من إرهاب الدولة الى إرهاب التنظيمات


نقاشات يومية تدور بيني وبين أصدقائي السوريين حول ما آلت اليه ثورتهم أو كما يحلو لي أن أسميها الإنتفاضة السورية، فأشعر يوماً بعد يوم بالإحباط الذي طالهم حيث يظهر معظمهم عدم رضاهم عما يدور في سوريا إذ إن الثورة برأي هؤلاء قامت للتخلص من نظام ظلمهم لعقود ،ولم تقم باسم فصيل بعينه أو طائفة معينة فهي ليست حكراً لأحد

المشاهد التي تبثها القنوات الإخبارية تثير قلق السوريين خاصة الأقليات الطائفية كالدروز والمسيحيين والعلويين وحتى الأغلبية السنية فهؤلاء رغم وقوفهم الى جانب الثورة منذ اليوم الأول إلا ان رؤيتهم لعناصر تلك التنظيمات كالنصرة وغيرها من ألوية وكتائب يثير قلقهم، فالسوريون انتفضوا لإقامة دولة مدنية وليس أفغانستان ثانية فهل من المعقول ان أشخاصاً لا يملكون سوى الفكر التكفيري ولا يحملون أي فكر سياسي أو اقتصادي أن يقودوا ثورة!! فالثورات يقودها المثقفون والمتعلمون وحتى بسطاء الشعب وأفقرهم وهناك العديد منهم في المجتمع السوري وهم معارضون للنظام، فأين هؤلاء؟! لماذا لا يقودون ثورتهم فالطابع الديني المتطرف طغى على ما يسمى الثورة وأصبحت حكراً على فصيل معين لا يمثل كل السوريين

ويتساءل البعض عن مصير هؤلاء بعد سقوط النظام (رغم عدم وجود بوادر على ذلك) فهل سيشاركون في حكم سوريا وهل سيقبلون بدولة مدنية متعددة تكفل حقوق الجميع وتقوم على أساس المواطنة، مع العلم أن نصف عناصر تلك التنظيمات ليسوا سوريين، ووجودهم في سوريا صب في مصلحة النظام الذي استعان هو الآخر بمقاتلين أجانب من إيران والعراق وحزب الله اللبناني، فتحولت الثورة الى حرب طائفية لم تحقق أيا من الأهداف التي قامت على أساسها

والمستغرب أكثر هو إطلاق مصطلح الثوار من قبل وسائل الإعلام على كل من يحمل السلاح في سوريا من تلك التنظيمات، فهل هؤلاء فعلاً ثوار؟ فالثائر هو من انتفض ضد الظلم من أبناء درعا وحمص وحماة في بدايات الثورة وليس عناصر تلك التنظيمات الذين اتخذوا من القتل على الهوية مهنة لهم، فهم في ذلك لا يختلفون عن النظام في شيء ومن المستحيل أن تنجح ثورة يقودها هؤلاء ويرى بعض المحللين أن النظام إستغل وجود تلك التنظيمات لصالحه وأفسح لها المجال لتعيث فساداً في سوريا لإظهار نفسه أمام العلم بمظهر الدولة المدنية التي تحارب الارهاب والمتطرفين وان ما يدور في سوريا هو حرب بين الدولة والإرهابيين الأمر الذي روج له مراراً وتكراراً عبر وسائل إعلامه، وحتى عبر وسائل الإعلام الأجنبية كمقابلة الأسد الأخيرة مع قناة هالك التركية ومجلة دير شبيغل الألمانية.



تعليقات القراء

يوسف بني خلف
كلامك في الصميم اخي غيث
13-10-2013 07:51 PM
وائل
شكرا غيث كلام جميل وواقعي
14-10-2013 05:39 PM
متابع
ﻻ أرى معنى للمقال سواء تكرار للﻻحداث. شكرا على جهدك على اي حال
رد بواسطة متابعة أيضاً
المقال يعبر عن رأي كاتبه، ولا يوجد شيء في الصحافة اسمه تكرار للأحداث، تكرار ماذا؟ المقال يريد منه الكاتب ايصال فكرة معينة وأعتقد بما اني متابعة لعدد كبير من المقالات التي تنشر حول الشأن السوري أن الكاتب نجح في ايصال رؤيته وفكرته

والمقال يحوي معان كثيرة لكن على ما يبدو أن مستوى الفهم عندك محدود
21-10-2013 10:03 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات