نجوم كرة برواتب زهيدة


لم نكن نتوقع أن يفوز منتخبنا الوطني لكرة القدم على منتخب الأوروغواي في المباراة التي جرت على ستاد عمان الأسبوع الماضي، ولكن الهزيمة الساحقة التي منينا بها كانت ثقيلة وقاسية، وفتحت جرح المواجع، وفجرت بركاناً من السخرية والنكت على مواقع التواصل الاجتماعي تكشف بشكل أو بآخر مدى ألمهم.

سيل النكت الساخرة على المنتخب الوطني مقبولة، وربما نتعلم منها، وقد تنفس عن غضب الناس، على أن لا تصبح استخفافاً وإهانة لكرامة اللاعبين ومدربهم!.

تبخر حلم التأهل لمونديال البرازيل، وأطلق مستخدمو التويتر والفيسبوك شعاراً بديلاً لشعار يلّا على البرازيل، يلّا على الدار، في إشارة واضحة أننا لا يمكن أن نهزم منتخب الأوروغواي بستة أهداف في عقر دارهم، وهم الذين ذهبوا إلى البحر الميت للاستجمام والراحة ولا يشعرون أبداً بالقلق.

لن نذهب إلى البرازيل، وربما أيضاً لن نتأهل إلى موسكو، وقد يتغير حالنا إذا ما أصبحت الرياضة وكل الإبداعات جزء من استراتيجية الدولة نرعاها ونهتم بها، ولا ننساها، ونتذكرها في آخر لحظة.

سمعت تقريراً للزميل لطفي الزعبي من قناة العربية مضحك مبكي، وهو يلخص جزء من جوانب المأساة، فأحسن نجم أردني يتقاضى "700" دينار من ناديه، ولا ضمانات للمستقبل، وحارس المرمى عامر شفيع الذي نتغنّى به "عاطل عن العمل الآن"، وكما وصفهم الزعبي في تقريره "نجوم برواتب خدم"، ولذلك شكراً لهم لأنهم وصلوا بالأردن لهذه المرحلة.

إذا كنا نطمح أن نشارك في كأس العالم في الدوحة عام 2022، فيجب أن نعتني بطلاب وطالبات المدارس منذ نعومة أظفارهم، فتصبح حصة الرياضة المدرسية مقدسة، وكذلك الفن والموسيقى، لا أن يطلب من الطلبة أثناء هذه الحصص تنظيف المدرسة، أو تعطى لمدرس الرياضيات والفيزياء ليعطيهم شيئاً أكثر أهمية، أو أن لا يكون بالمدرسة ملعب أو قاعة موسيقى ومرسم، ويستغلها الطلبة للفرار والعودة لمنازلهم.

ما لم يتغير هذا الواقع فلن يكون لنا أمل باكتشاف المبدعين، وهذا يتطلب إعطاء الأولوية لمنتخبات الناشئين، وليس فقط الانتباه إلى لاعبي الدرجة الممتازة والأولى وإهمال البقية.

المشكلة لا تتوقف عند حدود المدارس، بل وتمتد إلى الجامعات، فالتفوق الرياضي أصبح فقط وسيلة للتلاعب والتحايل في القبول الجامعي، ولم يعد طريقة لتعزيز المبدعين وتحفيزهم ليكونوا عماد المستقبل.

الإنجاز والبناء حلقات متكاملة، والتأسيس لا يقل أهمية عن توفير الموارد، وهذه معضلة في بلد يعاني مشكلات اقتصادية، فكيف تحل هذه الإشكالية المزمنة؟!.

أعتقد أن فكرة التليثون التي جمعت مليوني دينار في يوم، يمكن تطويرها ومأسستها في إنشاء صندوق للرياضة، وخلق حوافز للشركات للتبرع، وإنشاء "وقفيات"، على أن يرتبط ذلك بقانون ونظام إعفاءات ضريبية، ولنا في تجربة مؤسسة شومان المنارة الثقافية مثالاً لا يستهان به، ويمكن التعلم منه، ونتذكر في هذا المجال نادي شركة زين لكرة السلة الذي حقق نتائج مذهلة محلياً وعربياً، ولا أعرف لماذا لم تستمر هذه التجربة الريادية؟!.

نتحدث عن الرياضة وكرة القدم، ولا نتجاهل أزمة الدولة في رعاية كل المبدعين، فالفن في بلادنا يحتضر بعد أن حقق نجاحات، والإعلام في بلادنا أيضاً يحتضر بعد أن رفد كل الإعلام العربي بأفضل كفاءاته.

وأتساءل؛ كيف يمكن لبلد أن تنهض، وتتميز، وتستقطب حتى السياح، إذا لم يكن لديها رسامون، وفنانون وكتاب، ولاعبون؟.

وهل يكفي أن نتغنى بالأردن باعتباره أكبر حاضن لشركات تكنولوجيا المعلومات وإنتاج المحتوى على الإنترنت، وحتى في هذا السياق نحن الآن نتراجع ونتهاوى؟!.

مرة أخرى الفزعة لا تكفي ولا تصنع أبطالاً ومبدعين، فهل نتعلم ونتغير؟!.



تعليقات القراء

مطلع سنة 2020
المفروض يتغير الشعار :



من يلا عالبرازيل ....





الى







يلا عالبراميل







بعدك يا شطناوي يا اسدددددددددد
18-11-2013 11:05 AM
ابراهيم
الافضل انشاء صندوق للفقراء ودعمهم وانشاء مشاريع لتشغيل ودعم الاقتصاد.
18-11-2013 11:58 AM
كااره حسن نصر الله
ولا زهيدة ولااشي انا بعرف كل اللاعبين شخصيا واحوالهم المادية فوق الريح وبعدين كال هالتلثون وكل هالدعم وين رايح والله خيو الي بدو يلعب بيلعب ماالو دخل المصاري وفريق البرازيل كانو كثير منهم صفر ولامعهم فلس حتى ميسي اقرا عن حياتو امو كانت عاملة نظافة -وابوه مجرد موظف صغير -- يازلمة الموضوع مش مصاري الموضوع ادارة ونفسية ومدرب زي هالمدرب تبع النشامى مثال ممتاز لتحطيم نفسياتهم واقف لهم طول المباراة زي الدقرة وكانهم بمدرسة ارجو النشر شكرا
18-11-2013 06:53 PM
الايهم
عادي اللي مش عاجبه يشوف له شغلة غيرها يعني فوق ما لمو الكم مصاري قبل المباراة ومع ذلك خسرتو شو رأيكم بدكم كل يوم لـمّة جديدة أي حلو عنا .
وعلى رأي المثل :
النجّار الفاشل يضع اللوم دائما على عدته.
20-11-2013 08:44 AM
م محمد
والله يا خال انه ممتاز رواتبهم انا مهندس بخبرة 10 سنوات اعمل في قطاع الحكومة نداوم الجمع والعطل والاعياد وفي الحر والثلج راتبي 750 دينار
25-12-2013 09:42 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات