سيناريوهات الأزمة السورية وموقف الأردن منها


في ظل ما يحدث الآن من تأكيدات من بعض دول الغرب وبالذات من الجانب الأمريكي صاحب الفكرة الأحادية في توجيه ضربة محدودة لقوة النظام السوري , هذه التأكيدات تجعلنا نتساءل عن سر الإصرار الأمريكي بالذات على توجيه هذه الضربة ؟ هل هو حقا بذريعة استخدام أسلحة كيماوية والتي لم يعرف بعد أي جهة مسؤولة عن هذا الاستخدام ؟ وهل حقا هذا الاهتمام من الجانب الغربي بمعاقبة سوريا بهذه الضربة ياتي من دافع أنساني استعطافا وتألما لضحايا هذا العدوان الكيماوي ؟ أم أن ذلك من واقع إيجاد تبريرات قانونية لضرب دولة بقيت تشكل نوعا من التوازن العسكري في المنطقة ؟ إذا كان هذا التصميم بالضربة لقاء استخدام السلاح الكيماوي والذي لغاية الآن لم يعرف مصدر الاستخدام حسب ما تشير له التحليلات والتحقيقات، فهذا هو الخرق للقانون الدولي، ثم أليس تصريح وموافقة النظام السوري على وضع الأسلحة الكيماوية تحت المراقبة الدولية هو تأكيدا على انه لم يستخدمها ضد شعبه، ومحاولة لإحباط مخطط الضربة الأمريكية الأحادية الجانب، كما انه بذلك سيسمح بقراره هذا إلى توسيع نطاق التحريات والتحليلات للتبرئة من استخدامه. قد يتبادر إلى أذهاننا الكثير من التساؤلات، في ظل هذه الأزمة ، فالمشهد السوري الآن يمر في أصعب تعقيداته فهو كمن يسير في ظلمة حالكة، فواقع الحال يشير إلى أن سوريا الآن أصبحت بوتقة للعديد من القوى و الجماعات المتشددة والتي لا تعرف نواياها ألمبيته، والكثير من هذه القوى قد تكون مدسوسة من جهات خارجية تكن كل العداء لأي قوة عربية بل وإسلامية في المنطقة، وهنا السؤال لماذا لا تكون هذه الجهات بعينها هي مصدر من استخدم السلاح الكيماوي لإفساح الفرصة أمام الولايات المتحدة الأمريكية لإيجاد مبرر قانوني للقيام بالضربة لسوريا ليخلى لها الجو؟ وهنا يجعلنا نتساءل أيضا إذا كان هذا البعد الإنساني والبروز العاطفي اتجاه ما حصل من قتل للأبرياء من استخدام الكيماوي آيا كان مستخدمه، فماذا يسمى استخدام اشد أنواع الأسلحة المحرمة دوليا في العراق وفي ليبيا بل وفي أفغانستان وبالذات في مذبحة المطار كما تسمى والتي راح ضحيتها الآلاف من الجيش العراقي والمواطنين الأبرياء آنذاك حتى أصبحت أجسادهم رمادا كما هي رماد الآليات العسكرية ، الم تكن هناك عاطفة إنسانية اتجاه هذه الضحايا؟ ثم أليس هناك من استنكر أو عارض استخدام هذه الأسلحة والتي هي اشد فتكا من الكيماوي؟ وهنا أوضح بأنني لست مع استخدام أي سلاح محرم دوليا يذهب لقائه أبرياء ليس لهم حول ولا قوة ولست أيضا مع ضربة عسكرية قد تؤدي إلى إضعاف القوة العسكرية السورية لتمكن أصحاب فكرة تقسيم سوريا من تحقيق مآربهم ، فالقوى المتصارعة الآن تنتظر هذه اللحظة لتحقيق أهدافها المصلحية، فكل له مخطط يرمي إليه . بقي أن نتساءل لماذا لا يكون أيضا الإصرار على الضربة من السيناريوهات التي تهدف إلى ضرب والقضاء على الجماعات والقوى الإسلامية المتشددة في سوريا والتي بات تجمع فلولها واضح العنان في أرياف سوريا، وستكون في مرمى الصواريخ الأمريكية وهذا من مخططات الولايات المتحدة للقضاء على الإرهاب الذي باعتقادها أن مصدره القوى الإسلامية المتشددة ، خصوصا وان أمريكا التي تتبنى مسلسل القضاء على الإرهاب في العالم و الذي بات يهدد مصالحها في جميع دول العالم، تعي جيدا أن استفحال قوة هذه القوى فيما لو اسقط النظام الحاكم في سوريا سيشكل خطرا على المنطقة بأكملها وخصوصا غلى المصالح الأمريكية وإسرائيل ، لكن أليس توجيه الضربة المعلنة لإضعاف قوة النظام السوري فقط وليس المستهدف منها حسب التصريحات الأمريكية والإسرائيلية إسقاط النظام ، سيؤدي
ويعمل بالمقابل على تقوية شوكت القوى والجماعات الجهادية الإسلامية المتشددة بحيث تعمل على استرجاع قوتها وتجميع فلولها مما سيشكل نوعا من التحدي لتصفيتها . فمهما كانت النوايا الهادفة للضربة فهي تشكل خطرا وكارثة على سوريا وشعبها بل وعلى المنطقة برمتها ، كون النظام السوري حسب تصريحاته الرسمية اكد بأنه لن يقف مكتوف الأيدي بل سيرد في الوقت المناسب ومن جهات مختلفة. مما سيجعل المنطقة بأكملها تحت دائرة الخطر بقي وبكل صراحة أن نقول نعم، نعم للموقف الأردني المشرف الذي ينم عن أصول العروبة الصادقة ، الموقف الذي تتخذه القيادة الهاشمية ليجنب الأردن من أية مخاطر تنجم عن الصراع القائم ، هذا الموقف الذي يعزز الحرص على مصالحنا مع دولة الجوار والحرص على عدم زج الأردن في عملية لا نعرف فحواها . فتأكيدات جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء لدلالة أكيدة على ثبات الموقف الأردني اتجاه الأزمة وهي أيضا تحدي لكل من تساوره نقسه لاتهام الأردن بتغيير مواقفه السياسية اتجاه سوريا وانه سيستخدم أراضيه لتكون مسرحا للعملية العسكرية لضرب سوريا .. فقد ذكرت في مقالاتي السابقة أن الثوابت الأردنية الوطنية والقومية صريحة وصادقة في مواقفها ، فالأردن شعبا وقيادة يعارض أي ضريه لدولة الجوار ويدعو إلى ضرورة إيجاد حلا سياسيا للازمة يضمن أمنه والحفاظ على وحدة أراضيه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات