التفكك الأسري لماذا؟


نعيش اليوم في عصرٍ كثر فيه الابتعاد عن المفاهيم والقيم التربوية والتي من شئنها الارتقاء في انماط السلوك التربوي جراء عدة أمور لا حصر لها ، وأدت إلى مايسمى التفكك في الأسرة الواحدة وعدم السيطرة عليها وذلك لاختلاف وتباين الحالات الاجتماعية على الصعيد العربي بشكلٍ عام والمحلي بشكل خاص.
كثيراً ما يكون للوضع الاقتصادي للأسرة دور كبير في تصدعها في كلا الطرفين، الغنى والفقر، وإن كان الثاني هو الأكثر . . ففي حالة الغنى نجد بعض الأغنياء ينشغلون بالمال عن أسرهم، بل إن بعضهم يستعمل المال في قضاء شهواته المحرمة ويترك ما أحل الله له فيكون سبباً في وقوع أهله في الحرام والعياذ بالله. وفي حالة الفقر الذي لا يستطيع معه الأب توفير احتياجات أسرته مع كبرها وقلة تعليمه وإيمانه، فيعجز عن الاستجابة لمتطلباتها فيقع في الحرام للحصول على المال، أو يدفع بعض أفراد أسرته لمسالك السوء للحصول على مزيد من المال، فيكون النتاج تفكك تلك الأسرة . . ومن يقوم بزيارة لدور الأحداث سيجد هذه الصورة
والعديد من النماذج التي وقعت ضحية هذه المسوغات التي تم سردها.. كما لا نغفل حقيقة بالغة الأهمية وهي توفير الأجواء الروحانية في داخل الأسرة المسلمة مثل التمسك بأهداب الفضيلة في تحقيق سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً وتخصيص حلقات يومية أو شبه يومية من الذكر واستعراض سير النبلاء وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم ،وهذا العامل كان يفترض أن يأتي في مقدمة العوامل جميعاً لأهميته وعدم تنبه كثير من الباحثين الاجتماعيين والنفسيين له، فإذا كان الإيمان ضعيفاً لدى الزوجين أو أحدهما فالنتاج الوقوع السهل المتكرر في الخطايا والآثام التي تسبب مشكلات لا حصر لها داخل الأسرة، ويفقد ضعيف الإيمان حاجزاً وقائياً لا مثيل له في مواجهته لمشكلات الحياة المعاصرة، حيث يقوم الإيمان القوي المبني على التوحيد الخالص لله عز وجل وملازمة الطاعات، على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحفظ العبد، حفظاً له من عند الله، وتسديد خطاه نحو الخير والصواب في أمور دنياه وآخرته، حيث قال الله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أوليآؤكم في الحيوة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم ومن أحسن قولاً ممن دعآ إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين } (فصلت: 29- 33).
إن وسائل التكنقراط المنتشرة في هذا الزمان هي وسائل ذات حدين لا يختلفين من الخطورة في تنشئة الأجيال، إما سلباً وذلك في انحرافهم للتقاليد والعادات السيئة المتتبعة للأفلام والمسلسلات الهابطة والتي تلهيهم عن ذكر الله وعن متابعة تحصيلهم العلمي أضف إلى ذلك العديد من المتغيرات الترفيهة الأخرى ، عداك عن سوء استخدام التقنيات الحديثة من (whats App) وغيرها من السلوكيات المشابه لذلك.
يعود في حقيقة الأمر دور هام وكبير جداً ملقى على عاتق الأباء والأمهات في توعية الأبناء على مضار هذه البرامج أو الأفلام وغيرها من الوسائل المتاحة والتي لا يكاد بيت يخلوا منها.
ينعكس سلوك الأجيال على الحاضر والمستقبل في انخراطهم في المجتمع الأردني وذلك من حيث المشاركة في بناء المجتمعات النظيفة ، أعتقد لو قرر كل فرد فينا تطبيق ما جاء بهذه المقالة قولاً وفعلاً وعملاً ، سنرقى بهذا المجتمع نحو مزيداً من التطور والنجاح لحياة فضلى خالية من الغزو الفكري الغربي نحو استهداف الشريحة القادرة على العطاء والبناء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات