بانتظار فعالية كبرى للأخوان


من يتابع بدقة السلوك السياسي لتنظيم الأخوان يستطيع أن يتوقع خطواتهم القادمة لوجود نمطية ذو أتجاه تفكير محدد غير قادر حتى الآن على أستيعاب المتغيرات الأقليمية ويرفض مراجعة الحالة المستحدثة ناهيكم عن التمسك العقيم بنهج ثبت فشله وعدم قدرته على التكيف الأجتماعي والسياسي بالأضافة لمجموعة من المحددات المرتبطة بقرارات التنظيم الدولي التي لم تعط المرونة الكافية لكل تنظيم أخواني على حدة لقصور النظرة عند تعامله مع الخصوصية الوطنية لكل دولة ..

فمن ناحية التنظيم الدولي فلقد شاركت القيادات الحالية في أجتماعات خارج الاردن للتباحث حول الحالة المصرية وما يمكن ( للأخوة ) تقديمه من أسناد للتنظيم في مصر وكان من أهم القرارات أثارة الشارع الأردني وأسقاطه في الفوضى ورفع مستوى الضغط على النظام الأردني الذي وقف لجانب قرار غالبية الشعب المصري في الأطاحة بحكم التنظيم وتلك أشارة واضحة بأن الأمور لن تقف عند الحدود الأردنية وستطال حتما الأستقرار في العربية السعودية التي أستطاعت قيادة موقف أقليمي حاسم غير من الحسابات الدولية وبالنتيجة جعل الأردن ورقة تفاوض فيما يتعلق بمصر ..

ومحليا فالأخوان لدينا يستشعر خطرا عظيما محدقا في البنية الفكرية والتكتيكية للتنظيم وهو القلق الذي عبر عنه من خلال المتابعة المكثفة لأطلاق المبادرة الأردنية للبناء واطلاق حملة مضادة شرسة أنفقت فيها أموال طائلة بأعتبار زمزم تتناقض جوهريا مع نهج القيادة الحالية التي أختطفت الجماعة ورمتها في بئر التطرف سعيا لهدم الدولة الأردنية في حين نجد أن زمزم تؤمن بالأصلاح من خلال مؤسسات الدولة وبالعمل السلمي الأمر الذي يتعارض مع التوجهات الخاصة والعامة لقيادة التنظيم الذي يمثل تيار الهدم والظلام الذي وقف في مواجهته تيار التنوير والبناء مما يعري نهج الضلالة وهذا هو السبب الحقيقي الذي يجعل قيادة التنظيم تتمنى لو كانت زمزم فعلا عبارة عن أنشقاق عن الجماعة لوجود ثورة داخل التنظيم ..

أما من حيث الرأي العام الأردني فأن وحدة المخابرات الأخوانية قامت بجمع المعلومات وتحليلها ورصدت بدقة تحولات المشهد الأقتصادي وتأثير ذلك على المجتمع الأردني ووصول المواطنين لمرحلة غير مسبوقة من الضغط الذي بدأ ينهش قيمة الأيمان بالدولة ومؤسساتها مما يعتبر فرصة سانحة وظرف قد لا يتكرر لتفجير الموقف ومن المعلوم مدى الأنتهازية التي يتمتع بها هذا التنظيم خصوصا في فنون الضرب على أوجاع الناس وقضاياهم المصيرية وعلى رأسها لقمة الخبز ..

أعقب ذلك نفي قيادات التنظيم وجود أية مفاوضت أو حوار أو تفاهمات من أي نوع كان مع أية مؤسسة سيادية أو أمنية وقد فضحت الصحافة العالمية – وليست المحلية بكل أسف - اللقاءات والحوارات والتفاهمات التي أنفرد بها الأخوان مع هذه الجهات والتي كانت على حساب متوالية رفع الأسعار على الناس وتهميش قضية الموقوفين الذين فقدوا ثقتهم بالتنظيم وأتهموه بالتخلي عنهم وكانت هذه اللقاءات بالـتأكيد على حساب شركاء التنظيم في الشارع مما يتطلب موقفا ونفيا عمليا معقولا لأن المفاوضات لم تحقق أهداف التنظيم وقد باءت بالفشل الذريع ..

الأسباب أعلاه وغيرها مما لا يتسع المقام لعرضه وتفصيله مثل العمليات الأستكشافية وجس النبض ورمي شعارات جديدة بسقوف أعلى من المعتاد واعادة توجيه الصراع وقياس الحجم في الشارع وتنويع الخطاب والطرح وغيرها من الدوافع تعني أمرا واحدا فقط لا غير هو ( أننا بأنتظار فعالية كبرى للأخوان ) والتي من المتوقع أن تكون في نهاية هذا الشهر أو بداية الشهر القادم على أقصى تقدير وذلك في مكان يعتبر من معاقل التنظيم او قريبا منها تشترط مكانا محصورا غير مفتوح لتجنب قراءات الأعلام المضاد حول قلة أو تراجع أعداد المشاركين ..

أما فيما يتعلق بما ستحققه السلطة التنفيذية من مكاسب نتيجة هذه الفعالية فهو أكثر مما يعد ويحصى وسيكون محل مقال متخصص قبل أربع وعشرين ساعة من الفعالية وليس أقلها أطالة عمر حكومة النسور التي شارف وقتها على النفاد لأن جميع المؤشرات تقول بأن مرجعيات عليا تنظر للساعة بالزامن مع حراك داخل النواب قد يفاجيء الجميع بخطوات نوعية تجعل حتى من فعالية الأخوان بالغا ما بلغ حجمها او توقيتها او مطالبها أمرا فارغا من المضمون أو القيمة السياسية المضافة على الحالة الوطنية ..



تعليقات القراء

ابو ميرا
طيب وبعدين
رد بواسطة مممممممممممممم !
ولا قبلين
14-10-2013 02:02 PM
قرفااان
مصيبتنا الكبرى في الاردن ان كل من يحمل شهاده يظن نفسه قادر على فعل كل شئ...فهو منظر للاقتصاد ومصلح اجتماعي وباحث في التاريخ..والجغرافيا...ولا يعترف ابدا بالتخصص والموهبه..فطالما ان شهادته جاهزه حتى لو كانت الشهاده الابتدائيه ..! فكيف اذا
كان يحمل البكالوريوس او الماستر فلربما يظن نفسه قادر على اجراء عمليات جراحيه في اعتى المستشفيات...
وهذا حال الاخ المحامي تيسير المومني...فظن ان استباق مهنة المحامي قبل اسمه سيجعل منه كاتبا بل ناقدا المعيا لاكبر واخطر جماعه اسلاميه عرفها التاريخ الاسلامي في كافة عصوره...
فمن اين غرفت او استقيت هذا الكم الهائل من المعلومات الخاطئه جدا...بل كيف نجمت وبصرت وضربت بالرمل فاكتشفت وحدة الاخوان المخابراته كما تدعي وتفتري...!!!
لن اضيف اكثر فالكل صار يهرف بما لا يعرف..ولن يقف الامر عليك اخي تيسير..!!!!!!
16-10-2013 09:18 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات