فن الخداع في رفع ثمن الخبز


تجيد الحكومات الفاسدة في وطني فن الكذب على المواطن البسيط الوداع حتى اصبحت الوداعة رديفا للسذاجة ومن التفاهة المس بقوت الساذج. غير ان الحكومة الاردنية غير الرشيدة بعد مسلسلات رفع الاسعار صارت تعتقد جازمة ان الشعب الاردني لديه من الصبر ما زاد على صبر سيدنا أيوب، وصار صبر أبي صابر مقارنة مع صبرنا نوعا من الترف والنزق.
لقد أخذت الحكومة تعد العدة لرفع آخر ما لا يمكن ان يُفكر برفعه وهو رفع اسعار الخبز معتمدة على مسوغات لا يقبلها إلا أبله فارقته السذاجة مدعية بان المواطن الفقير لن يتأثر برفع اسعار الخبز وسيدعم من الخلف وأن الرفع موجه ضد العمالة الوافدة التي تستنزف طاقة البلد من (الخبز) وأظن حكومتنا ستقول ان الاغنياء سيتحملون الفرق في السعر (مكرمات الاغنياء) أكاذيب لا تنطلي على عاقل
فالعمالة الوافدة التي تدعي الحكومة بانها تستنزف رغيف الخبز ويذهب جزء كبير من الدعم لها ليست آخر من يتضرر ولن تتضرر فان زادت الاسعار عليها رفعت اجورها وهي غير مجبرة على العمل عندنا لسواد عيوننا، وإن لم تزد اجورها غادرت غير آسفة على وطن، وستجبر الحكومة الرشيدة بضغط من الاغنياء المتنفذين اصحاب العمل على حل مشكلتهم ورفع اجورهم وسندفع نحن معاشر الفقراء فرق الاجور للاغنياء شئنا أم أبينا. ان رفع الاسعار في الاردن المتميز في فنة السياسي والاقتصادي يتحمله المواطن الفقير وسيدفع للاغنياء فرق سلعهم وأجور خدماتهم مجبرا، وسيدفع للعمالة الوافدة فرق الخبز عندما يضطر لاستخدامها - ومن منا لا يحتاجها والحال هذه الا اذا كنّا الانسان الخارق (السوبر مان). فأي ضريبة على الخدمات العامة والسلع وأي رفع للاسعار لا يتكلف عبئه غير المواطن الفقير وبعضهم لا يجد ثمن رغيف الخبز وليس ادل على ذلك من أن أول حادثة احراق للنفس في الاردن كانت من مواطن لم يستطع تأمين رغيف خبز لابنائه فكيف اذا ارتفع سعره، وقل نصيب الفرد منه
والاردن بحكم الخصخصة الاقتصادية طبقتان غنية فاحشة الغنى واخرى فقيرة وعلى مستويات في الفقر، منها ما بلغ حدا مدقعا (او الطاء بدل الدال) ويقع في حيزها 90% من الاردنيين. وتظهر حاليا طبقة ثالثة لم تعرفها المجتمعات البشرية ولم تظهر إلا على المستوى الفردي وهي طبقة المساكين.
أما الاغنياء فلا يسألون عن ثمن الخبر ولا يشترون الخبز الذي نشتري لهم خبزهم ولنا خبز ولا يعينهم من أمر الوطن الا المزيد من التخمة المالية وملذات العيش على شقاء الفقراء، ولا يخجلون من بيع الوطن في سبيل شهواتهم.
وأما الطبقة الفقيرة فليس لها إلا ما لابي صابر من تعبه، فهي تدفع الثمن على حساب تعليم ابنائها وصحتهم، ولقمة عيشهم، وتحت وطأة العيش الذليل يخضع الفقراء لابتزاز اللصوص فيبيعون لهم ما يملكون بارخص الاثمان ضمن خطة محكمة باسم الوطن ورفعة شأنه، ولصوص هذا الوطن في سباق مستمر للاستحواذ على ما في يد المواطن الفقير لا يكلّون ولا يستحون ، ينامون متخمين، لا يرف لهم كرش، لكن المصيبة انهم يحلمون بما يزعجنا ويسرق بسمة اطفالنا، ومصيبة المصائب ان غالبية الفقراء يحلمون احلام العبيد يحلمون بكسرة خبز لم تسلم من جشع اغنياء البخلاء، وبعضهم يرفض احلام الانعتاق خوفا على الوطن من لؤم وبطش لصوص الوطن، ويفضلون الموت على الطريقة الصومالية حتى يبقى الوطن سالما من أذى الفاسدين... فهنيئا للصوص تضحية البلهاء.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات