الحكام العرب يخافون من عيد الأضحى


بدأ إبراهيم عليه السلام حراكه السلمي ضد الملك المتألـّه "النمرود" أول من وضع التاج على رأسه ملكا للآراميين بالعراق وهو أول جبار في الأرض .
قارعه إبراهيم عليه السلام الحجة بالحجة فبُهِت الملك المتأله .. ولكنه كعادة كل الطواغيت المتألهين أبى واستكبر .
نصح إبراهيم قومه أن هذه الأصنام التي تعبدونها لا تعقل .. لا تنطق ولا تسمع .. لا تضر ولا تنفع .. و أولهم عمه آزر الذي كان ينحت لهم هذه الأصنام فوجد حديث أبن أخيه " يقطع الرزق " الآتي عبر هذه العبادة الشركية .. فلم يستجب .
قلت عمه آزر .. وقد ورد في القرآن الكريم " واذ قال إبراهيم لأبيه آزر " و عند العرب الاقحاح يقول العربي لأبيه أبي .. دون أن يسميه .. فأذا قال أبي فلان و سمى .. فهذا يعني أنه يتحدث عن عمه .. وهذا عُـرف قائم عند العرب القحطانين في اليمن حتى اليوم .. و الله تعالى أعلم .
قارع إبراهيم عليه السلام " النمرود " بالحجة .. فلما آبى و استكبر .. فكر إبراهيم عليه السلام بالقيام بعمل يحرك عقول القوم الراكدة علهم يرجعون إلى أنفسهم فيتداركوها قبل فوات الأوان .
أغتنم إبراهيم " يوم الزينة " عيد القوم .. إذ ذهبوا يحتفلون بعيدا عن الصرح النمرودي الذي يضم الأصنام "آلهتهم " فعدا عليها إبراهيم بفأسه يحطمها جميعا إلا واحدا هو أكبرها و وضع الفأس على عاتقه و انصرف .. وكان يقصد عليه السلام من هذا العمل تحريك العقل الراكد الآسن لهذا القطيع البشري لعل ضمائرهم تصحو فتخرج من ديدنها الشركي .
لما رجع القوم و رأوا ما حل بآلهتهم .. قالوا سمعنا فتىً يذكرهم يقال له إبراهيم .. قال بل فعلها كبيرهم هذا .. قالوا قد علمت أنهم لا ينطقون .. فرجعوا إلى انفسهم .. ثم نكسوا على رؤوسهم .
صرح النمرود و زبانيته و إعلامه أن هذه عملا إرهابيا يستحق فاعله ان يحرق بالنار .. قالوا حرَّقوه .. قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ..فكانت كلمة الله هي العليا و كلمة النمرود هي السفلى .
نجى الله تعالى إبراهيم من النار .. ثم أهلك النمرود و قومه بأضعف مخلوقاته " البعوض " وما يعلم جنود ربك إلا هو .
هاجر إبراهيم و أبن أخيه لوط إلى بلاد الأنباط " البتراء " ومنها إلى مصر ثم عادوا إلى فلسطين فأسكن لوطا في سدوم " البحر الميت " وتوجه هو بهاجر و إسماعيل إلى الحجاز " ربَ ّ أني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم و أرزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون " .
ورد في الاثر أنّ رؤيا الأنبياء حق يجب أنفاذه .. لأنها وحي من الله .. لهذا قال إبراهيم لولده إسماعيل لما بلغ معه السعي " إني أرى في المنام أني أذبحك .. قال يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين .. فلما أسلما وتلـّه للجبين " .
قرر إبراهيم عليه السلام أن يضحي بابنه الوحيد من أجل الحق فلما رأى الله تعالى منه الصدق " وفديناه بذبح عظيم " و زاده الله من فضله فأكرمه بولد أخر .
ان عيد الأضحى يذكر الشعوب العربية بأبيهم إبراهيم عليه السلام و يدعوهم للاقتداء به بالامتثال لأوامر الله و التضحية بأغلى ما تملك أنفسها .. أولادها .. أموالها من أجل الحق لأن الله هو الحق .. فإذا قدمت الشعوب هذه التضحيات في مقارعتها للباطل كما فعل إبراهيم عليه السلام .. جاءتها البشرى بالقبول و القرب من الله تعالى ثم النصر و الغلبة .
و بحضور الربيع العربي زاد تخوف الحكام من عيد الأضحى لأن الربيع العربي تمرين تدريبي يومي على التضحية من أجل الحق و العدل و الحرية .
ولقد قدمت الشعوب العربية وهي تقدم في هذه الأيام و ربما أيضا في هذه اللحظات تضحيات عظيمة في مقارعتها للطغاة في ميدان الربيع العربي .. ولقد أثمرت هذه التضحيات حتى الآن بهروب بعض الحكام .. أو قتله شر قتلة .. أو تنحيه صاغرا ذليلا ..أو تنحيه محروقا.. و أخر يلهث .. و آخرين تهتز كراسيهم .. يترنحون خوفا و فرقا من هذه التضحيات التي تقدمها الشعوب العربية عن طيب خاطر و إقدام عجيبين على مذبح الحق و الحرية.. وهم فيها بالسكينة التي كانت لإبراهيم وهو في النار.. كيف لا .. وهم أبناء إبراهيم الذي وفـّى .



تعليقات القراء

طبوش
جميل .
09-10-2013 08:56 AM
إقحطه
الله ، الله ، الله يرحمك يا صدام حسين.
09-10-2013 09:27 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات