الشعبُ يتوسل ولكن .. لم تلامس توسلاته أسماع عُمَرْ!!


من أقوال عمر بن الخطاب المأثورة .. لو عثرت بغلة في العراق لسألنى الله تعالى عنها لما لم تمهد لها الطريق يا عمر.. هذا عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين الذي ضرب أروع الأمثلة بعدله ما بين المسلمين .. ولا بد من المرور على بعض مناقب هذا الخليفة العادل (عمر- رضي الله عنه) .
مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الناس متسترا ليتعرف أخبار رعيته فرأى عجوزا فسلم عليها وقال لها :ما فعل عمر؟ قالت : لا جزاه الله عني خيرا . قال : ولم ؟ ، قالت : لأنه - والله - ما نالني من عطائه منذ ولي أمر المؤمنين دينارا ولا درهما ، فقال لها : وما يُدري عمر بحالك وأنت في هذا الموضع ؟ قالت : سبحان الله ! والله ما ظننت أن أحدا يلي عمل الناس ولا يدري ما بين مشرقها ومغربها. فبكى عمر ثم قال: وا عمراه ! كل أحد أفقه منك حتى العجائز يا عمر. ثم قال لها: يا أمةَ الله ، بكم تبيعني ظلامتك من عمر ؟ فإني أرحمهُ من النار ، قالت: لا تهزأ بنا يرحمك الله فقال لها : لستُ بهزَّاء.... ولم يزل بها حتى اشترى ظلامتها بخمسة وعشرين دينارا وبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهما فقالا : السلام عليك يا أمير المؤمنين. فوضعت العجوز يدها على رأسها وقالت : واسوأتاه أشتمت أمير المؤمنين في وجهه ! فقال لها عمر : لا بأس عليك رحمك الله، ثم طلب رقعة يكتب فيها فلم يجد .. فقطع قطعة من ثوبه وكتب فيها.
" بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى عمرُ من فلانة ظلامتها منذ ولي إلى يوم كذا وكذا بخمسة وعشرين دينارا .. فما تدَّعى عند وقوفه في المحشر بين يدي الله تعالى فعمرُ منه بريء " وشهد على ذلك علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود ورفع عمر الكتاب إلى ولده وقال( إذا أنا متُّ فاجعله في كفني ، ألقى به ربي) ..رحمك الله أيها الفاروق.
وأما خامس الخلفاء الراشدين (عمر بن عبد العزيز – رضي الله عنه) فله شأن آخر ، فلقد امتلأت خزائن بيت مال المسلمين في عهده وفاض الخير في كل اتجاه .. فصار يبحث عن الفقراء في كل أرجاء الدولة الإسلامية ليعطيه من بيت المال فلم يجد فقيرا واحدا يقبل الصدقات ، لأنهم جميعا كانوا ينعمون بالخير الوفير في ذلك العهد ..
شتان ما بين دولة الإسلام أيام أن كان العدل هو قانونها ودستورها ، ودول الإسلام المتشرذمة في وقتنا هذا ، وشتان ما بين العمرين العادلين ، وما بين أبا لهب وأبا جهل في وقتنا الحاضر ..
نعم .. قد يقول قائل ، أليست المقارنة مستحيلة ، ما بين حكام ملئوا الأرض عدلا وأمانا وخيرا ، وبين حكام نهبوا وسرقوا خيرات البلاد ، وعاثوا بها لصوصية واختلاسا ونهبا .. ؟ والجواب عندي نعم .. ولكن المقارنة بين بلاد كانت تعتمد على ما تجود به السماء من خيرات الأمطار .. وبين دول تنعم بخيرات الأرض في هذه الأيام ، وآلاف المليارات من الدولارات تذهب هباءً ، وتنفق على الشهوات والقمار ، غير الذي ينفق في حانات الغرب على المومسات وبنات الهوى ..
وأما الأردن التي أجمع الكثير من الاختصاصيين على أنها مليئة بالخيرات المكنوزة في باطن الأرض ، من البترول إلى المعادن الصناعية المختلفة .. إلى الزيت الصخري .. ثم المعادن الثمينة التي ما زالت مدفونة في باطن الأرض ، فحرية أن تكون تلك الخيرات قد ظهرت وانعكست على البلاد والعباد ، لقد عشمونا بتصريحاتهم التي لم تعد سوى فقاعات هواء لا فائدة فيها ، كان القصد منها فقط تخميد أوجاعنا .
أين البترول .. وأين الذهب وأين .. وأين .. وأين يذهب الشعب الذي بات على شفا حفرة من الفقر والجوع والمرض والتردي بكل أشكال الردى ؟؟
أين المشاريع .. وأين أبناءنا من البطالة والقعود في المنازل عالات على أهليهم ؟؟ والنسور كل يوم هو في شأن .. لا ندري بماذا يفكر الآن .. وكل ما يأتينا به من جديد هو كارثة تلو كارثة .. وهو لا يحس بالأنين ولا بالشكوى ، ولا بحال الفقراء ..
الفقراء الذين كانوا يعانون من الفقر والموت والجهل والمرض ، أصبحوا الآن يعانون من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق .. لله درك أيها النسور .. أنت تقبع في قصرك ، تعيش عيشة الملوك ، ولا تعلم كيف يعيش هذا الشعب المسكين .. الكارثة تزداد يوما عن يوم ، والأردن أصبح هو الملجأ الوحيد للاجئي الحروب والاقتتال في دول الجوار .. لم يعد باستطاعة الإنسان الأردني ، شراء السلع والقوت الضروري إلا بسعر خيالي ، فمن يملك المال يشتري ما يمكنه شراءه ، ومن لا يملك المال يبيت هو وأسرته جياعا ، الأردن الذي كان يفتقر أساسا لكل المقومات الحياتية منذ زمن اللصوص الأوائل .. أصبح شعبه الآن يتحمل عبئا أكبر .. عبئا مضاعفا .. مع توافد أعداد اللاجئين على الأرض الأردنية ، ولم يكن بحسبان الأردنيين أن تعلن الدولة عن أن المنطقة الشمالية اصبحت منطقة كارثية بسبب الحرب السورية القريبة من الحدود .. وتزايد أعداد اللاجئين الفارين إلى الأردن من ويلات الحرب يوما عن يوم .. ولا ندري إلى متى ستدوم هذه الحال المرهقة التي أصبحت بحق ترهق كاهل المواطن الأردني أينما وجد ..
حق لي أن أقول : ألا رحم الله أيام اللصوص والفاسدين والمفسدين الذين باعوا مقدرات الدولة ومؤسساتها ، وخصخصوا كل شيئ فيها حتى الإنسان ، نعم حتى الإنسان ، وإني لأحسب والله بأن الأردني الآن أصبح عديم الفخر بأردنيته ، ولا بولائه ولا بانتمائه ، بل وإني لأرى بأن الهوية الأردنية أصبحت تعكس كراهية الشعوب الأخرى لنا بسبب تخاذل الحكومات المتتالية في بلدنا وعدم احترامها للمواطن الأردني ، ومن العجيب أن رأينا قبل أيام الحكومة الاسترالية وهي تحتج على قسوة المعاملة التي يتعامل بها الأردنيون مع الخراف الاسترالية ، بل وقد طلبت من زير الزراعة عاكف الزعبي بأن تكون معاملة الخراف الاسترالية معاملة إنسانية ، ووضع شروط لها يجب تطبيقها بكل دقة ، وبالفعل أذعن وزير الزراعة ووعد بتطبيق قانون الرفق بالحيوان مع الخراف الاسترالية ..
ولشد ما يثير الاشمئزاز ، أن يَعِدَ وزير الزراعة ، الحكومة الاسترالية بأن يتعامل مع خرافهم برفق واحترام ، بينما المواطن الأردني يطمح بأن يلقى احتراما ولو يسيرا من حكومته ، بل ويطمح بأن تراعي الحكومة ظروف الناس ، وتحلَّ مشاكلهم ، لا أن تضيِّق الخَناق عليهم شيئا فشيئا ..
الحكومات السابقة التي اتهمت بالخيانة والفساد ، لم تستطع كلُّ المحاكم اقتياد أي منهم للمثول أمام القانون من أجل محاكمة عادلة ، أنا من جهتي أصبحت عن جدارة أدين للحكومات السابقة بشيء من المحبة والولاء ، لأنها كانت رغم فسادها ، أرحم بنا من سيف عبدالله النسور ، حسبها أنها كانت تقتطع شطرا من المال المنهوب ، وتقدمه للمواطنين في الأعياد على شكل هبات ومساعدات ، كي تخفف عنهم عبء المسئولية الاجتماعية ، ونحن بطبيعتنا مجتمع تربطنا ببعضنا البعض علاقات اجتماعية فريدة من نوعها ، تتطلب منا التواصل الاجتماعي ولو بمناسبات الأعياد على الأقل ...
أما في عهد تلك الحقبة التاريخية ، أي في عهد الخلفاء الراشدين بالذات لم تكن الحياة سهلة كما هي الحال في أيامنا هذه ، ولم تكن سوى حياة بدائية تشبه إلى حد كبير حياة الإنسان في العصر الحجري . لكن العدل والمساواة جعلت من تلك الأمة أمة متحضرة راقية بكل ما للكلمة من معنى ، لأن العدل هو أساس الحياة ، ولقد كان النظام الإسلامي الذي كفل لكل إنسان مسلم حريته وشخصيته واستقلاليته وسلامه وأمنه ، ولهذا فقد كانت الدولة في عهد الخلفاء ، قانعة مكتفية بما ينعم الله به عليها من الخيرات التي لا تكاد تسد ُّ رمق الجوعى ، أو تقضي أود الجوع عند الغالبية العظمى في أغلب الأحيان ، من الناس الذين كانوا يعيشون على امتداد رقعة الوطن العربي . إنها خلافات إسلامية عادلة وطدت دعائم حكمها على تقوى الله وحَكَّمَتْ كتاب الله في كل أمورها الدنيوية ..
نعم .. ازدهرت الدولة الإسلامية المترامية الأطراف بإقامة العدل والمساواة بين الناس ، انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم : ليس لعربي فضل على عجمي إلا بالتقوى ..
لم تكن قد اكتشفت في تلك الحقبة الزمنية ، في عهد تلك الدولة الفقيرة آنئذ لا مصافي للنفط ولا آبار للبترول ، ولم تكن مئات الآلاف من المليارات النقدية قد كدست في بنوك الغرب ومصارفها كما هو حالنا اليوم .. الدولة الإسلامية الواسعة المترامية المساحات والمسافات في ذلك العهد ، لم تشكل حجر عثرة أمام أبناء الإسلام .. بل فقد أبهر أبناؤها العالم كله بالفتوحات ، واستطاعوا خلال فترة زمنية وجيزة إذا ما قيست بحجم المسئولية التي كان على المسلمين أن يتحملوها من أجل نشر هذا الدين الإسلامي الحنيف ، وبالفعل ، فقد كرسوا جهودهم وتحملوا من أجل تنفيذ هذه المهمة الكثير من الصبر والتضحيات ، واستطاعوا بفضل الله ومنته من نشر هذا الدين ، في كثير من بلدان العالم .. التي كان من بين سكانها اللادينيون وعبدة الشيطان والنار والعجل والبقر .
وكم يراودني الفخر وأنا أضع صورا ذهنية لأولئك الجنود الحفاة العراة الذين لا مال لهم ولا مراكب ولا دبابات ولا مدرعات ، ولا آليات متطورة ، ولا اتصالات الكترونية ولا رادارات ، ولا طائرات حربية استراتيجية ، ولا قاذفات (B52) ، ولا الأساطيل التي تحمل القذائف النووية .. ولا طائرات مقاتلة أو استطلاعية ، تحميهم من الجو وتسيطر على أرض المعركة ، ولا صواريخ بالستية تطلقها القاذفات من البر والبحر والجو ، من على بعد آلاف الكيلومترات ، ورغما من كل ذلك ، فقد انتشر الاسلام ، وتغلغل في ألآفاق ، مثلما تغلغل في قلوب الكثير من سكان المعمورة .. ومع صعوبة المهام ومشاقِّها ، لكن أمر الله كان نافذا بفضل الولاء المطلق من أبناء الإسلام لله وللوطن ..
فبصلابة أبناء الإسلام وثباتهم على الحق ، فقد سهَّلَ هذا التصميم على القتال في سبيل الله المهام كلها ، فذللت بذلك المصاعب والسبل والمسالك ، واتخذت الجيوش طريقها إلى الله في زحفها المقدس من أجل نشر الدين الإسلامي ، وهكذا مهد الله الطريق أمام جند الله ونصر الله دينه وأعز جنده .
من هنا نجد أن معظم سكان المعمورة الذين أنار لهم الإسلام بصائرهم ، أصبحوا وبفضل من الله كلهم مسلمون ، بعد أن شرح الله قلوبهم للإسلام ، وبعد أن اقتنعوا بعدل الإسلام وبتعاليم الإسلام وسماحة أهله ، وبما وصل إليهم من بيان ، على لسان رسول البشرية ، وقادة الإسلام الأفذاذ ، هؤلاء الذين حملوا على عاتقهم إيصال رسالة الإسلام السمحة بقلوب مؤمنة ثابتة على الحق إلى كل أرجاء الدنيا ، بما نالوا من عزة الإسلام وما انغرس في نفوسهم من نور وإيمان ..
وبنظرة شمولية إلى عالمنا الإسلامي اليوم ، فإننا نرى العجب ، فقد تقطعت مساحات الدولة الإسلامية المترامية إربا .. إربا ، وأصبحت دويلات متشرذمة لا سيادة لها ولا قياد .. فتجزأت الدولة الواحدة إلى دويلات هزيلة ضعيفة ، لم يزدها المال والغنى والثروات والنفط والتكنولوجيا الحديثة إلا انتكاسا ووبالا على الشعوب المسلمة التي لم تعد تقيم للإسلام وتعاليم الإسلام ومفاهيم الإسلام أي وزن يذكر ..
واليوم يزداد عجبي وقهري حينما أرى انتشار الفساد في بلاد الإسلام .. حينما آرى آلاف الأطفال يموتون جوعا ، وحينما أرى آلاف الفقراء يهلكون مرضا وجهلا ، وحينما نرى تخلفا مشهودا ، في مختلف بقاع الأرض الإسلامية ، وبالرغم من الغنى الفاحش والمليارات التي تُكتنز في مصارف الغرب وبنوكها وشركاتها ، فلا يكترث بموتهم وهلاكهم وجهلهم وتخلفهم ، لا حاكم ولا مسئول ولا ولي أمر.. ما المشكلة يا ترى ..؟ أهل الشعوب لم تعد تستحق رعاية وعناية حكامها ؟، أم أن الحكام لم يعودوا مثل عمر ؟ تلك هي الطامة التي أصبحت تصيب مجتمعنا الإسلامي بشتى أنواع الظلم والقهر والأحقاد ..
وبنظرة موضوعية وبسيطة عَجِلَة إلى مجتمعنا الأردني الذي أراه اليوم ينقسم إلى قسمين رئيسين بين مؤيد لحكومة النسور ، وبين معارض لها ، وهي الحكومة التي بات من السهل على كل إنسان يعيش على تراب هذا الوطن أن يعطي رأيه الصواب بأدائها المترهل والتخلف الذي أصاب مؤسساتنا والتراجع الذي أحاق بأبناء الأردن ، حينما يرى المتبصر في أرضنا أن الفقير قد يزداد فقرا ، وأما الغني فيزداد غنى ، وكل هذا قد أرغم الإنسان الأردني وكلَّ وطني شريف على التخلي عن بقية شعور بنزعة الانتماء والولاء التي كانت تحكم المواطن الأردني ، بل والتي كان يشعر بها الأردني المخلص قبل ولاية عبدالله النسور ..
عبدالله النسور الذي جاء بثياب الوعاظ ، بل والمرشد الروحي الذي أخذ على عاتقه ، بعد أن انقلب مائة وثمانين درجة عما كان عليه عندما كان معارضا تحت قبة البرلمان ، وعندما قرر إعلان الحرب على الفساد والمفسدين ، وكأنه قدر من السماء بأن يوضع عبدالله النسور على المِحَكّ وتحت المجهر ، ليتكشَّف الثوب الجليل عن أشياء لم نكن نتوقعها ، وقد لا تمتُّ بأي شكل للوعظ ولا الإرشاد ، وكأنه لا يعرف مصلحة الأردن ولا مصلحة المواطنين لا من قريب ولا من بعيد ، وهو ما يزال يعدهم بالفردوس ، ولكن ما نراه حقيقة لا يبشر بالخير ..
فبالرغم من صغر رقعة الأردن ، وبالرغم من ضآلة عدد سكانه الذين لا يتجاوزون الخمسة ملايين على أقصى حد ، وبالرغم من توفر التكنولوجيا والإمكانيات التي لم تكن في عهد عمر بن الخطاب ، ولا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما ، وبالرغم من المساعدات التي كانت تأتي من الدول الغنية والنفطية بشكل هائل ، وبكل أشكالها وأنواعها ، إلا أن المواطن الأردني لم يعد يهتم بأي مساعدات أو هبات تأتي إلى الأردن ، لأن أي شيء من تلك المساعدات لا يصل إلى أي مواطن أردني لا من قريب ولا من بعيد ...
وسياسة عبدالله النسور التي انتهجها ، كلها دلائل ومؤشرات ، يمكن أن تُوقع الأردن قريبا في وعكة اقتصادية لا يمكن له التماثل للشفاء منها ، وكما قرأنا اليوم في الوكالات ، فإن عبدالله النسور يلوح مؤشرا أو محذرا إلى إمكانية إفلاس مؤسسة الضمان الاجتماعي ، التي هي بحد ذاتها مؤسسة تحمي مستقبل العمال والموظفين ، وتقتطع من رواتبهم نسبا ليست بسيطة من أجل ضمان حقوقهم التقاعدية حينما يحالون على المعاش .
فكيف وصل علم التنجيم إلى ذهن عبدالله النسور الذي بات يحذر من انهيار مؤسسة الضمان الاجتماعي ، وما دخل الحكومة بمؤسسة مثل هذه المؤسسة التي يجب أن تبقى حيادية ولا دخل لأحد بها .. كائنا من كان ...
لم يكتف عبدالله النسور .. برفع مشتقات النفط .. ولم يكتف برفع تعرفة الكهرباء ، ولم يكتف بتقنين مادة الخبز ، التي تقدم مجانا في المطاعم بكثير من الدول .. إلا عندنا ، فماذا ترك لنا عبدالله النسور ؟ وهو يعلم بأن رفع الأسعار لهذه المواد التي تعتبر مواد أولية ، قد تلمس مباشرة حياة المواطنين عامة دون تمييز .
نحن في الأردن ، نعيش زمنا حرجا مع رئيس وزرائنا ، وكأننا نعيش تحت إمرة نور الدين المالكي ، أو تحت سلطان السيسي وغيرهم من أولئك الذين لم تعد تهمهم شعوبهم ولا أوطانهم ..
الزعيم الثوري الليبي الذي خَلف معمر القذافي جاء إلى السلطة مخلص للغاية ، فحينما أهدي له مبلغ من المال من دولة خليجية يقدر بحوالي مائة وعشر آلاف دولار ، وسيارة مرسيدس ، قدمها لبيت مال المسلمين .. ولم يسمح لنفسه أبدا التصرف بها ، حتى وإن كانت هدية شخصية له ، لكنه لم يبح لنفسه أن يستحوذ على مال اكتسبه بحكم منصبه الذي وصل إليه تبعا الظروف في ليبيا ..
ولكن على سبيل الفرض ، نسمع بأنه قد أهديت اليوم سيارة مرسيدس نوع ( S5500) إلى رئيس الوزراء الحالي ، تقدر بقيمة (180000) دينار أردني .. فهل يضمها النسور إلى أسطوله المنزلي ، أم أنه سيحولها عن طيب خاطر إلى بيت مال المسلمين ؟ أم أنه قد يعفيها من الضرائب لكونها هدية ، ويستحلها دون أن يولي هذا الموضوع أدنى اهتمام ؟؟ ولم يخطر على باله أبدا بأن هذا الإهداء لم يكن ليُهدى إليه لولا أنه يشغل منصبه الحالي .. أيها الرجل : ترجل عن صهوة هذا الجواد فأنت وحق الله لست بالفارس الذي ننتظره ، ولست بالرسول الذي يخلصنا من فقرنا أبدا الدهر ..
وفي الختام .. فإني كم أتمنى أن يكون هناك وجه شبه ولو بسيط بين العمرين وعبدالله النسور .. إذن فنحن مضطرون بأن نقولها بملء أفواهنا ... الشعبُ يتوسل ولكن ..لم تلامس توسلاته أسماع عُمَرْ!!
والله من وراء القصد ،،،،



تعليقات القراء

د.فرحان المشاقبة
بارك الله فيك اخي الكريم
نسأل الله ان يبارك جهودكم الطيبة
وان ينتقم من الظلمة والظالمين من امثال الكردي والذهبي وغيرهم من لصوص الوطن
17-09-2013 10:32 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات