يقتلون شعوبهم في الجوار وفي الاردن ملوك يُكرمون الكبار والصغار


في الوقت الذي يقتل فيه حكام الجوار وحكام بلاد وراء البحار شعوبهم ويضيقوا عليهم الخناق ويشددوا الوثاق , ويسكبوا الدمعة من عين الام بقتل وليدها امام عينها , ويهتك اعراض الفتيات امام مرأى ابائهن , نجد ان صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين يستيقظ صباحاً لحضور طابور صباحي مع الطلبة ليستذكر ماضيه ويحافظ على عهد ابيه بتكريم المعلمين والطلبة في مشهد مؤثر للغاية دمعت بعض عيون الحاضرين من المعلمين والطلبة واولياء الامور , دموع قربت الاردني لمليكه, فكان من حق الاردنيين ان يتباهوا على غيرهم , فلزم علينا ان نقول : من اجل هذا لا خوف على الاردن ولا يجب على شعبه ان يكون من المحزونين.

فقد كان لي الشرف ان اكون احد الاردنيين الذين استقبلوا سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني صبيحة يوم الخميس الموافق 5/9/2013 في ساحة مدرسة عبد الحميد شرف الصناعية في جبل الحسين والذي شرفها لتكريم اوائل طلبة الثانوية العامة في الطابور الصباحي , ولم يكتفي بذلك بل اصّر بعدها على تفقد مرافق ومشاغل المدرسة التي مضى على تأسيسها اكثر من 60 عاما , فكانت بحق زيارة تاريخية للمدرسة لأنها جاءت بعد اول زيارة للملك الحسين طيب الله ثراه لها عام 1958 , وداعب خلال تلك الزيارة ابنائه الطلبة وحثهم على الانخراط بالعمل المهني وأمر بحنان الاباء تحديث كافة اجهزة المشاغل الصناعية ليس في مدرسة عبد الحميد شرف بل وفي مدارس تربية قصبة عمان والمملكة, وذلك لتتناسب مع توجه جلالته بفتح سوق العمل المهني امام ابنائه الطلبة , فلاقت تلك الزيارة الترحاب من قبل اوساط المعلمين والطلبة واولياء امورهم.

نعم من حق الاردني ان يفتخر بملوكه , لا وبل يتباهى على الملأ فيما يجري على ارضه من بناء وتعمير وتفقد احوال , ومن حقه ان يفتخر بحكامه لأنه يشاهد من يجري حوله , ففي الوقت الذي تنهمر فيه دموع الامهات وتتكاثر فيه الارامل والمعوقات , وتملأ الشوارع جثث الاطفال, وتهدم المعامل والبيوت والمدارس , يأمر الملك بتكريم الطلبة وبناء المدارس وتحديث المشاغل .

انها مفارقة عجيبة بين حكامنا وحكام شعوب غيرنا , تجعلنا نقف معهم ونصطف بخندقهم ندافع عنهم , ونسير خلفهم , ونتمسك بهم , ونموت دونهم ,لانهم بكل امانة وموضوعية وتجرد واخلاص للقضية , لم يدمروا السجون على رؤوسنا , ولم يقتلوا ابائنا, ولم يشردوا اطفالنا, ولم يرملوا نسائنا , فكنا في عهدهم ننام مطمئنين وشبابيك بيوتنا مفتوحة , وغيرنا ينام في الملاجئ السرية .

انها نعمة الامان والامان التي ذكرها رب العزة والجلال في محكم كتابه العزيز : " الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف". تلك النعمة التي يجب علينا ان نقاتل دونها , ونحارب من اجلها , ليس بالمسيرات الكاذبة ولا بالاعتصامات المخادعة , ولكن باصطفافنا في خندق الوطن , ووقوفنا الى جانب مليكنا نشد من أزره , ونبعد عنه منغصات الربيع الصهيوني الملقب بالربيع العربي.

وقفة للتأمل:" إن لم يكن بنا كريماً آمناً, ولم يكن محترماً, ولم يكن حراً, فلا عشنا ولا عاش الوطن ".



تعليقات القراء

سعيد النواصره
بوركت أخي الأستاذ أحمد القرعان ؛ وأسأل الله - تعالى - أن يحفظ وطننا من كل شر وسوء ، وأن يوفق وليّ أمرنا لكل خير وصلاح ، وأن يستعلمنا في طاعته وخدمة دينه .
10-09-2013 09:42 AM
إلى كاتب المقال
...
10-09-2013 10:36 AM
.....
لاصل الامن والامان وتكريم الانسان والمواطن والحفاظ على حياته وتوفير المستلزمات الاساسية لحياته الصحة التعليم الامن.
10-09-2013 11:46 AM
يا ريت بعض الكتاب يتعلموا منه
جلالة سيدنا من الطبيعي ان يفعل هذا ويكون دائما رائع مع شعبه.لذلك نحن نتمسك به لان كل الاردنيين عنده سواسيا آنا كان مشربهم واصلهم.أما لا سمح الله لو يحكمنا واحد عنصري يميز بين اردني واردني بالادعاء بحب الوطن (مع ان دافعه مرض)لكان فعل العجايب بنا يا حضرة الكاتب.يا ريت نتعلم منه ومن اخلاقه وخاصة بعض الكتاب الين يصرون على التمييز بين الاردنيين
10-09-2013 11:54 AM
سميح القطاونه
والمعارضه عندنا مش عاجبهم وبدافعوا عن المجرم بشار لا اعرف ما هذا التناقض شعب يطالب حريه و الاسد دمرهم وقتلهم ويدافعون عنه المعارضه في الاردن وعندنا يطالبون في الحريه ولم يمنعوا وفي نفس الوقت يتكلمون ويسبون وبشتمون
فقط ما هذا التناقض العجيب هل يحق لكم انتم ان تطالبوا وتعملوا ما اردتم وغيركم نتيجه المطالبه بالحريه يقتل وتدافعون عمن يقتلهم
10-09-2013 12:05 PM
فؤاد 1
ارجو واتمنى ان نتعلم ولو قليلا من سمو اخلاق مليكنا المحبوب حفظه الله ورعاة والذى يتميز بالعفو والتسامح وضبط النفس وكظم الغيظ والايثار وحبه للناس كل الناس فى وطنه وخارجة ’هذه هى اخلاق ملوكنا فهل نتعلم منها ونطبقها على انفسنا ’ارجو ذلك
10-09-2013 01:18 PM
وسن
...
10-09-2013 02:08 PM
رياض0000
....
10-09-2013 02:47 PM
شوف شوف
رد من المحرر:
نعتذر
11-09-2013 05:59 PM
ابن رشد
حقيقة أنا فقدت شهية التعليق على القرعان، لكن اليوم لدي سؤال لنفس السيد القرعان:
موضوع الإنشاء هذا الذي مننت به علينا اليوم قصدت به مبكاة أم مغناة؟
لمحت أن كثير من المعلقين لم يعرفوا شيئا مثلي. وغالبية المعلقين بهم رائحة قرعانية، أي أن أحمد أخذ وضعية الدفاع عن نفسه قبل أن يهاجمه أحد. وهذا من حقه إذا توقع أعداء ولم يتوقع أصدقاء، نحن في عصر يحق لرئيس الجمهورية فيه أن يستخدم أسلحة الدمار الشامل ضد شعبه.
11-09-2013 09:46 PM
قرف
في كتاب بيصيبك الزهق لما تقرا الهم.حتى لو مدحوا الشخص الذي تحب.عاش جلالة الملك وهو موجود في قلوبنا بحمد الله دون حاجة لحد
11-09-2013 10:12 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات