زمن يدعوني الى الردة وروحي تنشد الخلاص بسموها


تنازعني ما بين السمو.. والحضيض , تتزين لي في كل ليلة بابهى الثياب , اشتم رائحة عطرها الزكية , وتنتابني رجفة النشوة , تسري بشرايني كتيار هواء عليل, عبق به فوح شذى كل الورود , التي مر بها على ذلك الثرى المحنى في تلك الحقول النابضة في الحياة , كانت تتجللى لي بجسدها البض السحري اليافع , تتشربه هواجسي بلذة في كل ليلة , وتدعوني " هيت لك " اقبل ولا تكن من المدبرين , وكم راودتني نفسي كثيرا لكي ارتمي في حضنها , انشد الخلاص , انعتق من عذاباتي وبؤسي , وكنت في كل ليلة افر منها مبتعدا , كلما اوصدت الابواب الا ان هناك من يفتحها .. ويمكني من الهروب , ولطالما اشتدت عليا الليالي , وما زلت قابضا على جمر اصطباري , وكلما فررت يم صومعتي متبتلا الى الله ان يلهمني الصبر , انشده الرحمة , واطلب منه مفاتيح الحكمة , فيفتح لي بابا من ابوابها, فاتوق الى المزيد من المعرفة , فتهدأ روحي الثائرة , وينعم عليها بالسكينة لبرهة من الوقت , عندها اتشوق للخلاص بسموها , ولكنها تعود تنازعني من جديد بقسوة , وكم هي المعاناة عندما تقاوم شهوة الردة الى جنان الحضيض , فاهرب من جديد الى صومعتي, كصوفي نسيه الزمان على رأس جبل منيف , يبتهل في كل ليلة , ان يلهمه المزيد من الصبر , وان يحجب عن روحه فسادها , ويعينه على الخلاص من ملذات الردة , التي اصبحت في هذا الزمن الرديء فضيلة , بها تفتح لك الدنيا ابوابها , وكلما تساقطت في حضيضها , ارتقيت سلالم ادراجها علوا في نظر المتساقطين في وحلها , وعندما يشتمون عفنها , يحسبونه فوح من ريح الجنة , وكأنه المسك المختوم.


فهيا... اقبل , ايها الضائع بجانب الطور بارض التية , فسنينك الاربعين قضت وازدادت تسع , وما زلت واهما بانك ستعود بصائحف الله , فها هو العجل تكلم , وها هو السامري قال لنا هذا ربكم فاعبدون , اما زلت على غيك ترجوا السمو .. فادنوا من العجل وقبله .. ولا تشد رأس اخيك فانه ما غوى .. وانما انت غويت .. فأرجع الى صوابك .. والقي بصحفك .. ولا حاجة لنا بالمن والسلوى .. سئمنا مذاقها ... ولا تلم السامري فانه رأى ما لم ترى ...

انه التيه اذا .. فصاعقة السماء لم ترد لكم رشدكم .. فتيهوا في الارض اربعين , حتى الطريق الى القدس ستتوه منكم , ولن تصلوها الا بعد شقاء سنين , وتغلق عليكم مسالك اوديتها , شرقي النهر الذي منه تغترفون , بعد ان تتطهر ارواحكم من الرجس الذي عتمت منه قلوبكم , وتعودون من ردتكم الى الله تائبين , فعندها سيحين وقت الخلاص , فينجوا منكم الصادقين , من سمت ارواحهم فوق مدارك الحضيض , وما اكثركم حينها والقليل منكم سينجون , وبقيتكم في الارض فسادا سيبغون ولو بعد حين ....


هذا هو سفر الخلاص الذي قرأته على درب التية من جابر عصيون ومنه الى وادي موسى وموطن الادوميين في بصيرا ووادي الحسا وسيل عفرا مرورا في كراكيا ووادي ارنون في دولة المؤابيين وديبون ونصب ميشع والخيل التي تغلق مسالك الطريق يم القدس الى ان انتحت بهم الارض الى يم العمونيين التي امنتهم من رهبة الدروب التي يحرسها احفاد عمليق العربي ويخشاهم كل المتأمرين من اختاروا الخلاص لارواحهم في قيعان الحضيض , ولكنهم هم من كتبواالتاريخ , فالتاريخ لا يكتبه دائما الابطال فهم فغالبا لا يرجعون من معارك النصر , ولكن يتكفل بكتابته الجبناء ..

فمن كتب قصة الراقصة سالومي ويوحنا المعمدان .. ونبي الله يحيى اعتقد انهم الوشاة انفسهم ,, ومن نقش بالفسيفساء لوحتهم , كان هو من قدم رأس نبي الله يحيى ذبيحا على طبق من فضة , فكفر عن ذنبه ليخلص روحه الفاسدة , برقم نحتفي به وكانه فنان مبدع عظيم , فتاهت ارواحنا في تفاصيل الفن الفسيفسائي , ونسينا فجيعتنا بيحيى ... وما زلنا نقدس نبو ومكاور وكانها طريق العبور الى جنة السماء.

فيا صاحبي السجن فلن تأكل الطير من رأس احدكم .. ولا منكم من يعصر خمرا .. ويسقي سيده ,, فلن اطلب من احدكم ان يذكرني لأنجو ... فاسبقى حبيس سجني .. فلا معين على المحنة الا الله ,,, فمنه الرجاء .. وهو من يرفع عن عباده شر البلاء .

الم يحن الوقت الى ان ننشد الخلاص لارواحنا وننشلها من وحل الحضيض لترتقي بسموها الى مراتب الشرفاء ...؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات