سروال أبي قتادة والتاج البريطاني


أبو قتادة هو عمر محمود عثمان أحد مفكري التيار السلفي الذي منح حق اللجوء السياسي في بريطانيا بسبب الاضطهاد الذي تعرض له في بلاد العرب .. عاد إلى الأردن ضمن صفقة تشترط حقه بمعاملة حسنه بموجب حقوق الإنسان المكفولة في القانون الدولي .

تلتزم حكومة عبد الله النسور التزاماً دقيقاً وتاماً بإحسان معاملة أبي قتادة في سجنه بحسب الشرط البريطاني .

جاء أبو قتادة وهو يرتدي ثوباً وسروالاً صيفياً .. وبما أن فصل الشتاء بدأ يرخي سدوله على السجون الهاشمية .. طلب أبو قتادة من أهله أن يحضروا له سروالاً شتوياً .

وافقت حكومة عبد الله النسور على طلبه كما وافقت سابقاُ على أن يبقى الشيخ بلباسه " الثوب " الذي كان يرتديه في بريطانيا فقد رفض أن يرتدي زي السجن المعتاد.

نحمد الله تعالى على ما يسره من لطفه بحال الشيخ أبي قتادة وحسن المعاملة التي اشترطتها له بريطانيا .. ويأمل الشعب الأردني أن تستطيع الحكومة إحضار الكردي كما اجتهدت على إحضار أبي قتادة .

عندما جاء السروال الشتوي إلى بوابة السجن تم تفتيشه تفتيشاً دقيقاً ثم أُدخل إلى الشيخ .

يقول الشاعر الشعبي حول المعاملة الحسنة التي يتلقاها أبو قتادة في السجن :
سروالك يا بو قتادة ... صيفي شتوي كالعادة
2 سانتي فوق الكعب ... أو مشمّر زيادة
صار يفهم هالسجان ... ويعرف حقوق الإنسان
قهوة شيخنا ع الريحة ... واللا سكّر زيادة؟
هذا تاج البريطان ... في سدني أو في عمان
يحكم يرسم ع التابع ... مراسم العبادة .

تعتبر أستراليا من الدول التي ما زالت خاضعة وتابعة للتاج البريطاني .. أما الأردن فهي الدولة العربية الوحيدة التي ما زالت تحرص على أثر من آثار الاستعمار البريطاني و ذلك باستخدام شكل التاج البريطاني .. ثم ألصق مؤخرا على شاشة التلفزيون ليذكرنا صباح مساء بالاستعمار البريطاني .. مع أن العرب لم يسبق لهم أن استخدموا هذا الشعار لا في الجاهلية ولا في الإسلام .. كما أن الدول العربية التي كانت مستعمرة لبريطانيا مثل مصر ودول الخليج اتخذوا لأنفسهم شعارات تخصهم وترمز لتاريخهم العريق بعد رحيل الاستعمار البريطاني .

حظي أبو قتادة بهذه المعاملة الحسنة في سجنه بسبب الشروط البريطانية .. أما أخويه الشيخ الطحاوي والشيخ المقدسي فلا علاقة لحقوق الإنسان ولا لبريطانيا بهما ولذلك فلا قهوة ولا سروال ولا ثوب .. ويا ليت يسلموا من الأذى أو يحصلوا على المعالجة الصحية اللازمة .

كما أن الشباب الإصلاحيين معتقلي الرأي فلمجرد أنهم يعبرون عن آرائهم في الشارع ويطالبون بالإصلاح باسلوب حضاري سلمي فقد تعرضوا لأسوأ أشكال الاهانة والإيذاء ويأتون بهم إلى المحكمة العسكرية مقيدين بالسلاسل وعلى رؤوسهم أكياس وكأنما جاؤا من غوانتنامو أو أبو غريب .

ولقد سبق أن حضرت جلسة محاكمة للأخ المناضل سعود العجارمة برفقة المحامي نصار ورأيت بأم عيني كيف أحضروه إلى المحكمة مقيداً بالسلاسل وكأنه قادم من سجن غوانتنامو أو سجن أبو غريب وقال بأعلى صوته للقاضي
" بينكوا وبين الإصلاح الله .. والله منتوا ناويين ع الإصلاح .. هل هذه معاملة تعاملونا بها ؟! " .. ويطول اعتقال بعضهم لأكثر من خمسة أشهر .

أما الذين يرتكبون الجرائم بحق المواطنين وسرقة سياراتهم تقول لهم الحكومة " يا أخي تفاوض معهم وشوف قديش يطلبوا منك " يشجعونك على التفاوض مع المجرمين وهم يعرفون أرقام هواتفهم التي يتصلون منها ولا يلاحقونهم
وإذا قلت للمسؤول " فاوضهم أنت وتعرف عليهم ثم أمسك بهم " أنسحب من المشهد ولم تعد تراه .

أما الذين يرتكبون الجرائم في الجامعات وقد حدثت للأسف حالات قتل في معان وفي مؤتة وأحداث مؤسفة في آل البيت والهاشمية وفي اليرموك ثم انتقلت مؤخراً إلى البلقاء هؤلاء المجرمون الملثمون الذي فجّعوا الطالبات وأثاروا الرعب في المنطقة وقطعوا الشوارع يتعامل معهم الأمن الناعم .. فلا اعتقالات .. وإذا اعتقل احدهم معززاً مكرماً يفرج عنه باليوم التالي بالواسطة وهذا الأسلوب الحكومي شجعهم على الاستمرار في هذا الشكل المرعب من العنف الجامعي .

أما البلطجية فمنذ ثلاث سنوات وهم يعتدون على المتظاهرين المسالمين المطالبين بالإصلاح باسلوب حضاري وسلمي فتسببوا بنشر الرعب بين المتظاهرين وغالباُ ما يكون بينهم أطفال ونساء وشيوخ .. فأسالوا دماء البعض بالحجارة وقلعوا عيون البعض وحدثت كسور لآخرين ولم يعتقل منهم أحد..
فالأمن ناعم مع المجرمين .. خشن مع الإصلاحيين .

ويتحدى الشعب الأردني عبد الله النسور ووزير داخليته لو كانوا يستطيعون أن يعتقلوا بلطجيا واحداً ويقدموه للمحكمة العسكرية بتهمة الاعتداء على المتظاهرين .. لا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل .
ضيف الله قبيلات



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات