قال تعالى:
يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ
أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ
إنها آيــــة كريمة ... ووصيَّة عظيمة .. من وصايا "لقمان" لإبنه وهو يعظه
ربما تكتب بماء الذهب ...! كيف لا ....! وهي من كلام ربَّنا ....على لسان
"لقمان " نبينا .... لإبنه .... ومن بعده لنــــــــــــــــــــــــــــــــــا ......!!!!

نعم .. إنها موجهَّه لإبن ذاك النبي ...ولبني الإنسان على مرَّ الدهور والأزمان
فيها من الدروس والحِكم ، والعِبر والعِظات ، ما يجعل المرء دائم المراقبة لله
في كل صغيرة وكبيرة في حياته ....
فأيامنا معدودة ... وأرزاقنا مقسومة ، وأعمالنا مكتوبة .... حتَّى ذاك الذي وصفه
ربنَّا عز وجَّل " بأنه مثقال حبَّة من خردل " .....! أو حتَّى بذاك " الشِق من التمرة "
الذي ربما يزحزح عن النار ..... ويدخل الجنَّة .......!
يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُواحَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا
أين نحن من " مثقال حبة من خردل " .... ؟! مما نراه اليوم ....
من أخطاء صريحة ، وآثام عريضة ... ومجاهرة بالكفر ، والمعصية ربما
بلغت حدَّ الفضيحه ....! أتسائل ...... !! هل غابت عنا تلك النصيحة .؟!

فيا مَّن ظلمتم ، وللأعراض إنتهكتم ، ولشعوبكم أذللتم، ولثروات بلادكم
نهبتم ...... وللحقوق أضعتم ، وللحقائق زورَّتم .... " وللأسعار رفعتم ...! "
ألن تحاسبوا على ما إقترفتم ....؟!!!!!!!!!!!!
أطمئنكم ... وأبشَّركم ... !!!! بأنكم واقعون تحت قوله تعالى { وَأُمْلِي لَهُمْ ...
إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } ..
وسأزيدكم من الشِعر بيتٌ " صغير ".....! والله سنحاسب وتحاسبون
عن العظيم ..... وعن الحقير ..... حتى عن " صوت الصفيــــر "

وأختم ..... والعين تدمع ، والقلب يخشع ، والكيان يخضع ، أين أنتم
من ذاك اليوم " يوم القيامة " حين ( موازين القِسط ) للخلق توضع ...؟!!

لنضع وإياكم تلك النصيحة لنبينا " لقمان " ...لإبنه وهويعظه ...... بكل
مدخلات ...ومخرجات حياتنا ، لتتضَّح لنا الخطى ، وتنار لنا الطريق ...
ويصلح الراعي والرعية ...... وتَسعد البشرية .....