الخطاب الكارثي


استمعنا من خلف النظارة السوداء إلى خطاب ديكتاتوري كارثي يحمل تهديدًا واضحًا للسلم الاجتماعي، وتصديرًا لشؤم الانقلاب العسكري إلى الشارع المصري، وطلب تفويضًا بالقتل، مستشهدًا بقول الله تعالى: (قَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ).

لقد رزح الشعب المصري ثلاثة وثلاثون عاماً في حالات من الفساد المالي السياسي والاجتماعي الإعلامي فخشي هذا الرويبضة على أن يتبدل الشعب المصري من حالة الظلام والتبعية إلى النور ووحدة الصف وتقرير المصير فسعى في الأرض خراباً وظلماً وجوراً وتقتيلاً.

إن فقدان الشرعية يطارد قائد الانقلاب العسكري وينتهي به إلى تكريس قانون الفوضى الكاملة بعد الإطاحة بطريق الانتخابات والانضباط الديمقراطي.

فعندما وجهت الجيوش العربية أسلحتها لصدور أبنائها في بأومر من قادتها في مِصر وغيرها من الدول لخدمة الأنظمة العميلة لصهيونية العالمية ونسيت دورها الأساسي المنوط بها ..، وارتكبت العديد من المجازر الوحشية في قتل أبنائها واعتقال الأحرار المطالبين بالحرية والخلاص من التبعية التي من شئنها ترسيخ مزيداً من الذل والخنوع ضريبة للعمالة والصهيونية و للأمريكان و كلاب البترودولار ..في هذا الزمن الرديء الذي أصبح الكذب هو وسيلة لاستمرار الحياة.

يبدوا واضحا وجلياً بأن الجنرال السيسي، لم يدرس سيكولوجية الإنسان المصري هذا الشعب العظيم الذي حفر القناة وحطم خط بارليف وبنى الأهرمات بأنه لن يستكين إلا لله العظيم ، وأن القتل وحرق الجثث، لن تزيد المصريين سوى إصرارا على إسقاط القتلة، والثأر لدماء الذين قضوا في رابعة العدوية والنهضة والحرس الجمهوري ، وغيرها من البؤر الملتهبة، مهما كلفهم الأمر من تضحيات جسيمة بكلمات أخرى فإن مصر لن تعرف الهدوء في قادم الأيام، وستجد الكثيرين ممن يرون ضرورة العمل المسلح، كبديل عن السلمية التي كلفتهم الكثير من الدماء.

إن هذه الأنظمة الفاسدة لديها الكثير من المبررات، التي قد تكون منطقية من وجهة نظرهم، أهمها تحول جيش بلادهم من حارس لحدودها ، إلى آلة قتلٍ لمواطنيها، و مؤيداً لانتهاك اليهود للحدود، في إشارة إلى عملية الجمعة، وقتل طائرة صهيونية بدون طيار، لعدد من المصريين بسيناء، واكتملت الصورة بتنفيذ الجيش للمجازر البشعة، بحق مواطنيه يوم الأربعاء في 14 من شهر آب ، وتوجيه سلاحه إلى صدور العزل، الذين ما خرجوا إلا دفاعا عما يرونه حقا في التظاهر والتعبير السلمي.

لقد تحول الجيش المصري العظيم وللأسف إلى جيش داجن، يعتمد اعتمادا كليا على السلاح الأمريكي، للقيام بقتل أبنائه وأهله فإن المجزرة التي نفذتها قوات الجيش والشرطة في يوم واحد، راح ضحيتها أكثر من 2500 مصري، وهو عدد يفوق 2,222 صهيوني قتلهم الجيش المصري، على مدى أيام في حرب أكتوبر 1973، بل إن حرق المستشفى الميداني في ميدان رابعة، بما فيه من مصابين وجثث، وقيام مدرعات الجيش المملوكة للشعب المصري، بدهس عدد من المتظاهرين في محيط رابعة، والجثث المتفحمة التي ظهرت في ميدان النهضة، هي جرائم لا يرتكبها جيش في حق عدوه، وليس مواطنيه، المنوط به حمايتهم ودفع أي أذى عنهم الأمر الذي دفع بأحد المحللين الصهاينة للقول شامتاً: (ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﻴﺶ عربي ﻳﻘﺘﻞ ﺷﻌﺒﻪ ﺑﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ، فلماذا يلوموننا ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ الفلسطينيين ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ أنفسنا).

وقد قال شارون سابقاً إن صحوة الإسلام الجديدة تزعج الإسرائيليون كثيرا وإن إغلاق المساجد هو أقصر الطرق للقضاء على معارضي اسرائيل وهذا ما يفعله النهج السياسي السوري والمصري فهم أسود على شعوبهم ، وأمام الأمريكان والصهاينة نعامة.

وفي حقيقة الأمر منذ ردحاً طويلاً من الزمن لم تخض الجيوش العربية كاملةً حروباً إلا على شعوبها أو على أشقائها العرب،بل تقوم على اجهاض أية فكرة بسبيل التحرير لأي دولة مهما كان حجمها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات