الحملة البرتقالية(16) يوما لمناهضة العنف


مؤسسات المجتمع المدني تحمل طابعاً راقياً في أهدافها التي أُنشئت لها , تتشعب في الأهداف وفي الوسائل , تتحقق إنجازات كبيرة عند بعض تلك الهيئات , والبعض الآخر يخفق في تسطير الإنجازات على أرض الواقع , وبعض الهيئات أهدافُها لا تبني بل تهدم وللأسف هذه المؤسسات تنجح في أهدافها إلا أن هذه الأهداف متخبطة ومتلاطمة و يغطي لمعان وبريق الاسم للاهداف على السلبيات الخفية وما يدس في السُّم مما يطرح.

اللجنة الوطنية الاردنية لشؤون المرأة واحدة من المؤسسات التي تنجح تماما في تحقيق الاهداف لكن الأهداف من النوع المغطى بقشور لامعة وبحسن نية بالطبع ولا نشك بحسن النية ,إلا أن النتائج التي تلقي بظلالها بعد بعض الفعاليات والمنبثقة من أسلوب الطرح والفئة المستهدفة (النساء) التي تعتبر أخطر فئة موجهٌ لها هذا العمل ومن الوجبة المطروحة بمايسمى بمناهضة العنف ضد المرأة , هذا العنوان الذي يطلق بحملة كل 25/تشرين ثاني من كل عام ويستمر لمدة 16 يوماً بدعوى أن هناك من يفكر برفع الظلم والعنف اللفظي والجسدي والنفسي الموجه ضد المرأة ومن ثم جلب النساء وبعض وسائل الإعلام والمؤسسات الأخرى المتلقية لهذا البرنامج بالقبول , وسميت بالحملة البرتقالية نسبة الى اللون التحذيري الذي يسبق الاحمر رمز الخطر.

موضوع العنف ضد المرأة يُطرح من خلال بعض الهيئات وبتنسيق اللجنة الوطنية المذكورة أعلاه يطرح مغلوطاً حيث يدعو هذا البرنامج في الحقيقة وفي عمقه الى نفور المرأة من البيت وتنفيرها من مؤسسة الزواج او من بيت اهلها (لغير المتزوجة ) حيث يصورون أن الحل لأي عملية خلاف أو تعنيف ولو لمرة واحدة هو اللجوء لمؤسسات أمنية أو لجهات أخرى قضائية للشكوى على من يُعِّنف , وبالتالي تفتيت الأسر وغياب سلطة البيت والقوامة سواء من الأب أو الاخ أو الزوج (للمتزوجة) ولا تنطلق هذه الحملات من منظور ديني على أرض الواقع بل يأتي المحاضر أو المحاضرة بأدلة شرعية يسقطها على واقع الأمر بخطأ في الاستدلال والتوجيه للنصوص الشرعية مع هذه الحالات ,والدين عندهم لا يكون الا لتجميل عبارات المحاضرة أو لتعبئة الورق المسطَّر والمعبَّأ لطرحه على المسامع.

في ديننا الاسلامي الحلُّ عمليٌّ حول هذا الموضوع ,فهناك النصوص التي تدعو ربَّ الأسرة لتربية النشء وخصوصا البنات على طريقة لا توصله بها للعنف ضدها,واختيار الزوجة بضوابط لا تجعلها مستفزة له لتُعنَّف في النهاية بسبب نشوز, ودعت هؤلاء جميعا للصبر على بعضهم البعض قبل اللجوء للتعنيف وضبط النفس لارضاء الله وعدم فك عرى الأسرة ,وذكَّر النبي عليه الصلاة والسلام ب:(الرفق بالقوارير) حيث شبه المرأة بالقارورة سهلة الكسر لكن عليها هي أن تعي بأنها قارورة لطيفة رقيقة حساسة وليست ذئبة مستأسدة تجعل ممن يقابلها من زوج أو اخ أو أب رجلاً مستفَزَّاً ويقابلها بالعنف, فالحملة البرتقالية تدعو للمناهضة ضد العنف ولا تدعو المرأة للوقوف أمام مسؤولياتها لمجابهة نفسها المندفعه نحو الخطأ ولا تخرج بمخرجات في العملية التوجيهية المقدمة منها تنقل المرأة من كائن هو السبب في صناعة العنف الى كائن يصنع الرحمة والمودة بدلاً من أن يتسول الرحمة وهو من أفقدها من بيننا ؛لأن المرأة الرقيقة في أصل خلقتها تحولت الى صانعة للعنف تبث في البيت روح الحقد ,سواء كانت حماة أو كنة أو بنتاً(فايعة) في الدار أو زوجة لا يملأ عينها رجلها وبيتها مما يجعلها تُجذر هي العنف وبعدها تأتي باكية من آثاره , وهذا على مبدأ ضربني وبكى وسبقني واشتكى.

بدنا بال16 يوم يا لجنة المرأة لفت نظر النساء لبث ونشر ثقافة المودة في اعماقها وسلوكها وداخلها كي تتخلص هي بذاتها من عنف ذاتها أو من زرع العنف في رجل يعيد التعنيف عليها وضدها .


باختصار لكل هالفلسفة المرأة مصدر العنف فلا تجعلوا الجلاد ضحية, كفانا ضحكاً على الذقون واذهبوا في برامجكم واهدافكم في اللجنة لفعاليات تبني للمجتمع بدلاً من ترديد محاضرات لا يكون فيها الجديد من المعلومات سوى معلومات رفع ارقام نسبة العنف ضد المرأة ,والسبب عدم ايقاف نهر المشكلة الجارف وهو سلوك المرأة نفسها.

وارجعوا في ذلك للدين فهو من منع وأد البنات وحرق الزوجات بعد وفاة ازواجهن كما هو في بعض الاديان أو رميها فدية للبحر كي لا يفيض في اديان اخرى او حرمانها من حقوق مادية ومعنوية ,ففي هذه الممارسات كان العنف , بعدها جاء الدين الاسلامي وأعطاها الحق في المتعة في الحياة دون تعنيف لكن جنباً الى جنب مع تطبيق الواجبات.

هلا لفتُّم نظر حواء ال2013 للواجبات يا لجنة شؤون المرأة ؟؟!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات