صحيفة الرأي بين التنفيع والتلميع ..


 في عام 1921 صدرت أول جريدة بالأردن وهي الحق يعلو ثم صدرت صحيفة الوفاء الأسبوعية عام 1938 ,وفي بداية عام 1967 تم دمج صحيفة فلسطين والمنار في صحيفة واحدة اسمها الدستور والتي لا تزال تصدر حتى يومنا هذا .

في عام 1971 صدرت صحيفة الرأي وتبعها عام 1975 صدور صحيفة الجوردن تايمز الناطقة باللغة الانجليزية , ثم جريدة الأسواق عام 1993 وبعدها صحيفة العرب اليوم ثم صحيفة الغد .

ومنذ عام 1971 تاريخ صدور صحيفة الرأي بدأت بالتقدم والتطور مهنيا وإداريا ,حتى أصبحت صحيفة الأردن الأولى بلا منازع مبيعا ودخلا .

يعتقد البعض إن صفحات الوفيات التي احتكرتها الرأي لغاية ألان هي سبب شهرتها وليس أي مادة صحفية فيها , بينما يعتقد البعض الأخر إن بعض الكتاب هم سبب شهرتها وبالتالي مبيعها .

ولم يعتقد أي قارئ إن المواد الصحفية والتقارير هي سبب شهرتها أبدا .

فالقراء مقسومين بين كتابها ووفياتها ولكن كل ما في الرأي أصبح مقروء بسبب شراء الجريدة أصلا للسببين السابقين, ومن هنا أصبحت أي مادة صحفية تكتب في الصحيفة هي مادة مهمة ومتابعة وتستطيع تحريك الرأي العام.

ولكن مع تطور الزمن تطورت الرأي تكنولوجيا ولكنها لم تتطور مهنيا هكذا يقول البعض, فالأخطاء اليومية التحريرية موجودة والأخطاء الإملائية موجودة أيضا وعدم تناسق الصورة مع الخبر موجود أيضا رغم كادرها الكبير .

وبرغم هذه الأخطاء بقيت الرأي هي الصحيفة الأولى مبيعا ودخلا، ومع الزمن أصبحت الرأي دائرة من دوائر الحكومة تتدخل بها كأنها مديرية من مديرياتها أو وزارة من وزاراتها , وهذا التدخل أدى إلى الترهل بكل أقسامها ودوائرها مهنيا وإداريا بسبب التعينات , وأصبح في صحيفة الرأي حملا زائدا من الموظفين وليس المهنيين، وبرواتب خيالية هنا ومكافآت مرتفعة هناك .

مما أدى إلى التراجع في الإرباح وليس المبيعات او القراء , في الرأي عدد كبيرا من الكتاب منهم من هو مهني ولديه المعلومة الحقيقية ينقلها بصدق ويكتب بضمير , ومنهم ليس لديه شيء إلا إن الحكومة عينته كاتبا براتب 2000 دينار وربما أكثر .

ماذا سيكتب مثل هذا الكاتب المعين إلا مدح الحكومة والنفاق لها ,بعض هؤلاء الكتاب وهم ليسوا بكتاب أصلا هم موظفون عند الحكومة لا يفقهوا شيئا أبدا فمنهم إما إن ينسخ مقالا عن مقال أو فكرة عن مقال، وينشرها ويصبح كاتب زاوية مشهور يشار له بالبنان ويلقي المحاضرات .

في الرأي زملاء مهنيون جدا وكتاب مهنيون جدا وإداريون أكفاء وهؤلاء هم الذين انتفضوا على واقعهم ورفضوه , بسبب السياسات الحكومية التدخلية بغير معرفة ولا دراية .

الحكومة هي من أوصلت موظفوا الرأي إلى هذا الرفض وهي من أوصلت كل الحركات الشعبية إلى الرفض والتظاهر والاعتصام بسبب سياساتها العرفية .

الموضوع لم يعد زيادة راتب لهؤلاء الموظفون بل أصبح استقلال وحرية , فالرأي لم تعد مشروعا استثماريا للضمان الاجتماعي ، بل مشروعا وطنيا كبيرا بني وتطور وكبر بجهود أبنائه المخلصين , ولكن البعض جعل هذا المشروع جمعية خيرية وصندوق للمعونة و للتشغيل، لبعض العجزة وأصحاب الاحتياجات الخاصة والذين أصبحوا بليلة وضحاها ُكٌتاب اقتصاد ومحللين سياسيين .

دعوا الرأي تحكم نفسها فبداخلها إداريون ومهنيون يستطيعون ذلك بكل سهولة , فانتفاضة الرأي رسالة للحكومة آملا إن تفهمها جيدا وإلا فسيكون الأتي أعظم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات