مناظرة ما بين راعي التلعة وصاحب الحقلة


الراعي : بتعرف يا زلمة انو هاظ اللي بقولوا الكمندار اللي بعمان واللي ساكن بالطابق أو الدوار الرابع زي ما بسولفو انه مخرب الدنيا على بعضها البعض حتى وصل الخراب إلى دوام المدارس وطلابها اللي مش خالصين منه . فيرد عليه صاحب الحقلة ويقول له : كيف يا زلمة ، فيقول الراعي: ولك والله اللي بشوف هالكمندار عالتلفزيون وهو بتمسكن بروح ما يعيط عليه . وبقول عن نفسه الكمندار أنه هو المنقذ الوحيد لهالبلد ، والبلد ماظل فيها مصاري ، طيب ما تقول لنا وين راحت المصاري ما هو على أساس إنت الحاكم ، فيرد صاحب الحقلة على الراعي ويقول : يامسكين ولك والله ما بتعرف اشي بالدنيا ، فيقول الراعي : ولك منشان الله فهمني ، فيرد صاحب الحقلة ويقول : ولك الكمندار هاظ ظل يتمسكن حتى صار رئيس حكومة وبعد ما صار بتحلف عليه ميت يمين أنه مش هاظ الكمندار قبل ما يصير رئيس حكومة ، ولك احنا كنا نسمع عنه وهو نائب انه معارض عنيد وغير راضي عن كل تصرفات الحكومات ، وكان دائماً يقول عن حالوا انه إذا وصل سوف يصلح ويصلّح الأوضاع فيقول الراعي: لا عاد شو اللي قلبه هالقلبة ، وبلش يحش فينا عن جنب وطرف وما خلا اشي غير رفعه حتى وصلت إلى السروال اللي لابسه واللي ما عندي غيره من الطفر من جور الحكومة ، فيرد صاحب الحقلة ويقول : ولك إذا ظلت على هيك بسيطة ، ولك شو بدي أعد لك لأعد لك ، شو هي وقديش الشغلات اللي رفعتها حكومة الكمندار ولك حتى رغيف الفلافل وصحن الحمص أصبح علينا حرام ، قد ما هو سعره عالي ، ولك والله هالكمندار ما هو شاطر غير برفع الأسعار وهاي الشغلة الوحيدة اللي بعرفها واللي هي تجويعنا وجعلنا محرومين وشحادين ، ولك والله أنا خايف بكرة انصير سراقين ، بس منشان نوكل ، ولك مش هم الكبار سرقونا ، فيقول الراعي ، منشان الله ، فهمني كيف سرقونا ، فيرد عليه صاحب الحقلة ويقول : ولك هاي اللي بقول لها الخزينة ، اللي بلغتنا اسمها الكوارة اللي بتجمع المصاري صارت خاوية لأنها أصبحت مثل لحم الضحايا بالنسبة للمسؤولين الحرامية ، ولك مش بس هيك لحقوا كمان على الفوسفات والاتصالات والمينا والسوق المالي وأراضي الدولة حتى وصل الأمر إلى مبنى القيادة ، ومبنى دائرة المخابرات ، ولك هذول كلهم باعوهم ، ومصاريهم صاروا بره ، فيرد الراعي ويقول : ولك كل هاي السرقات وبعدهم ما شبعوا ، الله لا يشبعهم لا بالدنيا ولا بالآخرة ، ولك مبنى القيادة العامة والمخابرات هذول اللي حمن البلد وهذول عبارة عن معالم وطنية ، فيقول صاحب الحقلة : ولك وين انت عايش يا صفيحة ، ولك إنت بتفكر كل واحد بصير مسؤول همه الوطن والمواطن فيرد الراعي ويقول : لعاد شو همه، فيقول صاحب الحقلة : ولك هذول همهم الوحيد كيف بيسرقوا وكيف يعذبوا الشعب وكيف يمتصوا دماء الشعب برفع الأسعار وكيف يحطوا قوانين تسمح لهم بالسرقة وتحميهم بآن واحد ، وكيف يجيبوا نواب هم عبارة عن بصيمة لا أكثر ولا أقل، وهم وقلتهم واحد ، وفي آخر المطاف إذا صار ما صار عالبلد اشي - لا سمح الله – فشلة الحرامية والسراقين جاهزة للفليلة مع حقائبهم ومصاريهم اللي بستناهم عند الأجانب ، وحينها يقول الراعي : يا حرام على هالبلد وعلينا ، ويا حرام على اللي تعبوا وشقوا وأمضوا زهرة شبابهم في بناء المؤسسات وبعدين رجعوا أولا د الحرام باعوها . والله منداري شو بدنا نساوي ، والله هالشغلة ملعونة وخطيرة ، الله وحده يعلم شو بده يصير بحالنا واحنا لوين رايحين ، فيقول الراعي لصاحب الحقلة : يا زلمة ، والله صدمتني وجننتني أي معقول ما فيش ناس شرفاء ووطنيين بهالبلد ، هاظ كلامك خطير ، فيرد عليه صاحب الحقلة ويقول : لا بالعكس ، ولك والله الشرفاء والوطنيين كثار ، لكنهم محاصرين ، وما حدا بسمع كلامهم ، وما حدا بوصل كلامهم إلى مكان صنع القرار بسبب شلة الحرمنة وإذا ما وصل أحد المخلصين إلى المسؤولية سرعان ما يقومون عليه بحملة تشويه لسمعته ، ويتم إخراجه من منصبه لكي تخلو الساحة لهم ، فيقول الراعي : والله ما ظل علينا إلا الدعاء إلى الله أن يحمي هذا البلد من الحاقدين والفاسدين وتجار الأوطان وأن نترحم على من قدموا لهذا البلد ، وسهروا على بناء مؤسساته ولذلك لابد من الرحمة على سيدنا الحسين الغالي ووصفي التل الوطني وهزاع وحابس المجالي وجميع من ضحوا وقدموا لهذا البلد ممن فارقونا ، وكل الشكر والعرفان إلى الرجال الأحياء الشرفاء الذين هم الآن يتقلدون المسؤولية على صبرهم على هؤلاء السفلة التجار والذين لا يعرفون ولا يفهمون غير لغة الدولار ، لذلك لابد من أن تأتي لحظة الحقيقة ولو بعد حين ولابد أن ترجع الأمور إلى مسارها الصحيح ، ولابد أن يتقلد الشرفاء أمور هذا البلد . وبذلك تنتهي المناظرة ما بين صاحب الحقلة وراعي التلعة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات