اللعبة الدولية والمكر بالمسلمين خاصة السنة


ان من يمعن النظر ويدقق التفكير ويتفحص الواقع ويستذكر كل الامور الفائته ويربطها ببعضها ويقرأ مسلسل الدم من تقتيل وتدمير وتشريد على الارض السورية وللشعب السوري يستقرىء ذلك كله بعين ثاقبة حاذقة وفكر مستنير ناضج ليجد ان كل ما يحدث من عمليات عسكرية متفاوتة ومتقلبة ترجح الكفة للمعارضة هذه الفترة وفي الفترة التى تلي تكون الكفة للنظام الاسدي وهذا ما كان قد صرح به يهود باراك في شهر نوفمبر لعام 2011م حيث قال انه يجب ان تستنزف القوة في سوريا حتى لا تقوم لها قائمة لمئتي سنة قادمتين تحت نظرية الحرب عن اسرائيل بالوكالة وهذه النظرية او هذا التخطيط هو الذي جعل عيون الامم المتحدة ناعسة وجفون مجلس الامن مغمضة عن كل ما يحدث في واقع الحال على الاراضي السورية والتي في تخطيط اليهود والغرب ان تكون سوريا مقبرة كبيرة تستنزف بها قوى متعددة من جميع الاطراف ( جبهة النصرة – القاعدة - حزب الله - دولة العراق والشام - وحتى القوميين والبعثيين من الطرف الاخروغيرهم ...) ان المتبصر في ذلك ليجد ان المخرجات والنتائج من ذلك كله ان سوريا الطبيعية جغرافيا ستدفع الثمن باستنزاف القوى والموارد مع تدمير الانجازات والمكتسبات وكل مناحي التقدم والازدهار والنمو . هذا الفاحص ستكون لديه نتيجة يقينية واضحةان ذلك ما هو الا لعبة دولية قذرة جيّرالغرب حربه الصليبية الصهيونية ضد العرب والمسلمين جيّرها بيد العرب انفسهم حربا بالوكالة او حتى غيرالعرب من الفرس او غيرهم حتى من المسلمين انفسهم بعيدة عن ارضهم وديارهم وشعوبهم لتأكلنا رحاها ويحرقنا أتونها بأيدينا واموالنا وشعبنا . فتدمر الطاقات وتهدر الاموال ويقتّل الشباب والخاسر الوحيد هم العرب والمسلمين انفسهم ... واضعين شعارا لهم ان يضعونا في موقدالنار ويقوم الخونة والمتخاذلون بإيقاد النار التى سوف تصل الى مرحلة ان تأكل نفسها بنفسها ان لم تجد ما تأكله وبعد ان تأكل النار الهشيم كله يخلوا لهم الميدان ولو ان طرفا رابحا من بعدالمعركة سوف ينقضون عليه لأنه سيكون مهيض الجناح ضعيفا فيبيدونه أو يملون عليه شروطهم ليكون خانعا ذليلا طوع امرهم ذلك ان ضعفه وقلة حيلته لا تجعل له سبيلا الاّ الإذعان والخضوع بذل ومهانة ودنيّة والى امد بعيد في المنظور ومن يستبصر فكره في اسباب واهداف الحروب الصليبية الاولى والثانية لوجد ان هذه هي الحروب الصليبية الثالثة والرابعة ... لم تتغير عن ما سبقها في السبب والهدف والمضمون وحتى الوسائل التى تطورت كثيرا أدت الى زيادة القتل والتدمير والتنكيل والتشريد بوقت وجهد اقل عما كان آنفا اضافة الى اسلوب الاعلام الدعائي الذي يجعل الضحية مجرما والجاني بريئا والحروب الاعلاميةالآن اخذت دورا كبيرا جدا في المعركة حيث سرّعت من حركة الرحى الدوارة لتعاظم القتل والتدمير كما ونوعا .... ان ماحدث فيمعركة دمشق في الشهرين السابقين والتي استخدمت فيها جميع انواع الاسلحة ومنها السلاح الكيماوي حيث قتل الكثير من جنود المعارضة خاصة المجاهدين الاسلاميين والبعض من يقول ان هناك فخا نصبه لهم النظام واوقعهم فيه بتواطؤ من الغرب الذين أوصلوهم الى الكمين المنصوب لهم وهنا ايضا نستدل من هذه الواقعة عدم وجود التخطيط والتكتيك الحربي وعدم وجود التنظيم والمرجعية القيادية عند المجاهدين واتباع الاسلوب الارتجالي في المعركة الناجمة عن مبدأ عدم الطاعة للقيادة او حتى عدم وجود القيادة نفسها وايضا بسبب تعدد الامدادات والتمويلات التى تتبع الدول المموله ذات الافكار المختلفة وبعضها المتخلفة ولوجود الابتزاز من قبل الممد والممول وهذا القول اكيد بسبب عدم وجود التنسيق والتنظيم بين الجماعات او حتى بين تركيبات الجماعة الواحدة مما يضعف الجبهة القتالية ويقلل من أثرها وتأثيرها بسبب عدم التلاحم والتآزر والتعاضد فلا تتم مساعدة المحتاج او ترك المتورط لوحدة اما ان ينجو اوتأكله رحى الموت .
والمشكلةالأساس والرئيسة هنا هي عدم الاستفادة من دروس سابقة للحالة المشابهة كما سبق وحصل مع الفصائل الفلسطينية او ما حصل في العراق او في افغانستان او في مناطق اخرى في العالم . وعدم الاستفادة منتجارب عالمية في هذا المجال في مناطق شتى في العالم ان كانت في الهند الصينية خاصة في حرب فيتنام . ذلك ان الامبريالية الامريكية كم يسمونها لم تتمكن من التغلغل بين شعوب منطقة الهند الصينية والتسلل الى عقيدتها من اجل تشتيت هذه الشعوب وتفريقها وشرذمتها فبذلك فشلت فشلا ذريعا عندما لم تستطع ان تخلق مناطق نفوذ لما يقارب من عقدين من الزمن فخرجت منها تجر اذيال الفشل والهزيمة متجرعة كأس الذل والمهانة والصغار ، ان شعوب المنطقة تلك لم تتلقف عقيدة السيطرة الامريكية الاستعمارية كما تلقفناها نحن العرب ذلك ان قادتهم غرسوا فيهم الاباء والكرامة ( خاصة هوشي منه ) الذي رفع هاماتهم الى عنان السماء ذلك انه كان يرجع كل فضل الانتصارالت الى الشعب لا الى القائد نفسه وكان القائد العسكري (مثل جياب ) همه ان يحقق المبتغى بدحر العدوان لا كسب النيشان أما في عالمنا العربي فالقائد يمجّد الى حد التأليه دون ان يصنع شيئا الا الهزائم المتكرر والمتلاحقة وان قائدنا لا يخطىء واي انجاز يعود اليه وحده دون غيره فهو المعصوم المؤله الذي يصيب دوما ، ان المتبحر في عقيدة الجندية والقيادة عند شعوب الهند الصينية ان الشعب بجنوده وقادته جميعهم أكفاء وأهل للقيام بأي امر يسند اليهم قادرين على أن يواجهوا العدو بعزيمة وارادة أقوى من كل آلات الحرب واعتى من كل انواع الاسلحة عزيمة الولاء للوطن والشعب لا لشخص بعينه ولا لحزب او لجهة معينة معنية ... عقيدتهم الراسخة أن الوطن كل كامل لا يتجزأ ولا يجوز التفريط بأي شيء ذلك من مبدأ التفريط بالجزء تفريط بالكل .. من ذلك وجد في تلك المجتمعات الفرد الجوهر بذاته الذي لا تغريه مظاهر زائغة ولا مراكز زائلة فما استطاع مغامر مستعمر من التسلل للداخل مهما كانت قوة ذلك المستعمر ومهما كانت امكانته المادية والمعنوية فقد وجد ان الطرق كلها مغلقة والابواب موصدة هذا المستعمر لم يجد دروبا مدسوسة ولا نفوسا رخيصة ولا ثقة مهزوزة ولم يستطع بنظرته ونظرياته ان يصل الى شيء من اسس الخيانة فكل الشعب امين وفي مخلص فلا يوجداتهام بالخيانة لأحد لأنه لا توجد لديه فرصة لأن يختلي بعمله مندسا فالكل سام في مقامه غيردنيّ في مهامه الكل يسعى الى هدف وحيد اوحد وهو الهدف العام تخليص الوطن والحب للوطن والولاء للوطن دون ان يكون واحد مقام عال على حساب اخر بمقام متدن كل يعمل بجد دون تقاعس وبهمة دون تكاسل وبحرص دون اهمال كل يقوم بواجبه دون النظر الى ما يفعل غيره رافعا شعاره = قم بواجبك ولا تنتظر من احد ان يقوم به غيرك كي تصون نفسك وتصون غيرك على ارض وطنك ارضك انت وليس ارض او وطن الغير وبه تكون هامتك مرفوعة ..........
اننا في واقعنا العربي نتلقى النكسات والنكبات والهزائم المتلاحقة و المتتالية لسبب رئيس هام ومهم جدا جدا ( اننا عندما ننظر الى عمل منجز ننظر الى عيوبه نتصيدها دون النظر الى مزاياه وحسناته وكأن كل حياتنا سلبيات اما الايجابيات فمعدومة هذه ثقافة ارتويناها الى حد التضوع من الصغر من ابأئنا ومعلمينا ثقافة الدنيّة والنقص ثقافة ان على العربي ان يلطم ويلكم ويهزم فصارت لدينا عقيدة الحكم المسبق على النتائج بالفشل والانهزام المطبق المستمر ومن ذلك نتائج سلبية الأثر على المجتمع من حيث الارتجال في العمل دون تخطيط مسبق ولا دراسة مستفيضة ما يجعل المخرجات غير ذات قيمة وغير مفيدة بسبب عدم وجود الجدية حتى وان اصابت وحققت بعض النتائج الايجابية والتى لا نستطيع تعميمها بسبب ان خطواتها غيرمعروفة وانها نجحت بعض الشيء لمجرد الصدفة والحقيقة الفكرية تقول ان الصدفة لا يقاس عليها فقد لا تتكرر وبالمقارنة مع اعمال المجتمع الغربي ( اوروبا وامريكا ) وخططه تجاه مجتمعنا العربي مثلا تبنى على اساس افقاد العنصر العربي ثقته بنفسه ليبقى في الحضيض بنفسية الناقص والادنى والاقل قيمة واثرا لنفسه ولغيره مما يجعل دوما نفسية العربي محطمة ومهزوزة وشعورها بالنقص الكامن بداخلها مؤطرا بالشعور بالدونية عن الغير خاصة الغربي حيث يتملكها العجز وعدم القدرة على الاتقان مهما علا وصار ذو شأ، وبالعودة الى المثل القائل ( العبد عبد والسيّد سيد ) فالعبد نظرته دونية ساقطة والسيد نظرته علوية سامية ولو تجرأ احدنا وطرح التساؤل التالي ... لماذا أول من اتجه الى اعتناق الاسلام فئة العبيد ..؟ وللاجابة بكل موضوعية نقول أن هؤلاء العبيد وجدوا ان الاسلام يعلي شأنهم ونظرتهم ويسمو بها الى العلوية لا الدونية الى العزة لا المهانة .... فالله سبحانه وتعالى اكرم بني ادم وكرّمه واي انسان لا يقبل ان يخرج نفسه من دائرة الاكرام والتكريم وله أن يبقى فيمدار الرفعة ما دام متمسك بالحبل الدائري الذي يدورحول مركز الكرامة والنبل فيثبت نفسه به فيبقى عزيزا كريما وان بعد عنه وأفلت فلا بد ان يسقط في هاوية الذلة والخنا والمهانة





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات