وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ


فى مصر الآن أجندة وحيدة واضحة، تتم بآلة وحشية مفرطة، تبدأ من السعى نحو «امتلاك الفكر الحُر قصراً» كخطوة تمهيدية لتطبيق المشروع الصهيوني، تلك الأجندة تتقاطع معها مشاهد متفرقة من تطبيق عشوائى للحد، أو نفى للآخر، أو استعراض قوى للتيار الإسلامي بتحطيم المساجد وقتل المصلين، وفى المقابل يشتعل الغضب القبطى ويتصاعد، يخطئ من يتصور أن مصر الإسلامية تجافى الأقباط أو تنتقص من حرية عقيدتهم أو أداء شعائرهم.. إنها - للأسف - تستهدف المسلمين أولا!. و(اللى عنده حساسية من القرآن أو دينه يعلن هذا صراحة) كل الطرق تقود إلى دولة دينية فاشية، يهاجم فيها الأزهر التيارات الإسلامية مقابل رضا السيسي وأذنابه الذين لم يراعوا حرمة مسلم ويقصفون بالطائرات والمجنزرات الشعب الأعزل دون رحمة منهم ولا هوادة.
لا يزال المشهد المصري غامضا و غير مفهوم بشكل كامل, هناك أسئلة كثيرة تطرح و الاجوبة عليها متناقضة.. هل انقلب السيسي على الولايات المتحدة ؟ أم أن الأمر لا يعدو عن كونه تمثيلية سخيفة لا أكثر ؟
التحالف المصري مع الولايات المتحدة قديم و عميق جدا و خصوصا مع الجيش المصري الذي تسلحه و تدربه الولايات المتحدة منذ زمن طويل ولا يمكن فك هذا الارتباط ببساطة أو بقرار فردي من السيسي أو غيره لأن هذا قد يؤدي الى الاطاحة به من قبل الجيش نفسه.
الدعم الاماراتي و السعودي الفوري لاطاحة السيسي بالاخوان المسلمين سياسيا باعلان دعمهم له و اقتصاديا بدعم الاقتصاد المصري ب 5 مليارات دولار, و السؤال هنا :هل يمكن للسعودية تحديدا أن تسير بخيار يخالف توجهات الولايات المتحدة و مصالحها ؟
فما الذي يحدث اذا ؟
النظرية الأقرب الى الواقع في هذا المشهد الضبابي هي تخلي الولايات المتحدة عن مشروع الاخوان المسلمين في المنطقة بعد فشل حركتهم المسلحة في سوريا بعد مساندة الفرس للنظام العلوي و في ادارة شؤون البلاد التي استلموا بها الحكم كمصر و تونس و رفضهم شعبيا.
هذا الفشل دفع الولايات المتحدة للبحث عن مشروع بديل يضمن مصالحها بعد أن تأكدت أن المزاج الشعبي العربي رافض للاخوان كما أن دول الخليج باستثناء قطر تناصبهم العداء, فكان القرار الامريكي بعزل أمير قطر و الضوء الاخضر للسيسي باسقاط مرسي في مصر.
ولكن كان هناك مشكلة تواجه الولايات المتحدة في انعطافتها و تخليها عن مشروع أخونة المنطقة و هي الحليف التركي الاخونجي و أخوان سوريا الذين يحملون السلاح في الداخل السوري, لا يمكن للولايات المتحدة أن تظهر و كأنها قد تخلت عن مشروعهم لأن مصالحها لا زالت مرتبطة بهم في سوريا على الأقل.
هنا تظهر الولايات المتحدة كعادتها بوجهيها الظاهر و المخفي, الظاهر هو عدم دعم الانقلاب العسكري على الاخوان في مصر و رفض العنف و الدعوة الى الحوار.
أما الباطن فهو تنسيق و دعم كامل للإطاحة بمشروع الاخوان الفاشل والذي أصبح عبئا على الولايات المتحدة قد يهدد مصالحها الإستراتيجة في المنطقة.
إن هذه النظرية ستبقى معقولة ما دامت مواقف الولايات المتحدة من السيسي و مواقفه منها محصورة بالتصريحات السياسية و التي لا قيمة حقيقية لها في تغيير المشهد الاستراتيجي للعلاقة بين مصر و الولايات المتحدة.
حين تتحول هذه التصريحات الى مواقف عملية على الارض كإلغاء السيسي لمعاهدة كامب ديفيد أو قطع العلاقات مع اسرائيل, عندها فقط يمكننا أن نقول بأن ما حدث و يحدث في مصر هو ثورة حقيقية.. ثورة على السيد الأمريكي، ولكنها بطبيعة الحال هي ثورة على الدين الإسلامي بل هي ثورة على العالم الإسلامي العربي فإذا تم هذا الأنقلاب فلن تقوم للعرب المسلمين قيامة بعدها ، وسيستمد النظام السوري العلوي القوة بعدها والقضاء على الشعب السوري الشقيق وستفرض على كثير من الدول العربية قوانين الطوارئ والأحكام العرفية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات