لن يقبل حزب الله اللبناني أن يكون مثل النظام السوري الذي يتلقى بين الحين والآخر صفعة ً تلو الصفعة من إسرائيل طوال تاريخه الطويل .. وفي كل مرة يعد بأنه سيردّ في الوقت المناسب والمكان المناسب .. لكنه لم يفعل حتى عندما كانت دنياه – قمرا وربيع – فكيف بعد أن جاءه الربيع العربي.

لن يقبل حزب الله أن يكون مثل النظام السوري " ملطشة " لإسرائيل إذ أنه وعد بعد إقدام إسرائيل على اغتيال الحاج "عماد مغنية" في دمشق بأنه سينتقم .

وإن كان قد حدث فعل في هذا الاتجاه لحزب الله هنا أو هناك .. ففي الحقيقة لم يكن الفعل بحجم الرجل الفقيد .. الأمر الذي جعل إسرائيل تعود من جديد .. فأقدمت قبل أيام على اغتيال "حسان اللقيس" في بيروت .

بحسابات حزب الله فإن إسرائيل أقدمت وتجرأت على عملية اغتيال اللقيس لأن حزب الله لم يعاقبها على اغتيال "مغنية" عقاباُ قاسياُ رادعاُ يجعلها تتوب عن مثل هذا العمل مرة أخرى .. إذن وبناءا عليه وبحسب ما يعرف عن حزب الله من قوة شكيمة .. وحرصه الشديد على فعل ما يلزم .. فإنه هذه المرة في تقديري سيفعل لإسرائيل "واحدة" من النوع الذي سيجعلها تلغي من مخططاتها في المستقبل مجرد التفكير بأية محاولة اغتيال لأيٍّ من قيادات حزب الله .

هذه " الواحدة " متى وأين ستكون وكيف ؟ .. في ظنّي أنّ هذا هو ما تعكف عليه الآن " مجموعة خاصة " كلفها الحزب بصنع هذه "الواحدة".

إذا أراد الله شيئاً قال له كن فيكون .. وحديثنا حول السيناريوهات المحتملة لشكل هذه "الواحدة" و مكانها و موعدها لا يمنع ولن يعجل في الحدث .. فلا راد لقضاء الله .. وكل شيء عنده بمقدار .

السيناريو الأول ينقسم إلى قسمين إما أن يرسل حزب الله رشقه من الصواريخ لعدة مواقع عسكرية حساسة وهامة وعلى شكل ضربة واحدة فقط .. ثم ينتظر ليرى إن كانت العملية مؤثرة وأحدثت خسارة عظيمة تؤدي الغرض وتردع إسرائيل أم لا ؟ .. وإلا فإنه سيرسل رشقه صاروخية إلى أماكن سكنية مأهولة . تحدث مهلكة كبيرة في سكان المستوطنات الشمالية تمثل عيّنه من الهولوكوست وتذكرهم بها فتثير الرعب وتجعل 3 مليون مستوطن يحمل الجنسية الأوروبية والأمريكية يفكّرون بالعودة إلى موطنهم الأصلي .. وتردع إسرائيل ردعاً حقيقياً عن مجرد التفكير بالمساس بحزب الله .

السيناريو الثاني يتلخص بوضع برنامج ثابت ومستمر لعدة عمليات على فترات تتم على يد مجموعات تدخل إلى إحدى الدول التي تتواجد فيها سفارة إسرائيلية و سوّاح إسرائيليون بشكل دائم .. فتتم محاولات إما لتفجير السفارة أو قنص موظفيها أو خطف سوّاح إسرائيليين أو قتلهم وبشكل مستمر
إلى أن تقتنع إسرائيل بأن كلفة اغتيال أحد من قادة حزب الله هي كلفة باهظة .

السيناريو الثالث وهو عملٌ يخدم المصلحة الإيرانية خاصةً بعد تهديد نتنياهو لإيران أكثر من مرة وذلك بضرب مفاعل ديمونا بالصواريخ .. الأمر الذي سينتج عنه تسرب إشعاع نووي ومضاعفة الكارثة بتضرر المستوطنين القاطنين في دائرة قطرها 50 كم حول المفاعل .. وهي ضربةٌ يفرح لها الوطن العربي قبل إيران لأنها ستمنع نتنياهو من تنفيذ تهديداته التي يطلقها في كل الاتجاهات وأذرعه الأخطبوطية في الاغتيالات ويمكن أن تعمل على عودة بعض الغزاة المستوطنين إلى بلدانهم الأصلية .

أكثر الناس إدراكاُ بأن حزب الله سيفعل لإسرائيل "واحدة" من النوع الكارثي هذه المرة هم الإسرائيليون .. وعلى نفسها جنت براقش .