شاهد على النظام السوري


تبث قناة الجزيرة القطرية حلقات مسجلة من برنامج شاهد على العصر والذي يقدمه المذيع المصري أحمد منصور ويستضيف منصور في حلقاته التي سجلت في عام 2003 السوري أحمد أبو صالح عضو مجلس قيادة الثورة بعد انقلاب الثامن من آذارعام 1963 والوزير السابق بين عامي 63 و 66 كما كان عضواً في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا.

ما أريد أن اقوله أن شهادة أبو صالح جاءت قبل ما يسمى الربيع العربي وقبل الإنتفاضة السورية حيث كشف حقائق مهمة حول خيانة النظام السوري وتحديداً في حرب سبعة وستين وكذلك في حرب عام ثلاثة وسبعين ما جعل شهادته دعماً اضافياً وشهادة أخرى على جرائم النظام بحق سوريا وهذه المرة جاءت هذه الشهادة من ركن من أركان النظام السابقين ومن شخصية تولت مناصب عليا في الدولة .

ويروي أبو صالح أحداث حرب سبعة وستين حين كان حافظ الأسد وزيراً للدفاع في الجيش السوري وعزا أبو صالح خسارة الجولان آنذاك الى تسريح أعداد كبيرة من الضباطد قبل الحرب بناءً على سياسات اتبعها حزب البعث في التخلص من بعض الضباط واستبدالهم بآخرين لأسباب طائفية وسياسية بالإضافة الى وجود إرادة سياسية بعدم المشاركة وذلك نكاية بالرئيس المصري جمال عبد الناصر ورغم تلقي النظام السوري وعوداً اسرائيلية بعدم الاعتداء عليه إلا ان اسرائيل وبعد انتصارها على الجهة المصرية توجهت الى جبهة الجولان وانسحب حينها الجيش السوري كيفياً الا بعض الضباط الشرفاء اللذين حوسبوا لاحقا.

وتمتد شهادة أبو صالح لتطال ممارسات النظام الأخرى من فساد ومحسوبيات وسيطرة أجهزة المخابرات والقوى الأمنية على القرار السياسي في الدولة والفساد الكبير المستشري فيها ويكشف عضو القيادة القطرية السابق أن أولوية النظام كانت البقاء في الحكم والسيطرة على جميع مفاصل الدولة عبر تعيينات طائفية طالت كل الدوائر المهمة ويؤكد أبو صالح ان البعثيين هم من أصلوا الطائفية في سوريا عبر روايته لأحداث دقيقة وبالتفصيل.

ولن أتطرق هنا الى أمور أخرى إرتكبها النظام ولا يزال يرتكبها من أعمال تعذيب واعتقالات طالت شرفاء الشعب السوري من سياسيين ومثقفين حيث باتت تلك الأفعال مكشوفة ومعروفة لغالبية الناس لكن الأهم في شهادة أحمد أبو صالح الذي تعرض هو شخصياً للإعتقال والتعذيب هو كشفه لحقيقة النظام وكيفية إدارته لأمور الدولة ما يجعل الصورة أكثر وضوحاً في تفسير الأحداث الجارية الآن.

وأعترف هنا أن نظام الأسد في الوقت الحالي والمعروف بالمرواغة والحنكة السياسية نجح في إستعطاف الرأي العام العربي وخاصة بعد التهديد الأمريكي بالضربة ونجح أيضاً عبر إعلامه الذي روج للجماعات التكفيرية وتصوير إنتفاضة الشعب السوري على أنها تقتصر على تلك الجماعات آكلة أكباد البشر وقاطعي الرؤوس في الرقة وحلب ونجح النظام أيضاً عبر ترويجه بأنه حامي الأقليات وخاصة بعد أحداث معلولا مؤخراً ما جعل كل ذلك غطاءً لأفعاله وأعماله القذرة وبات هو الخيار الأوحد بنظر البعض في ظل معارضة مسلحة على الأرض يشكل المتشددون فيها أكثر من ثمانين بالمئة.

واعود هنا الى شهادة عضو القيادة القطرية والوزير السابق أحمد أبو صالح لأقول أن شهادة أبو صالح لم تكن الأولى أو الأخيرة فقد سبقها شهادة الرئيس السوري السابق أمين الحافظ الذي كشف هو الآخر أسراراً في فترة زمنية مهمة من التاريخ العربي خاصة بعد انقلاب عام ثلاثة وستين الذي سيطر فيه حزب البعث على الحكم في سوريا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات