الطراونة يصيب كبد الحقيقة


حينما ينتج خطابنا الإعلامي الأردني في عبارات الإشادة للــبرامج الأكاديمية والتربوية ، فإننا نعتقد أن ثمة رؤيــة علــــمية ثاقبة تقف خلف هذه النظم العلمية والتربوية، إلا أن المتتبع الاعتـيادي لبرامج الجامعات الأردنية يكتشف بجلاء أن من يفكر في بلدنا هم أصحاب فكر نحترمهم ونُجلهم بما لهم من خبرات طــويلة فــي مجال العمل الأكاديمي ، وأنـهم في الغالب مجـرد شخـصيات قد وصلت إلى ما وصـلت إلـيه بما تمـتلكه مـن رصيداً معرفياً أو تعليمياً، يـشفع لها بالإنتـاج والعــطاء وصـنع الـقرار المناسب بما تقـتضيه الظـروف التعليمة المواكبة لمتطلبات العصر. 
لا يستطـيع أي مـنا أن ينـكر تلك العـلاقة المتـسمة بالـشك، بــــــين مؤسساتنا الأكاديمية والعلمية من جهة، وبين مستويات اتخاذ القرار في وزارة التعليم العالي والحكومات من جهة أخرى، ثمة حال من التجــاهل المتعـمد والمقــصود تجــاه مخرجــات هذه الــمؤسســات الأكاديمية، سواء على صعيد ما تنتجه هذه الجامعات والمـراكز من دراسات، أو حتى مع شخصياتها الـنخبوية، بما يدعو للاعتــقاد بأن ثمة فجوة من الصعب رتقها.
في تحليلي الشخصي لتصريح رئيس الجامعة الأردنية في صحــيفة الدستور الأردنية والتي أثير فيها عدة محاور منها توحيد الرســوم الجامعية لجميع الجامعات الرسمية الأردنية ، وتغول وزارة التـعليم العالي على مجلس أمناء الجامعات الأردنية ، والخطــط الــــتنموية للجامعة الأردنية المســتقبلية، وعــلى تغييير رؤساء الجامعات التي تفقدهم هيبتهم وتوجه لهم الإهنات والأجــدى بأن يــبلغ الرؤوســاء شخصياً وليس عبر وسائل الإعلام وألمح بأن هذه التصـــرفات هي (كسر لهيبة الدولة) كما جاء على لسان رئيس الجـــامعة الأردنية ، كما أشار إلى (ان مجلس التعليم العالي يفترض ان ينحـــصر دوره برسم الســياسة العامة لاســـتراتيجيات التـــعليم العالي ويكون لديه خطط واضحة ترسل الى مجــالس الامـــناء لتطبــــقها علـى ارض الواقع، دون الخوض بتفاصيل العمل اليومي لادارة الجامعات، وما يقوم به الان مغاير حيث يتدخل الان بالاعــمال الـــيومية كالــتقويم الجامعي والاعداد والمعدلات وغيرها من الامور الواجب ان تكون بيد ادارة الجامعة وقرارها وفقا لمعطيات الواقع) أعــتقد بأننا نعيش الــيوم في دولة المؤسسات وما أشــار له رئيس الجـــامعة هــو من صميم العمل المؤسسي.
كما أجاب الاستاذ الدكتور اخليف الطراونة عن سؤال معدة الحوار على فرع العقبة بأنه يستنزف مــوارد الجـــامعة الأردنيــة، وبـهذا المجــال لي مداخـــلة بســـيطة هنا عندما زرعت الجامعة الأردنية بذرتها في منطـقة العـقبة الاقتــصادية بأرادة ملــكية وأستــذكر بأن رئـيس الجامعة الأردنية في ذلك الوقت كان معــالي الدكتــور خالد الكركي ، فــكان لا بد من الـجامعة الأم العنــاية بها لـحين أن تقف على قدميها ، تزامناً من تخفيف الضغط على الجامعة الأردنية وبما تتمتع به من سمعة عالمية عريقة ولنشر العلم والمــعرفة والتخفيف على طلبة الجنوب من وعثاء السفر ،ولأســتقطاب المـــتعلمين مـن أبناء الدول الخليجية كمــا أعتقــد بأنه يجب علينا التريث لكي تنمو هذه البذرة وتؤتــي أكلــها، وفي تصوري بعــيد المدى بأن الجامعة الأردنية فرع العقبة ستصبح تغذي صنـدوق الجامعة الأردنــية الأم ولكننا بحاجة إلى الصبر قليـــلاً ولاسيما كما أشــار الرئيــس بأنـنا سنستحدث عن تخصـصات جديــدة ستــطرح الـــعام المقبل كالطب والتحاليل الطبية، وخصوصاً بعد التـعديلات الأخـيرة التــي طرأت على فرع العقبة.

أما توحيد الرسوم الجامـعية فهذا مطلب شرعي وعـادل ويدعوا في حقيقة الأمر إلى تــوحيد الجـامعات لكي نتحدث فيما بعد عن توحيد أجور العاملين في الجامعة الأردنية، طـبقاً لبرنامج الآفق الذي ربط جميع الجامعات الأردنية بمجال المكتبات والذي سـهل الكثـير على الطلبـــة والباحـــثين بالوصل إلى المـــعلومة بأقرب وقـت وسرعة ممكنتين، وإنسجاماً مع العدالة الاجتماعية الـــتي ستسود الجامعات الرسمية الأردنية.
أرى بأن التجربة السـنغافورية في التعليم ،كانت إنجازاً باهراً بما حققته هذه الجزيرة الصغيرة على تطوير نظام تعليمي يعتبر أحدَ أرقى أنظمة التعــــليم في العـــالم بلا نزاع، حــيث مكنها نظامها التعليمي من تكوين كفاءات وخبرات ساهمت في بناء اقتصاد البلد، لقد فهمت سنغافورة أنها لا تملك أية موارد طبيـــعية تساعدها على تحقيق نموّ اقتصادي، فهي دولة في مدينة واحدة، مع جزر صغيرة جدا من جوانبها، فاختــارت سنغـــافورة أن تركز على رأس المال الحقيقي الذي تملــكه، والذي اعتــمدت عليه في تحــقيق معــجزتها الاقتصادية ( الإنسان).
بحيث خصصت له خمس ميزانية الدولة، ففي سنة 2006، بلغت نفــقات الحـــكومة السنغافوريــة علــى التــعليم 7 ملايـــير دولار سنغافوري، وفي سنة 2007، وصــــلت إلى أكثر من 7.5 مليار دولار سنغافوري، أي حوالي 15.2% من مــيزانية الحكومة،وقد لفت النظام التعليمي الســنغافوري الأنظارَ، حين نـــجح الطـــلاب السنغافوريون في بلوغ مراكز جد متقدمة في مسابقات الرياضيات العالمية، وكانت أول آية نزلــت على سيــد الــكون محمد صلى الله عليه وسلم كانت في العام الثالث قبل الهجرة في سورة العلق (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) وهــذه دلالــة واضحة على الأعتــناء بالــعلم وتقديمه على كافة مــناحي الحياة ، كون العلــم والمــعرفة هي التي تفتح مجالات الإبداع والتنمية ويعتبر قدر المعلم أو الـمربي عــظيم جداً ويستحق كل التقدير والثناء ويجب على الدولة الأردنية تــــقديم كل الدعم المادي والمـعنوي له وأن يكــون له معاملة خــاصة، وأن يشـكر على تقــديم خدمــاته وإنــجازته فــي رفد المــسيرة التـعليمة والنهوض بها نحو مصاف الدول المتقدمة.
كما أعتقد بأننا قد شهدنا منذ فترة بســيطة مسلـــسل مـن من أعمال العنف الجامعي ولكنــنا الأن وبــحمد الله ومــن خــلال إتبـاع بعض السياســـات الجـــوهرية التي اتبـعها رؤســـاء الجامــعات الأردنية بتخفيف حدة هذه الظاهرة والحد مــــنها مع متـــطلبات الأجـــواء الجامعية والتي ساهمت البرامج الأجهزة الإعلامية أيضاً من خلال طرحها هذا الموضوع ووجود حلول ناجعة لــها بتــــظافر الجهود لحلها والقضاء عليها وقد تم ذلك بحول الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سلك طريقا يبـــتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتــضع أجنــحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السمـوات ومن في الأرض ، حتى الحيتـان في المــاء ، وفضل العــالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلــماء ورثة الأنبياء ، إنَّ الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ، إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات