هل يقطع " نتنياهو " حبل الفرح الإيراني ؟!


كانت اسرائيل سعيدة بوجود زعامات عربية تحمي حدودها الهلامية .. و سعيدة أكثر بسماع مصطلحات سياسية مثل مصطلح " الشيطان الأكبر" و مصطلح " دول محور الشر " و مصطلح "الحرب الطائفية " .

مع انطلاقة الربيع العربي بدأت تتقلص مساحة السعادة الإسرائيلية وبدأت تنعدم الرؤية عند

بنيامين نتنياهو العسكري المغمور و السياسي الفاشل .. و خاصة بعد فوز الشيخ روحاني برئاسة الحكومة الإيرانية .. و شمت إسرائيل رائحة مفاوضات سرية تقودها ألمانيا و سلطنة عمان .. كما أن زيارة السلطان قابوس لإيران في آب/ أغسطس الماضي و زيارة مسؤول أمريكي ضمن وفد للأمم المتحدة لطهران قد مهد الطريق لتوقيع هذا الاتفاق التاريخي الذي أكد على حق إيران بتخصيب اليورانيوم داخل أراضيها و خفف العقوبات التي كانت مفروضة عليها مما سيعمل على تحسين المستوى الاقتصادي , إضافة للإفراج عن 8 مليارات أموال إيرانية كانت مجمدة في بنوك الغرب.

أصبحت إيران الآن في وضع أفضل سيمنحها فترة استرخاء لن تقل عن سنتين تكون كافية في نظر نتنياهو لإنتاج القنبلة النووية .

هذا الاتفاق التاريخي أصاب نتنياهو بصداع شديد رغم التطمينات التي قدمها له الفرنسي اولاند قبل التوقيع و غيره من الأصدقاء الذين باتوا يرون أن هذا الكيان الصنيع " إسرائيل " صار عبئا ً عليهم و شرا على العالم .. و أنه في الحقيقة " مصدر الشر ".

في الوطن العربي خاصة و للعالم عامة .. وأن الفلسطينيين و العرب و المسلمين جميعا يُحمّلون مسؤولية هذا الشر المستطير لأوروبا و أمريكا تحديدا .

ان الصداع الشديد الذي أصاب نتنياهو جعله يقرر و على عجل إرسال مسؤول أمنه القومي إلى واشنطن ليخبرها كما سبق و أعلن أنه غير مقيد بهذا الاتفاق و أنه غير معني به و يعتبره صفقة سيئة و أنه سيتصرف إزاء ذلك بمفرده ضد إيران .

ان تصريحات نتينياهو و تحركاته .. و سِجلّه العسكري الخالي من بطولات أو مغامرات مشهورة كباقي العسكر أمثال شارون فهو العسكري المغمور .. وهو السياسي الفاشل .. إذ أسقطت أول حكومة له حركة حماس على أثر العمليات الاستشهادية التي نفذتها داخل السهل الساحلي الفلسطيني حينئذ .

هذا الحال لنتنياهو يجعله يفكر و على السريع بعمل ما قد يصنع له توازنا نفسيا و يسطر به له مجدا ولو مرة واحدة لكي يدخل سجل مجرمي الحرب الذي سبقه اليه جنرالات هذا الكيان الصنيع .

بحسب معرفتي بنفسية و عقلية هؤلاء المجرمين الغزاة الصهاينة فإنني لا أستبعد أن يقوم نتنياهو بعمل عسكري سريع و خاطف و قوي على المنشآت النووية الإيرانية و مواقع عسكرية أخرى هامة و ربما بالشهر القادم إذا سمحت الظروف الجوية لقطع حبل الفرح الإيراني و سبيل انتعاشها الاقتصادي و منعها من قطف ثمار هذا الاتفاق التاريخي كما يفعل طيرانه الآن " سرحي مرحي" في سوريا .

ربما يسمي نتنياهو هذا العمل العسكري ضربة استباقية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي .

ماذا سيفعل العالم لنتنياهو إذا ما قام بهذا العمل ؟! فقط يومان أول ثلاثة من الإدانات الإعلامية .. ثم تعود المياه إلى مجاريها .. و تكون قد خسرت إيران كل شيء .

لذا فإنني أرى أنه من حق إيران أن تقوم هي بالضربة الاستباقية .. و هي حق لها كضربة وقائية نتيجة التهديدات التي صدرت عن نتنياهو قبل الاتفاق و بعده ومن حق إيران ان تقوم بضرب المفاعل النووي الاسرئيلي و بعض المواقع العسكرية الأخرى الهامة و ذلك لمنع نتنياهو من تنفيذ تهديداته و نواياه الخطرة ضد إيران و شعبها .. و يمكن القيام بذلك من لبنان .

و إنني أرى أن العالم سيعذر إيران في إقدامها على هذه الضربة الوقائية التي تهدف لمنع نتنياهو من تنفيذ تهديداته و إضعاف القدرة الإسرائيلية على العدوان و خاصة بعد استجابة إيران لمطالب المجتمع الدولي و توقيعها على هذا الاتفاق التاريخي الذي فتح شهية العدوان الإسرائيلي المتعطش دوما لدماء المسلمين .



تعليقات القراء

ابو العز الاردني
انا اعتقد ان العكس سيحدث فالضربه ستكون من اسرائيل فقد دخلت اسريل ممثله برئيس وزرائها مرحله هستيريه وهذا قد يقودهم الى الاقدام على عمل جنوني تحفظت الولايات المتحدة وحلفائها عن القيام به لأنها تعرف بنتائجه وما قد يجر عليها وعلى حلفائها في المنطقة من ويلات ، ولا اعتقد ان ايران تقف الان موقف المتفرج من تهديدات نتياهو فلا شك انه قد استعدت لما قد تقوم به اسرائيل وعندها ستكون الحرب قد فرضت عليها وستدفع اسرائيل ثمنا باهضا ان لم تكن نهايتها وسيكون تأثير هذا الامر مدمرا على المنطقه كلها ،،

27-11-2013 12:11 PM
عزوز
لم ولن يجرؤ اي اسرائيلي على قصف او الاعتداء على ايران لاحاضرا ولامستقبلا لان لدى ايران اسلحة وقوة ردع وتصميم وتصريحات النتن ياهو يعجل ايران لامتلاك السلاح النووي ان لم تملكه الان
27-11-2013 07:59 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات