الملكة .. حديث الضمير


عندما عرضت العربية مقاطع من مقابلة الملكة رسمت في مخيلتي عملية صناعة للحوار ولم أكن أتصور أنها ستحتمل كل هذا القدر من المباشرة والبساطة والعفوية لدرجة أنني نسيت ان المقابلة مع ( ملكة زوجة ملك وأم ولي العهد ) وكأنها تجري بشكل عرضي مع أنسانة عربية جاءت لتعبر عن مخزونها من الآمال والألم وتتحدث بلغة واحدة فقط لا تعرف الألتفاف و الألتواء لأنها تحدثت بلغة الضمير ..

ملكة الضمير تحدثت في كثير من القضايا والهموم التي تدور في خلد كل واحد منا وكأنها بالفعل تنطلق من واقعنا وتلامسه وتعايشه بكل ما فيه من أمل وقلق بل هي كذلك وبصراحة شديدة فأنها لم تتقن الحديث عندما تطرقت محاورتها للسياسة بل قدمت لأفكار وقيم انسانية رفيعة لا تعرفها السياسة ولكن الشعوب العربية تتمنى لو ان جميع قادتها هم من اصحاب الضمير والانسانية في السياسة ..

ملكة الضمير عبرت عما يتحدث فيه وعنه كل عربي من واقع مؤلم وصولا لخطاب أمل وتفاؤل تعبوي نابع من قيم حضارية ولقد كان من الواضح اعتزازها بهويتنا الاسلامية العربية وخصوصيتنا الأردنية وكان تعبير هذا الضمير عن الأيمان بقدرة تراثنا وقيمنا الجوهرية على النهوض بالأمة دون تخل او انسلاخ عن هذه القيم العربية الاسلامية وأرثها الاخلاقي والانساني العظيم من أسمى ما يمكن ..

ملكة الضمير تحدثت بصدق ووضوح وبشكل مباشر وبسيط يدرك معه محترفي السياسة انهم بكل خبراتهم ومؤهلاتهم فأن ما ينقصهم هو ضمير انسان يقرع الجرس ليقول الى اين انتم ذاهبون بنا ؟ وليقول تعالوا الى كلمة سواء نتشارك ونتفق على محبة وخدمة الوطن وأنه لا قيمة في الوجود أكبر من قيمة الأنسان والأبقاء عليه كذلك ..

بمقابل لغة ملكة الضمير البسيطة الراقية المهذبة في انسانيتها وتعاطفها ومحبتها للأنسان جوهر الحياة كما تعلمت ذلك في مدرسة الراحل العظيم الحسين رحمه الله أستطاعت ان تظهر براعة فائقة وقدرة كبيرة جدا في تخصصها في مجال التعليم وقدمت لذلك من خلال النظريات العلمية والدراسات والأرقام وأيضا من خلال القيمة الفلسفية التي تحملها كصاحبة رسالة وضمير معنية بالأنجاز ..

لعل البعض قد ينظر بطريقة أقل أهتماما بالتعليم وضرورة تقديمه كأولوية على مطالب الاصلاح السياسي او الاقتصادي مثلا وقد غفل أن المجتمعات لا يمكن أن تتطور وتتقدم للأمام وتصنع موقعها بين الأمم وتقدم شيء يثري الحضارة البشرية وتساهم في تراكم الأرث الأنساني دون تغيير أنماط التفكير الذي لا يمكن أن يتم ألا من خلال التعليم وهذه أعظم مهمة وأكبر رسالة ..

الملكة .. الزوجة والأم والمبادرة في التعليم والمدافعة عن قيم العدالة وتكافوء الفرص وتقليص الفجوات وخلق الأمل تستحق اليوم عن جدارة لقب ملكة الضمير وحتى نسمع ما سيرد في الجزء الثاني من المقابلة فلن نعرض لجانب تحليلي بل يكفينا ما سمعناه الليلة من صوت الضمير ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات