الخليج هو المخ .. ومصر العضلات


خلال أقل من تسعين يوما إنتهى الحلم الإخواني في مصر وكان شيئا لم يكن ، وبسرعة تغيير الشمهد التلفزيوني من كوميدا لدراما تغير مشهد الاعلام والخطاب الرسمي المصري واصبحت موازين السياسية الداخلية المصرية تقاس إما بطول لحية الذقن أو عدد التكبيرات التي تسبق أو تلحق بأي خطاب خارج سرب خطاب الحكومة الانتقالية .

وليس مستبعدا هنا أن يتبع قرار المحكمة المصرية بمنع وحظر تنظيم الاخوان أن يأتي قانون يساوي قانون العزل السياسي المقتصر على الإخوان فقط دون غيرهم من التيارات الاسلامية الأخرى سواء الجهاديين أو الوسطيين أو من يدور في فلك الأزهر بكراماته التي تشابه كرامات الكنيسة في العصور الوسطى ، وأصبح الدين في مصر دين الأزهر فقط وبقية من هم خارج أسوار الأزهر ليسوا بمسلمين وبعيدين عن الدين بعد مكان سجودهم عن محراب الأزهر الذي أصبح الأن هو الدين الحق فقط .

وفي الشق السياسي العربي أخرجت غزة من الوصاية التاريخية المصرية نهائيا وأصبحت شوكة في خاصرة مصر بعد أن كانت شوكة في خاصرة الدولة اليهودية ، وغزة بالنسبة لمصر بعد 30 أكتوبر هي غزة الإخوان وليس غزة العربية ومن يخرج منها مولود ومن يدخلها مفقود ما بين حدي مصر واليهود ، وفي متابعة بسيطة للخطاب الإعلامي المصري الموجه ضد غزة لاتخرج المصطلحات عن كلمات الارهاب والدين الإخواني والحدود الساخنة ومصدر التهريب الإقتصادي والسياسي والديني ، وبقية الدول العربية ملحق معها أنظمتها السياسية أوقفت التاريخ للحظة ما قبل 30 أكتوبر وعرضته في ذاكرتها وحجم التغيير الكبير الي كان سيحدث في قلب بيوتها نتيجة لبروز إخوان مصر ووصولهم للسلطة وإنعكاس ذلك عليهم .

وبين هذه المعارك الداخلية في مصر يتربع السيسي كقائد عام لثورة 30 أكتوبر ينتظر اللحظة التي يصبح فيها قائد سياسي ويخلع اللباس العسكري الذي أفقده شخصيته المدنية وأعاق قيامه بالكثير من الخطوات ولعل أولها أن يعيد السطوة في الحكم علنا لرجال نظام مبارك وأن يبقي القضاء المصري إلعوبة في يدالسياسين يفصلون أحكامه كما تتطلب مصالحهم ، وليبقى الشعب المصري تائها في بيوت درج القانون وساحات التحرير التي أغلق مداخلها وأعلنت مناطق حرب مغلقة ، ودارت معارك في أحياء مصر الفقيرة قبل الغنية بحثا عن ما تبقى ممن يركعة لرب غير الرب الذي يركع له الأزهر .

وهنا سنتذكر قصة المشهد المسرحي الذي ترسغ في عقولنا من مسرحية " مدرسة المشاغبين " عندما وقف أثنان من الممثلين وتبادلا جملة حوارية تقول " أنت المخ وأنا العضلات " ، وهنا نجد أن دول الخليج العربي وبقيادة السعودية والامارات والبحرين والكويت وبإستثناء قطر التي أبقت على خيط رفيع بينها وبين الإخوان ربما شفاعة لقناة الجزيرة فقط أصبحت هي المخ ومصر أم الدنيا هي العضلات في المعركة الدائرة ضد الإخوان فقط ولا أحد سوى الإخوان .



تعليقات القراء

مرمر
ويمكرون ويمكر الله
24-09-2013 03:19 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات