لطفاً معالي وزير التربية والتعليم لست هنا بصدد التنظير بقدر ما اكتب اليك بعيدا عن الرومانسية والدبلوماسية المبنية في الغالب على الكذب والرياء والزركشة والتبهير التي اعتدنا عليها في مؤسسات الوطن ,والتي تتلخص في عبارة واحدة " حاضر سيدي كل شيء تمام 100%" , تلك العبارة التي اوقفت تقدم الوطن , لا وبل اهلكت مؤسساته وانجبت له الفساد الذي نعاني منه جميعا هذه الايام .

معذرة معالي الوزير كم كنت معجبا بطروحاتك لتحسين البيئة التعليمية وتطويرها في اللقاء العفوي الذي جمعنا ونحن نهم في استقبال جلالة الملك في زيارته التاريخية لمدرسة عبدالحميد شرف لتكريم اوائل الثانوية العامة مطلع هذا العام الدراسي , واضعاً امامك مقترحات استخلصتها من الواقع واستنخلتها من معاناة الزملاء والاهالي , لتطوير الجسد التربوي الآخذ بالانحدار , ولنعترف بذلك ليس انقاصاً من ايجابياته, بل لإنقاذه وتطويره ليعود كما كان شامة على خد الوطن ,بعد ان اصيب بالإعاقة الجزئية جراء ما يسمى بالربيع العربي الذي قلب الابيض الى اسود:

1. إن من يتفحص مناهجنا في مختلف الصفوف الدراسية بموضوعية ووطنية , يجد بأنها لم ترقى الى الان لتلك المناهج السابقة التي درسناها وبها خرجنا من المحلية الى العربية الى العالمية ,. فقد كثرت شكاوى اولياء امور الطلبة من صعوبة المنهاج الذي يدرس في مختلف المراحل, وهذا يتطلب اعادة النظر الفوري في مناهج اطفالنا والتي باتت تثقل كواهلهم في الفكرية, حتى اصبحت مادة منفرة تشجعهم على ترك المدرسة , وتؤلم ظهورهم بأوزانها غير المبررة .

2. لا يجوز الحديث عن المناهج وتغييرها وتطويرها دون الحديث عن عنصر القيادة , متسائلاً باستغراب شديد : متى كان للشهادة العلمية التي يحملها الموظف علاقة بالقيادة وفنون الادارة يا وزارة التربية والتعليم, لكي تبقى شرطاً رئيساً لمن أراد أن يتسلم موقعاً قيادياً في المركز والميدان اذا ما علمنا بأن القيادة موهبة ولا يمكن اكتسابها في اغلب الاحيان؟ .

فقد يكون هناك معلمين من حملة الدبلوم المتوسط او البكالوريوس يمتلكون مواصفات قيادية لا يمتلكها حامل الماجستير او الدكتوراه, لذا فإني اقترح يا معالي وزير التربية والتعليم الغاء مطلب المؤهل العلمي كشرط رئيس من شروط استلام المناصب القيادية , والتركيز على المقابلة الشخصية والاعتماد الكبير على الملف العام للموظف طوال خدمته كشرطيين رئيسيين في التعيين بالمراكز القيادية على مستوى المركز والميدان وكما هو معمول به في القوات المسلحة , مضافاً لهاذين الشرطين الهامين طلب الاستعانة السرية بشهادات تزكية من ثلاثة من المسؤولين الذين عمل معهم المترشح يشهدون فيها (تحت القَسَم ) بكل امانة وتجرد مدى صلاحية المترشح للقيادة ام لا .

3. انتقاء مدراء المدارس بموضوعية تامة لِما لهذا المنصب من اهمية كبيرة في تحريك عجلة التطور والتطوير في البيئة المدرسية.

4. وضع تعليمات جديدة يُسمح فيها لمدراء التربية والتعليم وضمن اسباب موثقة تحويل اي مدير مدرسة الى معلم في حال ثبات فشله في قيادة دفة المدرسة.

5. تشكيل لجنة في المدرسة مكونة من 5 أعضاء بقيادة مدير المدرسة لقيادة العملية الادارية فيها تكون مهمتها اتخاذ القرارات والموافقة على الاجراءات التي يتم اتخاذها من قبل الادارة لإبعاد المحسوبية والغاء المظلومية التي يتعرض لها المعلمين والطلاب على حد سواء ( مجلس نواب مصغر يتم فيه اتخاذ القرار فيه بالأغلبية).

6. اعادة الهيبة للمعلم في الصف الدراسي وهذا يتطلب ايجاد تشريعات تربوية من شأنها العمل على ابعاد مهنة التعليم عن العابثين بها والراغبين لان تكون وسيلة للاعتياش فقط كما نرى هذه الايام عند بعض المعلمين.

اكتب لك يا وزير التربية والتعليم كل الهموم , متجرداً من تلك الدبلوماسية البغيضة التي اوجعت الوطن ,واثقلت همومه , وأخرّت مساره , ولسان حالي يقول لكل شريف في وطني يبحث عن ثقب يدخل منه لإنقاذه مما علق به من شوائب تراكمت بفعل فاعل او بفعل اخطاء غير مقصودة :
همتي همَّة الملوكِ ونفسي نَفْسُ حُرٍّ تَرَى الْمَذَلَّة كُفْراً

وقفة للتأمل:" نحن في زمن افتراضي, لم يعد فيه للحقيقة الصادقة موطئ قدم, بسبب مزاحمة النفاق المنتشر والرياء المستتر لها، فالحقيقة ميتة في وطني لأنها لم تعد تطاق".