أنت (غليييز) و هي الضحية


عندما تريد وضع الإصبع على جرحٍ ما علينا المرور على علاجه ,فالشباب لا يعاكسون البنات لأنهم تسلطيون هكذا دون مقدمات ,بل لأنهم يجدون ما يثير نزق الفضول لطرح الألفاظ المتداولة على مسامع بنات حواء في الشارع , فمن لباسٍ يقول لرائيه تعال وارمِ الكلام على من ترتديني وأسمعها من أصناف المعاكسة والتحرش ما تشاء ,إلى طريقة المشي السفيفة , وأتبعها بدوران عيونها بالنظرات كرادار الطائرات تلتقط كل ما يسير من ذكور في الشارع لتجُرَّ الرجل ... آسف اللسان ليُسمعها ما ترغب سماعه , ثم وبعد ذلك تبدأ عمليات التمثيل الإدّعائية كأن تقوم باعوجاجٍ في شفتيها وتغييرٍ في ملامح وجهها بتعبيرٍ كاذبٍ يقول أنها قد تضايقت من معاكسة الشاب , فهذا شيءٌ يثير النَّزق , ذاك أنها من جرَّته بلباسها وحركاتها ليتحرش بالكلام على مسامعها , أو أنها قد ترد عليه بشتائم حتى تشعر المارَّة أو الموجودين بمكان التحرش بأنها وقعت ضحية المعاكسة بل وترفع صوتها بالرَّد.

فهذه المتمايلة شبه العارية تسير أمام مجموعة شباب فيرمي أحدهم كلمة من جزء يعطيه جزأها الآخر رفيقه على مسامعها ,فترد : الله ((وطبعاً اللام في كلمة (الله) هذه في منتهى المبالغة في الترقيق)) تقول الله يلعنك يا حكير إبحد عني , .. يعني لفتت النظر الى نفسها أنه تمت معاكستها فانتبهوا أنني أنثى مرغوبة ..(وهي طبعاً في داخلها تكون بقمة السعادة لذلك).

بعد خمس دقائق تمرُّ أُخرى فيُسمعها الشباب التلطيش ـ بسبب مظهرها هي وليس لأنهم تسلطيون ـ إيش يا (....) من عبارات التلطيش فترد , :""يا الله ما أغلزك ,يا الله ما أوكحك شو إنك وكح وغليييييييييز"" مع التأكيد على ترقيق اللام في كلمة يا الله بطريقة عجيبة. (وهي طبعاً هنا بقمة الفرح لأن ما حصل هو ما كانت ترغب وتريد منذ خروجها من المنزل).

غالباً ما تكون ريبورتاجات التلفزيونات العربية حول أتفه ما يدور في خلد وفكر وهموم الشارع وتطرح ما هو ليس بواقعي , وفي إحدى تقارير الإعلام العربي المترهل كانت تعالج قضية التحرش والمعاكسات للبنات في الشارع, هنا كل الشباب لهم وقفة وحبسة أنفاس ؛ ذاك أن الفتاة تلعب دور الضحية في الموضوع فتصور ذاتها مخلوقة طيبة بسيطة مطلوبة محبوبة مرغوبة يتحرش بها الشباب وهي لا تملك سوى أن (تحوقل) وترمي بسفاهات الشباب خلف ظهرها ومضايقاتهم وراء الغمام حتى تتخلص منهم ومن غلازاتهم, ((حسب ما يطرحنه الفتيات في التقرير)) , مع أنهن جزء كبير من صناعة المشكلة , فعليهن العودة لتعاليم الدين في اللباس والمشي والحركات والسلوكات لنتخلص من هذه الظاهرة التي اسمها تحرش ومعاكسات, فهذا هو بداية الحل وأكبره.

في هذا التقرير غير الهادف في طرحه ذاك أن الأصل أن تطرح مشكلة وحلها , أما أن تطرح المشكلة لتسلط الضوء عليها وعلى تفصيلاتها والدراما فيها دون أن تتطرق للحل ويكون فقط هدفك الحشو فهذا يعطي الإسفاف بالعملية الإعلامية بالكلية.

حتى نتخلص من أي ظاهرة سلبية في المجتمع علينا طرح الحل مع المشكلة لنصل الى الخلاص من الظاهرة السلبية نهائياً ,أمّا أن تطرح المشكلة دون الحل فسيبقى أحد طرفيها يمارس دور الضحية مع أنه جلادٌ أكبر فيها ولن نصل لحلٍّ أبداً للخلاص .

(مع استثناءات لبعض الفتيات يتعرضن بالفغل لمضايقات دون أن يكون لهن يدٌ في ذلك إلا أن عددهُنَّ قليل)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات