تغيير ملامح الأرض الفلسطينية وطلائها بالصبغة الافرنجية لطمس معالمها العربية .. أم عن تدنيس بساطير جنودهم المرتزقة لساحات المسجد الأقصى ؟! .
طبعاً لا يجرؤ بيريز أو نتنياهو على المشاركة في حفل تأبين الزعيم " نيلسون مانديلا".
يقال أن عرفات سأل "مانديلا" :" كيف يمكن لنا أن ننجح في الخلاص من هؤلاء البيض الذين غزوا بلادنا واحتلوها ؟"
قال "مانديلا لعرفات :" أرجع إلى دينك ".



تعليقات القراء

حبهم برص وعشره خرس
ليش ومين بحبهم الكلاب هذول يعني ؟؟؟!!
13-12-2013 07:06 AM
عبيدات 87
كاتب كبير.بالله هذا كاتب وبعض الرويبضات من اصحاب اثارة الفتن كتاب؟؟مقال رائع علمي وبالدليل وبكل الموضوعية لشعب يستحق.نسي كاتبنا فقط التذكير ان الشعب الفسلطيني لديهعشارت مانديلا حيث هناك من هو مسجون أكثر من 27 سنة
13-12-2013 09:09 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات