مؤشرات رحيل النسور والطراونة وعودة المصري والاخوان للحاضنة


لا احد اكبر من الشعب الاردني لدى ملوك الاردن الذين لم يسجل التاريخ واقعة ناصروا خلالها شخصية عليهم وعلى مطالبهم مهما علت وظيفيا او اجتماعيا او سياسياً, فقليلون هم الذين يتوقعون توقعات صائبة بخصوص المشهد السياسي الاردني , وما يفكر به جلالة الملك ومطبخه السياسي الخاص الذي يؤمن له وجهة النظر الصائبة قبيل صنع القرار في كثير من الاحداث .

فهما ادعى فلان او علان قربه من المطبخ السياسي الاردني فلا تصدقوه , فغالبية الادعاءات التي توهم الناس بمعرفة ماذا سيحصل على الساحة الاردنية ما هو في الحقيقة سوى فرد وعرض عضلات ليس إلا , فالقرار السياسي الاردني لا يتم اتخاذه إلا بعد قراءة المشهد السياسي المحيط بنا وتطلعات الشارع الاردني وتأملاته , فالمطبخ السياسي الاردني الحقيقي( !!!!! ) يتواجد فيه عناصر ماهرة تجيد اللعبة السياسية كما تحترف اللعبة الامنية , فما اولئك الذين يتصدرون الساحة السياسية والصالونات التمثيلية في الوظائف العامة غير لاعبين احتياط بالفريق الاساسي الذي يرسم للاردن مشاهده وفق الحاجة الامكنية بالدرجة الاولى وليس وفق الرغبات الشعبية احيانا , لان هناك في السياسة حكمة تقول ليس كل ما يُعرف يقال وليس كل ما يُدار خلف الكواليس يجب ان يعرفه الشارع.

نعم انها الحقيقة التي يجب أن يؤمن فيها كل اردني يمتلك ذرة خوف على الاردن وترابه , وهنا لا بد من أن اعود لما يعرف بهبة نيسان 17/4/ 1989 والتي اطلقها الكركيون قبيل امتدادها لكافة انحاء الوطن لاسقاط حكومة زيد الرفاعي احتجاجا على رفع اسعار الخبز والسكر والمحروقات لتوضيح الصورة كيف يفكر المطبخ الامني الاردني صانع المشهد السياسي بامتياز , فقد قطع جلالة الملك الحسين زيارته لبريطانيا وعاد الى ارض الوطن وما هي سوى ايام قليلة حتى أقال الرفاعي الاب وعين بدلا منه الامير زيد بن شاكر يرحمه الله في خطوة لم يتوقعها احد من اقرب المقربين من الملك, فلاقت تلك الخطوة الترحيب بصورة كبيرة انتهت الاحداث خلالها على الفور. فهكذا هم الهاشميون لا يناصرون احداً على الشعب مهما ادعى قربه من دائرة القرار ولكم فيما حصل مع الرفاعي الاب لتذكرة وعبرة.

نعود للمشهد السياسي الاردني الذي تكثر فيه هذه الايام التقاويل والتفاسير والتحاليل والتي تنم كلها عن جملة كبيرة من التغيرات القادمة المؤكدة بعد أن انتهى تجهيز طبختها على نار هادئة بصورة قد تريح الشارع الاردني بزراعة ربيعه بالورد والرياحين.

فما حدث للاطفال الاربعين في وزارة التنمية الاجتماعية وما يحدث الان في صحيفة الوطن الاولى الرأي وما قد يحدث في الدستور لاحقا , تعتبر كلها مؤشرات على قرب رحيل حكومة النسور الى البيت للابد, ونستشعر كذلك بأن صعود نجم المهندس عاطف الطراونه وفوزه برئاسة مجلس النواب يحمل دليلا اخر على رحيل رئيس الديوان الملكي فايز الطراونه الى البيت للابد, ولعلي هنا اتوقع بأن نشر توبيخ جلالة الملك لرئيس ديوانه الطراونة قبيل الرحيل رداً على هجومه على الاخوان المسلمين في هذه الايام بالذات رغم انقضاء فترة طويلة على ذلك التهكم يحمل في طياته براعة المطبخ الامني السياسي الاردني في خلق الظروف التي تتيح الفرصة لجلالة الملك لإقناع الاخوان بصورة شخصية للعودة للمشهد السياسي كما كانوا على الدوام منذ عام 1956, وما تلك الاحداث التي نتوقع حدوثها قريبا جدا الى مؤشرات لقرب رحيل مجلس النواب لاتاحة الفرصة للاخوان لخوض الانتخابات, في ظل حكومة مقربة جدا لهم وقد يكون سيناريوهاتها قريبة جدا لسيناريو حكومة الامير زيد بن شاكر عام 1989, الامر الذي يفسر ويوضح بأن خروج طاهر المصري من مجلس الاعيان ليس ابعاد بل تكتيكا .

وقفة للتأمل :" عندما اتغاضى عن اخطائكم , لا تتمادوا بارتكابها !!! فصمتي ليس رضى بما فعلتم , بل مجرد فرصة لكم لكي تعدّلوا ما اقترفتموه, فانا لست طيباً لدرجة السذاجة" .

ارجوا من القراء الاكارم أن تتمعنوا جيداً بتلك الوقفة , لتعرفوا : ماذا يدور خلف كواليس المشهد السياسي الاردني ؟! وكيف تنجز الطبخات السياسية في بلادنا على الاغلب؟!.



تعليقات القراء

مازن المعاني
على الرغم من انني لا استمتع بكتاباتك لاسباب عده ولكنك اضفت الان لي اسباب موضوعية بانك تجهل تاريخ الاردن القريب فكيف بك بالبعيد
كيف يا استاذ تقول ان هبة نيسان من اشعلها هم الكركيون..... يمكن ان اعذرك اذا كنت لا تعرف ان هناك محافظه اسمها معان قدمت للاردن في هبة نيسان13 شهيدا قبل ان تمتد للكرك وباقي محافظات المملكه
اعذرك ربما لانك تتلقى المقال وتذيله باسمك
20-11-2013 08:46 AM
ابو لنس
احسنت وبدعت وشكرا
رد بواسطة محمود المعاني
مش عارف شو الابداع الي فيه
20-11-2013 09:21 AM
عاش وطني الاردن
طيب استاذ أحمد،ليه ما دائما تكون هيك متفائل؟؟قد أختلف مع الاخوان سياسيا،وانا كذلك،لكنني أعترف ان قلبهم وعقلهم أكثر حكمة في حب الأردن الغالي.وطاهر المصري رجل شريف،وعاطف الطراونة من بيت نقي لا يعرف للعنصرية مكان.وهذا كلام أعرفه عنهم عن قرب.الاردن بحاجة لمن يحبه وليس لمن يحب مصاله الشخصية.عاشت الوحدة الوطنية وعاش كل أردني آنا كان مشربه أو دينه وحمى الله مملكتنا الأردنية الهاشمية الغالية
رد بواسطة فايز العجرمي
لاحظوا معي هذا الخطأ الاملائي من الكاتب الذي يفترض حتى نهتم بما يكتب ان لا يقع به
(نتوقع حدوثها قريبا جدا الى مؤشرات لقرب رحيل المجلس )
الى ) خطأ والصحيح الا ،، وشكرا لكم
20-11-2013 11:55 AM
الكاتب احمد خليل القرعان
أهم هذه المذكرات ارتباطاً بسياق تطور الأحداث، كانت مذكرة الكرك التي وجهتها فعاليات المدينة إلى الأمير الحسن. وتكمن أهميتها في أنها كانت أول مذكرة تصدر بعد أعمال العنف في معان وتعطي للتحركات الشعبية آنذاك طابعاً سياسياً، ما ساعد في تسييس التحركات اللاحقة وتخفيف الميل نحو العنف.

ففي الساعة الحادية عشرة من صبيحة يوم 19/4، التقت حوالي 60 شخصية من فعاليات المدينة ورؤساء البلديات في المحافظة في غرفة التجارة. وتوصل المجتمعون إلى صياغة مذكرة بمطالب أهل الكرك، وتسليمها للمحافظ. تضمنت المذكرة المطالب الرئيسية التالية: استقالة حكومة زيد الرفاعي، تشكيل حكومة وطنية تستجيب لمطالب الشعب، محاسبة المسؤولين عن الفساد واختلاس المال العام أياً كان موقعهم، إلغاء قرارات رفع الأسعار، إجراء انتخابات نيابية حرة نزيهة واستبدال قانون الانتخاب بقانون انتخاب عصري وديمقراطي، إطلاق الحريات العامة، التضامن الفعّال مع انتفاضة الشعب الفلسطيني ونضاله لاسترداد حقوقه الوطنية.

20-11-2013 01:57 PM
المعايطة/الكرك
الى رقم 1

الانتفاضة خرجت من الكرك
وامتدت لباقي المناطق
وما قاله الكاتب صحيح
رد بواسطة حمود الحياري
ادام الله علينا نعمة الامن والامان ولماذا هذا النبش بالماضي ، وغريب امر هذا الكاتب ، فمرة ينبش بالعنصرية ومرة ينبش باحداث قديمة مثل ما يسمى هبة نيسان ،، نحمد الله على قيادتنا الهاشمية وعلى أمننا المصان من الكرماء أصحاب الفضل
20-11-2013 02:39 PM
الكاتب احمد خليل القرعان
تحية الاعتزاز بكم والتقدير
عندما ذكرت بأن هبة نيسان كان مصدرها الكرك, فهذا لا يعني انتقاص من حقوق عن اهل معان والمفرق والسلط والطفيلة ومادبا , الذين لعبوا دورا بارزا في تلك الهبة الوطنية التي نقدرها بمداد الروح, ولكنني هنا آثرت لانجاح مقالتي ان اقف على اهم مفارز الهبة , والتاريخ يقول بأن أهم هذه المذكرات ارتباطاً بسياق تطور الأحداث، كانت مذكرة الكرك التي وجهتها فعاليات المدينة إلى الأمير الحسن. وتكمن أهميتها في أنها كانت أول مذكرة تصدر بعد أعمال العنف في معان وتعطي للتحركات الشعبية آنذاك طابعاً سياسياً، ما ساعد في تسييس التحركات اللاحقة وتخفيف الميل نحو العنف.
ففي الساعة الحادية عشرة من صبيحة يوم 19/4، التقت حوالي 60 شخصية من فعاليات المدينة ورؤساء البلديات في المحافظة في غرفة التجارة. وتوصل المجتمعون إلى صياغة مذكرة بمطالب أهل الكرك، وتسليمها للمحافظ. تضمنت المذكرة المطالب الرئيسية التالية: استقالة حكومة زيد الرفاعي، تشكيل حكومة وطنية تستجيب لمطالب الشعب، محاسبة المسؤولين عن الفساد واختلاس المال العام أياً كان موقعهم، إلغاء قرارات رفع الأسعار، إجراء انتخابات نيابية حرة نزيهة واستبدال قانون الانتخاب بقانون انتخاب عصري وديمقراطي، إطلاق الحريات العامة، التضامن الفعّال مع انتفاضة الشعب الفلسطيني ونضاله لاسترداد حقوقه الوطنية.

20-11-2013 02:41 PM
بسام
الله يسمع منكم ونرتاح من هالحكومه//هلكتنا//الله يحفظ سيدنا وهو دائما مع المواطن/////////////
20-11-2013 11:56 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات