حذرنا من الزلزال الوشيك


إن تلك الكتائب العقائدية، والمجموعات الشبابية الطائفية، وتسمى تحت مسميات مختلفة، يقوم النظام السوري بحشدها طائفياً، وتدريبها وتسليحها، وتزودها بصلاحيات القتل والاغتصاب والسلب والنهب والتعذيب دون مساءلة، لتقوم بدور يتجاوز وحشية ودناءة سرايا الصراع التي شكلها المجرم رفعت الأسد في الثمانينات وقامت بفظائع تجاه الشعب السوري في كل مكان من سورية، هؤلاء المتطوعون يتم تدجينهم وتجييشهم طائفياً ليتبلد الإحساس فيهم، وليتحولوا إلى وحوش وأمساخ تسوم السوريين كل أنواع الوحشية.... حرب طائفية معلنة من طرف واحد، يقوم النظام في نفس الوقت بتسريب السلاح إلى المكلومين والثكالى الذين تذوقوا مرارة فقد أحبتهم ليحولهم إلى مقاومين مسلحين، لايجاد مبرر أمام العالم المتواطئ الذي يطلب فقط إزالة حرجه أمام الشعوب.

سورية تتجه نحو الخراب الشامل، والمسؤولية الكبرى تقع على عاتق الاصطفاف الطائفي الذي لولاه لما استطاعت السلطة أن تجرم كل هذا الإجرام... لم يعد الحديث عن أخوة الوطن والشراكة في المصير حديثاً ذا جدوى، طالما اختاروا أحد أمرين، الهيمنة في ظل نظام طائفي عائلي، أو الخراب الشامل.

حتى من كان يتحدث ببعض ما تبقى من أخلاقيات من المصطفين وراء النظام طائفياً (ولا يوجد أي مبرر غير ذلك) لم يعد بمقدورهم أن يتاجروا، أو يتابعوا أكاذيبهم وافتراءاتهم الدنيئة، وهاهم في كل ناد ينادون ويحرضون وبصيغ عديدة مباشرة وغير مباشرة إلى حرب طائفية، المرحلة القادمة التي تطل برأسها تفضح كل النزعات الطائفية المتجملة، والبلاد تدخل مرحلة لطالما حذرنا وحذر الكثيرون من الدخول إليها.

بدون شك أن الثمن سيكون فادحاً، وسيعاني الشرفاء السوريون من هذا الحشد الطائفي اللعين، لكن ما يغيب عن بال هؤلاء المجرمين أنهم يغامرون بوجودهم من أجل فئة مجرمة وفاسدة، وأنهم يشوهون محملهم الطائفي بتجييره وتكريسه لخدمة أقذر سلطة مرت في تاريخ البشرية، وأنهم سيتحولون في التاريخ إلى رمز للوحشية الجاهلة مثل المغول والتتار، يغيب عنهم أنهم وإن بطشوا وفتكوا بشركائهم اليوم بما يتوفر لهم من صمت دولي وقدرات عسكرية وحشية ودعم طائفي لا محدود إضافة إلى دعم من الفاسدين الذين مصوا دماء الشعب وآخرين ربطوا مصيرهم بمصير السلطة، يغيب عنهم أن التاريخ جولات، ولن تدوم لأحد، وأن انتفاضة اليوم مهما حوصرت لن تموت، وأن سلميتها مها صمدت لا بد أنها ستنهار تحت وقع الألم الممض وربما تحمل السلاح أخيراً... لكنها لم ولن تتحول إلى انتقام طائفي، لأنها ليست من طينة اللؤم والسفالة لممالئي النظام، ولأنها تستند إلى إرث مدني وحضاري يبقى كامناً على الرغم من محاولة اربعين سنة للسلطة في سبيل وأدها... لكنها لن تتخلى عن مبدأ المحاسبة، فكل روح أزهقت وكل قطرة دم أهرقت سيحاسب عليها المجرمون ومن أيدوا إجرامهم ومن حثوا عليه....

لا يمكنني بعد اليوم أن أسمي هؤلاء الأمساخ من القتلة ومؤيديهم من بليدي الاحساس وميتي الضمير بأخوة الوطن، لا يمكنني بعد اليوم تصور أي ارضية إنسانية تجمعنا، ولا يمكنني نعتهم إلا بأخس الألفاظ التي تليق بهم والتي أترفع عنها... تباً لكم تعساً لكم... يوم الحساب قريب قريب... لن يكون حساباً على طريقتكم الهمجية... وفي نفس الوقت لن يكون حساباً متسماً بروح التسامح، لأن التسامح مع المجرمين جريمة، والغفران في هذه اللحظة سيكون بمثابة أكبر الجرائم...

أمعنوا في القتل وتأييد القتل، وانضموا إلى القتلة بكل ما لديكم، فإنما تقتلون مستقبلكم وترهنونه للخراب والفناء...

سنصبر على كل ما ينالنا من وحشيتكم، ومهما طال زمن وحشيتكم ومهما أوغلتم في الفظائع، فإن المستقبل لنا... والفجر بدأت طلائع نوره بالظهور...

انها حرب طائفية صريحة مدعومة ببعض ممن عاش على فتات افساد... حرب طائفية من طرف واحد يظن أن امتلاكه للسلطة سيمده بهيمنة أبدية، ويغفل عن الأرض التي تميد وتغلي وتنذر بزلزال وشيك....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات