لا تخوضوا مع الخائضين


عندما طلب منَّا ربُّ العزة تطبيق التعاليم الشرعية التي أنزلها على محمد عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم وخصوصاً تلك التي تتعلق بالتعامل مع البشر وحفظ العرض لهم , بل وطلب ذلك من كل أتباع الديانات السماوية , فقد وضع لمن لا يلتزم بها ولمن يتعدى على الأعراض ويخوض فيها ظلماً وزوراً وبهتاناً وافتراءاً لتحقيق مآرب سخيفة شخصية أو لاغتيال شخص أشد نجاحاً منه أو للتسلية أو للحسد الشديد وملاحقته في رزقه وسمعته ,فقد بيَّن أن العقوبة التي ستقابل ذاك المفتري لا محالة هي العقوبة التي بيَّنها ربُّنا في كتابه الكريم وهي السلوك (أي المكوث الدائم والحبس) في سقر ,وسقر هي النار الحامية والسبب في تلك الحبسة الجهنمية للمفترين هو قول ما لايعلمون و ما لم يتثبتون منه بالافتراء أو الشك أو الرمي والقذف , أوالأذى العملي الفعلي للناس .

"ما سلككم في سقر , قالوا لم نك من المصلين,ولم نك نطعم المسكين ,وكنا نخوض مع الخائضين"المدثر من42 الى45

فنرى العديد من البشر في ديوان لرجال من الدرجة الاخيرة في المجتمع يجلسون حول كبير المفترين الذي يقودهم للخبث والعهر الاجتماعي والى غيابت الجب في قاع الاخلاق البشرية تجدهم يجتمعون ليخوضوا في القول الكاذب في عرض فلان وتشويه صورته التي هي أنقى وأطهر وأصفى من سيرتهم بل وهو صاحب النجاحات والعطاء الكبير وهم أنانيون لا يلتفتون الا لشخوصهم الحقيرة وذواتهم دنيئة الطباع فتجد البريء متهماً بالاباطيل لديهم ولا تجد من يدافع عنه بالجلسة بل يقوم الجليس الذي يشقى بجلسائه بالخوض معهم وزيادة في الافتراء دون دليل او وجه حق بدلاً من أن يقوم بردعهم عن الباطل والرجوع الى الله في آداب الجلسات؛ ذلك لانه مريض في تديُّنه وإذعانه لله ولا يتورع عن الخوض مع الخائضين ولا يسمع بسقر التي لا تبقي ولا تذر من جلد وشعر وبشر المفتري الظالم,سواء أكان الظلم بالقول أو الفعل.

ربُّنا مع أهل الحق إن صبروا يُظهرهم على الخلق كلِّه ,ومن لا يرضى إلا ان يكون في مزبلة التاريخ والمجتمع سيبقيه الله في أرذل القوم منافقاً في الدنيا وسيبقيه في سقر في الآخرة.

ليتوقف المفتري عن الخوض في ما لا يعرف وعن متابعة الناس عملياً في قهرهم ورزقهم.. علَّ البشر لن يسامحوا افتراءاته عليهم أبداً أبداً



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات