تسليم مفتاح


تمثل العلاقة ما بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية للمراقب عن قرب لها حالة شبيهة بشروط " تسليم المفتاح " في قانون البناء أو عرفه ، ورغم خروج بعض المناكفات من هنا أو هناك من مثل خطوط المياه " الصنابير " وعلاقة الجلدة التي تهرب أو شد الوصل الذي يرفض أن يفك أو بقية مسلتزمات حوض المغسلة الخاص بالمطبخ أو الحمام إلا أن النهاية تكون سعيدة لطرفي العقد " المالك يقبض نقوده والمشتري يسكن في بيته " .

وما يحدث خلال جلسات المجلس وبحضور الحكومة ومن ثم عودة النواب لمكاتبهم أو بيوتهم أو صالوناتهم وعودة الحكومة للدوار الرابع يمثل حالة من الرضى بين الطرفين على مرور يوم من عمر الحكومة والمجلس دون موت بجلطة أو بتر أجزاء رئيسية من تركيبة جسم السلطتين ، والقصة التشريعية والتنفيذية توصف كالتالي دون أية رتوش أو مكياج أو محاولة إخراجها من سياقها الطبيعي والمنطقي والذي أساسه قانون إنتخاب عاجز عن تحقيق أية خطوة نحو الديموقراطية .

النائب يسعى وعن طريق سلطته " كنائب " ومحصن أن يقدم ما وعد جمهورة " الناخبين " من خدمات كفتح شارع أو توظيف شخص أو طلب إعفاء أو تجاوز القانون بمذكرات حجز أو حبس وغيرها من الخدمات التي يفرضها واقع العلاقة ما بين هذا النائب وجمهورة ، وكل هذه الخدمات لايمكن تقديمها إلا من خلال السلطة التنفيذية وصاحبة الولاية التي جلس النئب على مقعده تحت القبة ولم يترك لها أي ستر مغطى ويكون حريص على إختيار مفردات لغوية قوية تتعلق بها وسائل الاعلام كمانشيت رئيسي لها في اخبارها التي تنتشر بسرعة الإنترنت ولاتعطي السلطة التنفيذية أية فرصة للرد بتوافق معلن ما بين النائب وتلك الوسائل .

والقسم الأخر من النواب وهم من خرج عن طريق القوائم وأعتبر جلوسه على المقعد إستحقاق ديموقراطي " حزبي " لايمكن مقارنته بمن جلس على المقعد عن طريق " جمهور " خدماتي ، وهذا النائب يمارس دور المتفرج تحت القبة ولايقدم ولايؤخر بل تجده يمارس فرص القنص " المنافع " على ظهر نائب الجمهور ، وتجده يعلن للكل أنه ليس نائب خدمات بل جاء كنائب مشرع ومراقب ولكنه في النهاية يكسب منافعه من وراء هؤلاء النواب أي هو يمارس دور " العلق " بكل وضوح وصراحة ولايمكن إغماض العين عن هذا الدور وأكبر الأمثلة على ذلك إقرار قانون التقاعد لهم ومعركة ترؤس اللجان والحقوق المكتسبة للكثيرين منهم .

ومع الوقت تتأكد تلك العلاقة " تسليم مفتاح " بين السلطتين وتكون نهاية من أجمل نهايات الأفلام الهندية وهي نهاية سعيدة جدا وإن شابها بعض الرتوش الإخراجية ولضرورات العمل الفني التي تتطلب القليل من البؤس أو الحزن على هامش النهاية السعيدة ، وهي تأتي وبكل بساطة على شكل دموع قليلة تذرف كدموع الجار الذي ينتقل للبيت الجديد وهو يودع جاره القديم وهو يفكر فقط في أية زاوية سوف يضع تلك المزهرية " التحفة " في منزله الجيد والبائع يفكر فقط في أين يضع المبلغ الذي قبضه من هذا المشتري السعيد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات