فنجان .. حقوق الانسان


شاب طائش... مخمور .... متهور ... يسوق سيارة أبوه بسرعة جنونية ليقتل زوجي وأبني محمد وبدكم اسمح عنه وأخرجه من السجن اتقوا الله يا جماعة الخير هكذا قالت أم محمد .... الجاهة العشائرية ... له ... له ... يا أم محمد يا عيب الشووم والله ما كان العشم .... أنتي أخت رجال وبنت رجال .... بعدين هذا مقدر ومكتوب .... المثل بقول إلي ما بجل للناس ما هو من الناس .
ثم يوضع الفنجان أمام كبير ألجاهه .... اشرب قهوتك يا كبير ... وعلى أ يش اشربها ... ابشر بالي جيت فيه ... بدنا تسمحوا عن الولد وتخرجوه من السجن اليوم ولا فنجانكم مردود عليكم .. وصلت يا كبير ا شرب قهوتك واعتبر ابنك عندك .
الأستاذ أديب يا عالم ... يا ناس ... اتقوا الله بحق هذه الأرملة وأبنائها القصر مين بده يكفلهم ... مين بده يصرف عليهم ... الفنجان ... وما أن نطق بهذه الكلمة الساخرة حتى انهالت على الأستاذ أديب ألاف الشتائم واللكمات الممزوجة بالدفش والجر ليخرج من المضافة لا يردتي ألا ربطة عنق ملفوفة وبقايا بنطال ... ليقفل المشهد على هذا الصلح المبجل وشرب الفنجان ... وتضيع حقوق اليتامى وتتحول أم محمد من سيدة بيت إلى بائع متجول على الأرصفة .
فأين الفنجان كي يدفع رسوم المدرسة عن أبناء أم محمد
وأين الفنجان لعله يشتري ( الكاز) كي تتدفأ الأسرة في هذا الشتاء القارص
وأين الفنجان عندما تجوع الأسرة اليوم واليومين دون لقمة خبز
أين الفنجان ليسمع عويل أم محمد بالهزيع الأخير من الليل وهو تشكوا إلى بارئها
لماذا يحاط هذا الفنجان بكل هذه الهالة من القدسية رغم انه ليس من ديننا الحنيف بشيء
وإذا كان الفنجان يحل كل مشاكل امتنا ... لماذا لايخرج وفد من الجامعة العربية إلى مجلس الأمن رافضين أن يشرب فنجان القهوة ألا إذا خرجت إسرائيل من فلسطين ... ورفض الهيمنة على مقدراتنا ... وعدم التدخل بشؤوننا الداخلية والخارجية حتى يقول ...اوباما ... كبير عشيرة أمريكا اشربوا قهوتكم وابشروا بطلبكم .
ولماذا كل هذا العناء الذي يعانيه الأخضر الإبراهيمي في حل مشكلة سوريا وبأمكنة أن لايشرب قهوة بشار الأسد ألا إذا تنازل عن كرسيه .
لماذا لايذهب وفد من أبناء الأردن إلى أولئك الذين سرقوا مقدراتنا رافضين شرب فنجان قهوتهم ألا إذا أعادوا نصف ما سرقوا على الأقل... وهيك نكون وفرنا رواتب ويوميات دائرة مكافحة الفساد وما نشرنا غسيلنا قدام العالم.
بالمناسبة إذا تأملت الخلطة السحرية للفنجان تجد أن القهوة ( البن ) من البرازيل والهيل من الهند والزعفران من اسبانيا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات