الحلم العربي


لا أكتب لمجرد الكتابة ، ولا أنتقد لمجرد الانتقاد ، ولكن شيئا ما ، يحدث في مكان ما ، في وقت ما ، بطريقة ما ، يدفعني دفعا لابداء الرأي ، وتفريغ تلك المشاعر والأحاسيس على شكل آراء ، لها من يؤيدها ، ولها بكل تأكيد من يعارضها ، وفي كلتا الحالتين ، فالأمر بصورة بسيطة ، نقاش وتبادل للرأي لا يفسد للود قضية .

اليوم دعيت إلى إحتفالية لا أود التطرق الى تفاصيلها فليست هي ما يعنيني ، إلا أن المهم في الأمر أن البداية المقررة للاحتفال كما علمت ممن هاتفني كانت في تمام التاسعة صباحا ، ولأنني لا أملك السيارة الخاصة ، وأسكن في محافظة جرش ، جلست مساء الجمعه وبدأت أرتب ساعة النوم ، وساعة الإستيقاظ ، وساعة القيام من الفراش ، ثم ساعة الافطار وأضع لكل حركة أتحركها موعدا دقيقا يمكنني من الوصل إلى مبتغاي في الوقت المحدد ، وهكذا حصل حتى وصلت إلى جامعة عمان الأهلية في تمام الساعة الثامنة وخمسون دقيقة ، عندها وبعد الاطمئنان على وصولي في الوقت المحدد آخذ نفسا عميقا يدل على سعادتي لأنني استطعت أن التزم بموعدي مع الآخرين .

انتظرت مع جموع الواصلين ما يزيد عن ساعه حتى تم افتتاح أبواب القاعة المخصصة للافتتاح ، وكانت الجملة التي أكررها لكل المتذمرين من الوقوف تحت أشعة الشمس ، أن منظمي الإحتفال لا يثقون بالمواعيد العربية ، لذلك قصدوا إحضارنا بشكل مبكر ، والمفاجأة هي فعلا أننا بعد أن دخلنا إلى الداخل وحصلنا على نسخة مطبوعة من برنامج الإحتفال اكتشفنا أن أول فعاليات الاحتفال كان مرتبا لها أن تكون في تمام العاشرة ، ولكن عشرون دقيقة مرت بعد العاشرة حتى سمعنا أنغام موسيقى السلام الملكي التي أعلنت عن بدء الإحتفال ،قليل من الوقت وبدأ توزيع الشهادات التقديرية على الطلاب الخريجين ، وكانت المصادفة أن أول الخريجين كانت فتاة من الفتيات اللواتي لا يرغبن بمصافحة الرجال في مثل هذه المناسبات ، فاكتفت بأن وضعت يدها اليمنى بالقرب من كتفها الأيسر كناية عن عدم رغبتها بالمصافحة ، وهذه اشارة يفهمها الجميع هنا ، إلا أن كون الشخص الذي سيقوم بتسليم الشهادة أجنبيا ، فيبدو أنه لم يفهم معنى الاشارة فوقع في الأحراج الذي تابعت بعده الفتاة وضع يدها في المكان اياه ، ومرت بسلام ، بعدها أخذت أراقب الرجل ، وعندما تقترب منه أي فتاه على المسرح ، يبادر مباشرة إلى وضع يده اليمنى على كتفه الأيسر ، بطريقة مضحكة من جهه ، وأوقفتني قليلا عند ذكاء الرجل من جهة أخرى ،الرجل الذي استطاع أن يتعلم من العرب تصرفا ما وبسرعه .
وصلنا إلى الساعة الثانية عشرة ونصف ، إنه وقت الاستراحة ، وكانت كما قالوا عشرة دقائق ، إلا أن أول عشرة دقائق مرت ، والناس ينشرون في الساحة وبين المقاعد ، ما اضطرني إلى الوقوف أمام الطاولات التي عرض عليها مجموعة من أقلام الحبر ، الدفاتر ، المنشورات ، وجميعها كتب عليها عبارة " من الشعب الأمريكي " ، ولما سألت أحد المنظمين عن الفعالية القادمة ، قال انهم بانتظار مديرة المشروع أو المنسقة له ، وهي أيضا ليست عربية ، وتابعة لإحدى المنظمات الدولية العاملة في الأردن ، ولما سألته عن لحظة وصولها ، قال الواحدة إلا خمس دقائق ، دقاق مرت ، ووصل موكب السيدة المنتظرة ، ولما نظرت إلى ساعتي ، وجدت أنها الواحده إلا خمس دقائق ، لا تزيد دقيقة ، ولا تنقص دقيقة ، ولما وصلت إلينا السيدة ، نظرت إليها بعين الغبطة ، وقلت في داخلي : مضطرون على احترامكم!! ، دخلت السيدة الفاضلة ومن معها إلى المسرح ، وشبابنا يستمتعون باستماع أغنية الحلم العربي ، "دا حلمنا ... طول عمرنا" ...والقلم الذي نكتب به مكتوب عليه عبارة " من الشعب الأمريكي "!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات