" صُحف تلبس الخِمْار في العيد "


لم أجد غير هذا العنوان البسيط والذي جاء من جملة لأحد اقاربي في ثاني ايام العيد تعليقا على خبر " تحجب " مجموعة من الصحف الورقية اليومية عن الصدور لأربعة أيام في عطلة عيد الأضحى المبارك ، وكان موقفه البسيط يقول " أربع أيام حجب و" نت شغال " فأين الحجب إذا أو كما قال أين " التحجب أو التبرقع أو الخمار" ؟ 

وعند عودتي للمنزل قمت بمتابعة المواقع الإلكترونية للصحف التي " تحجبت " أو حُجبت صفحاتها الورقية عن الصدور لمدة اربعة أيام وكانت النتيجة أن تلك الصحف إستمرت بنشر الاخبار على مواقعها الإلكترونية وبشكل محدث ومستمر مما يؤكد حقيقة واحدة هنا هي أن الصحافة الورقية لم تعد تحقق حضورا ومتابعة كبيرة لدى الجمهور مما جعل تكلفة طباعتها وتوزيعها خلال ايام العيد مكلف جدا بالنسبة لإدارات تلك الصحف ، والشيء الأخر أن عامل الاشتراكات التي تتغنى به إدارات تلك الصحف غير حقيقي لأنها لو حققت نسبة إشتراك عالية لمنعها هذا الاشتراك في " التحجب " وفاءا للأعداد الكبيرة من مشتركيها .

وهنا كي نضع كل تلك الصحف التي " تحجبت " على مسطرة واحدة علينا أن نفرق بين الصحف الشبه رسمية والتي تعتمد على إشتراكات المؤسسات والدوائر الحكومية وبنسبة عالية جدا وبالتالي فهي يمكن أن تعطى عذرا " لتحجبها ولبسها للخمار" لأن الحكومة بكل مؤسساتها معطلة ، والصحف الخاصة لايمكن أو تعطى أي عذرا بخلاف أن ما تسوقه مراكز الدراسات التي تتناول نسب التوزيع المرتفعة لتلك الصحف سواء الشبه حكومية أو الخاصة تمارس الخديعة لصالح تلك الصحف وعلى حساب المعلنين الذين يأخذون من نسب تلك المراكز دليل على سعة إنتشار تلك الصحف دون غيرها.


ولايغيب عن الذكر هنا صحيفة ورقية لم " تتحجب "وهي تتصف بأنها من ذوات " الخمار الشرعي " خلال فترة العيد وهي صحيفة تعود لحزب سياسي ذو قاعدة كبيرة مما يؤكد على ثقة هذه الصحيفة بقراءها " أبناء حزبها " وبأعدادهم الكبيرة التي مضافا لها الاعلانات ستغطي تكلفة طباعتها وتوزيعها خلال ايام عيد الأضحى المبارك ، وهنا نعود للدائرة الأولى في معركة الصحافة الورقية مع التطور الحتمي لتكنولوجيا الاتصال والتي فرضت على الصحافة الورقية وبقية وسائل الاتصال من تلفزيون واذاعة أن تطور من نفسها وتعيد تقديم نفسها للجمهور عبر هذه التكنولوجيا تحت ما يسمى بالوسائط المتعددة والتي فرضت تقنيات وحرفية أكثر من مجرد معرفة عدد الكلمات التي يأخذها السطر أو العامود أو ما يسمى بتقينة الصحافة الورقية الصف .

إذا هي حقيقة ماتزال صحفنا الورقية الشبه رسمية والخاصة تحاول أن تلوي عنقها من باب أن رائحة الورق وفنجان القهوة الصباحي لايمكن الاستغناء عنهما من قبل جيل من الشعب بدأت الدولة تقدم له دروسا ودورات في طرق التعامل مع الكمبيوتر والانترنت وعند سن الخامسة والستين تكون تلك الدورات والدروس والدورات مجانية ، ونؤكد هنا أن التطور الحتمي لتكنولوجيا الاتصال هو الحقيقة الإفتراضية التي لايمكن لوي عنقها لأنها إفتراضية وليست ورق يمكن إستخدامه لتلميع نوافذ المنازل وارففها الزجاجية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات