سوريا .. جولة أواخر أيلول


ان الضربة الامريكية لسوريا لم يحدد موعد لها حتى تؤجل ولن تلغى والدليل ان الرئيس الأميركي باراك أوباما سيستأذن الكونجرس وزار ويزور الدول الاوروبية واستغل عدة مناسبات دولية لتبرير ضربته؛ بالاضافة الى ان وزير خارجية امريكا ووزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان وقيادات أمنية وسياسية اخرى لا تزال تدعو الى ضرورة الضربة بأسرع وقت ممكن.

الضربة الامريكية ستخف حدتها أو يلغى جزء بسيط من خطتها لكي تتمكن أمريكا من وضع يدها على الكيماوي السوري حتى اذا رحل الرئيس السوري بشار الاسد ومعه أركان نظامه؛ ستحصل خلال الربع الاخير من الشهر الحالي وستبدأ تنفيذها السفن الحربية المقاتلة الامريكية بضرب النظام السوري والمواقع الاستراتيجية وبشكل مركز ومحدود ودقيق وستكون باطلاق الصواريخ من سفنها المرابطة بالقرب من السواحل السورية في البحر الأبيض المتوسط وعندما تتطلب الحاجة ستستخدم الطائرات الحربية المقاتلة الحديثة الموجودة أيضا على سفنها.

الضربة المزمع القيام فيها ستستهدف وستضعف النظام السوري وستكسر شوكته من جميع النواحي وعندما تبدأ الضربة التي ستكون ساعة الصفر فيها مباغتة سينشق عدد كبير من الجيش السوري النظامي ومن ابناء الشعب الذين ما زالو الى الآن ملتزمين الصمت بسبب الخوف وسيشعرون ان عليهم التحرك لمساعدة الجيش الحر السوري لرحيل الرئيس بشار وأركان نظامه.

والأردن لن يطلق منه رصاصة باتجاه سوريا ولن تستخدم أراضيه وجوه وبحره لأي عمل؛ ولن يطلق عليه رصاصة بسبب ان النظام السوري سيكون منشغلاً بنفسه وبلوم نفسه ومتوتراً بسبب الانشقاقات التي ستحصل في جيشه وعصيان أوامره التي سيوجهها لهم والفئة القليلة من جيشه التي ستبقى تحت اوامره سيكونون منشغلين بالدفاع عنه وستصبح حدوده ومناطق الارياف والمحافظات البعيدة عن دمشق خارج سيطرته نهائيا.

وبلا شك ان عدد الجيش السوري النظامي الكامل الآن لا يتجاوز الــ(90) ألفاً وسلاحه متواضع وتقلص كثيرا بسبب الانشقاقات ومشتت لان الجيش الحر السوري احتل مناطق كثيرة؛ وسيتفاجأ الرئيس بشار الاسد أيضا في الشعب السوري الذي ينتظر الوقت المناسب للالتحاق بالجيش الحر.

والجيش السوري النظامي لم يتطور ولم يحصل على سلاح متطور منذ منتصف السبعينيات وبعد بدء الربيع العربي نهاية العام (2010) حاول الحصول على صفقات سلاح من روسيا الا انه لم يحصل الا على (15) بالمئة من السلاح الذي طلبه من روسيا وحصل على سلاح خفيف قريب المدى أما العتاد فانه تقلص كثيرا بيد جيشه خاصة وانه منذ عامين ونصف العام وهو يقاتل شعبه بما لديه من عتاد.

المتعارف عليه ان الضربات الجوية الصاروخية ومن الطائرات لا تسقط انظمة ولا تحتل ارضاً بل يسقط النظام من خلال قوات برية مسلحة بينها اتصالات وتسير ضمن خطة محكمة؛ ان القوات البرية هذه التي ستسقط نظام الرئيس السوري بشار الاسد ستكون الجيش السوري الحر الذي سينضم الى صفوفه الآلاف بعد بدأ الضربة الصاروخية وهم الذين سيسقطون النظام السوري.

ومن المؤكد ان الاستخبارات الامريكية على تواصل مع الجيش السوري الحر منذ اكثر من عام والخطط مرسومة والسلاح موجود وسيتزامن مع الضربة الصاروخية تقدم للجيش السوري الحر نحو النظام السوري تمهيدا الى اسقاطه خاصة وان النظام السوري الآن بسبب سياسته عزل نفسه ولن يساعده أي أحد ولن تتدخل أي دولة لمساعدته عسكريا أو سياسيا لان رحيلة بات مطلباً شعبياً سورياً.

أما بالنسبة للأردن فان سياسته التي قامت ونشأت ويسير عليها فهي عدم التدخل بشؤون اي دولة؛ وبنفس الوقت ان الاردن لا يسمح لأحد او لاي دولة ان تتدخل بسياسته الخارجية والداخلية؛ واذا جرى التدخل بسياسته تتعامل معه بهدوء وضمن القنوات الراقية الدبلوماسية والسياسية والحوار.

*حافظ علي الخصاونة

*عميد ركن متقاعد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات