الشرق الأوسط أفريقيا القرن العشرين .


مهزلة التاريخ السياسي العربي الذي يقود دفته مجموعة من صغار ارباب السياسية والحرب تتحق هذه الأيام ومن خلال مفارقة دموية تحدث في بلدين عربيين ' مع التحفظ ' ، سوريا يقتل فيها ويوميا عشرات المواطنيين من قبل طرفي الصراع النظام وثوار الحروب عن الغير والعراق يقتل فيه عشرات المواطنين من قبل النظام وثوار الحروب عن الغير .
وتلك المهزلة تطرح في ثناياها حقائق هذا التاريخ السياسي العربي ' المخزي ' وكيف أن ماكنة الإعلام ما تزال تقوم بدورها في ترتيب أولويات قادة الهروب سواء الكبار منهم أم الصغار ، وأولى هذه الحقائق أن القتل منهج عربي يومي بإمتياز غطى على منهج القتل في أفريقا السوداء زمن الحروب الأهلية لعشرات السنين واليوم تعيش أفريقيا حالة من الهدوء والاستقرار .
والحقيقة الأخرى أن ماكنة الصناعة العسكرية الامريكية والغربية والروسيىة وجدت في التاريخ والجغرافية العربية أفضل منابت الاستثمار المالي بوجود القدرة على الدفع بنفط العرب أنفسهم وليس كما كان يحدث في أفريقيا بما يمكن أن يوجد تحت باطن أرضها وفي علم الغير أي الدفع ' كاش ' ولايوجد فرصة للتأجيل لأن الحرب على الأبواب بالنسبة للجميع .
وحقيقة أخرى ضمن مهزلة التاريخ السياسي العربي تقول أن من يموت هذه الايام سواء في سوريا أو العراق هم أرقام يمكن التوقف عن نشرها عبر وسائل الاعلام والاكتفاء بجنازات شعبية وأكفان تلقى في مقابر جماعية ، وتضيع ارقام قتلى العراق اليوم بين لغة خطاب الحرب العالمية التي تقودها دول لاجغرافيا لها في الشرق الأوسط وشعوبها تتمتع بحياة رفاهية ويخرجون من بيوتهم للملاهي ويتناولون طعامهم من خلف نوافذ زجاجية كبيرة تطل على اشجار خضراء وسماء زرقاء خالية من رائحة الموت .
ونهاية الموقف أن مافيات ' النفط والعسكر ' هي التي تقود معارك الحروب الأهلية كما كانت تقود مافيات الألماس حروب أفريقيا خلال العقود الماضية ، والنتيجة قتلى سوريا يختلفون عن قتلى العراق ويختلفون عن قتلى اليمن وقتلى مصر ولنرحب بشرقنا الأوسط الجديد وبالنسخة الأفريقية وعلينا أن لاننسى أن هناك حقيقة ثابته تتشابه بين شرقنا الأوسطي وافريقيا وهي وجود دولة فصل عنصري تحرك أدوات اللعبة الشرق أفريقية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات