في إحدى مدارس الأردن قام أحد المدرسين بمعاقبة كافة طلاب الصف الدراسي لأن أحد الطلاب المشاغبين لم يعترف بما فعل ، وكتب المدرس على اللوح جملة ' ظلم الكل عدالة ' وعند عودة إبني من مدرسته تلك قام بتبرير سبب ضرب المدرس له على يده التي ما تزال تحمل أثار الضرب بأن أعطاني الورقة التي طلب منه المدرس أن يكتب عليها هو وجميع طلاب الصف جملته المشهورة ' ظلم الكل عدالة ' .

ووقفت حائرا أمام إبني محاولا أن أخرج تلك الجملة من عقله الصغير وإبدالها بجملة أخرى من مثل أن المدرس فشل في معرفة من قام من الطلاب بالمشاغبة ونتيجة لفشله قام بعمله وكتب جملته السابقة ، ولكن إبني أصر على موقف المدرس صحيح وأن الطلاب في المرة القادمة سوف يوقومون بالتعريف على الطالب المشاغب للمعلم .

وفي المساء سمع إبني حديثنا البيتي المعتاد انا ووالدته عن هموم الوطن وخصوصا حجم الفساد الذي مورس على ارضه منذ سنوات والطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع الفاسدين ، وعرجنا إلى خطابات رئيس الوزراء النسور عند توليه لحكومته الأولى وكيف أنه ' تبجح ' وبقوة سوف يقطع رأس الفساد ويلقي به في حاوية الوطن وأن التاريخ سوف يذكره كأقوى رئيس حكومة حارب الفساد والمفسدين ولم تأخذه بهم شفقة .

وجرنا الحديث في البيت إلى أن وصلنا لرفع الاسعار وحجم الضرائب الجديد التي وضعتها حكومة النسور ، وكيف أن علاقة الحكومة مع الشعب هي علاقة رفع دائما أو تثبيت الوضع كما هو دون وجود أية بوادر للتخفيض وسمعنا إبني ونحن نربط بين مال الوطن الذي نهب وسرق من قبل زمرة من الفاسدين وإختفوا من المشهد العام للوطن وغادروه على أول طائرة وبتذكرة دون رجعة ، وفاجئني بقول جملة مدرسه التي كتبها علة لوح الفصل الدراسي ' ظلم الكل عدالة ' وأن ما يقوم به الرئيس النسور الأن هو تطبيق فعلي لهذه الجملة وانه لابد من تحريف كلماتها لتصبح ' ظلم كل الشعب عدالة ' .

ولأن تلك الزمرة من الفاسدين تمكنت من الهروب من عقاب الوطن ' المدرس ' وهي التي عاثت بالوطن فسادا وإفسادا وأفشلت كل خطوات السير للأمام في العملية السياسية والاقتصادية في البلد كان لابد ومن باب تعبير دولة الرئيس عن فشله في السيطرة على ' الفصل الوطني ' أن يقوم بمعاقبة الشعب ككل وإن كان هذا العقاب فيه ظلم لكل الشعب فقط من باب تحقيق العدالة ' النسورية ' .

والمفارقة في عدالة النسور هنا أن الشعب يعرف من هم الفاسدين وأصبحت اسمائهم تكتب على شعارات الحراك ودولة الدكتور عبدالله النسور يعرفهم كما يعرف ' طعم فمه ' ولكنه يصر على ظلم الكل كي يوهم نفسه أنه يحقق الدعالة التي يتغنى بها في كل طلة له على وسائل الاعلام المحلية والدولية ، إذا هي مشكلة فكر وليس مشكلة حقائق يتم إثباتها كل يوم ؟.