حوار على باب جهنم


أنا المهندس ... نعم أنا مهندس صفقة بيع الميناء فقد عملت عليها لسنوات، وما نابني منها غير السمعة العاطلة، وأراها قد سجلت في ميزان سيئآتي، أيعجبك هذا يا فاسد؟

فاسد: أنت كنت تتلذذ في البحث عما يسعدني، فقد بدأت العملية بخصخصة ميناء الحاويات على الرغم من أنه كان شغّال عال العال تحت الإدارة الحكومية، ولكنك وصلت الليل بالنهار حتى أكملت الصفقة، صحيح أنهم حولوا لحسابي أكمن مليون، ولكن الحق عليك يا بشمهندس. أنت العوج راكبك، هذه شغلة جينات صدقني ... أبوك كان مثلك.

طيب، ما قولك بتوريطي في بيع أراضي شاطئية في العقبة بأبخس الأسعار، أكيد ما نسيت أنك أعطيتهم إسمي ورقمي حتى يتواصلوا معي، وبعد التعب والمفاصلة، إتفقنا على إعلان سعر المتر المربع بأرخص من كيلو اللحم الروماني، والباقي أنت عارف وين راح، ولا بتنكر؟

فاسد: ولك طول عمرك طنط، ما أنت كنت تركض مع كل بيعه وتبشرني... سيدي، سيدي Done as Needed أجري اللازم وعمولتك صارت بالحساب، ولك في واحد يبيع ميناء البلاد؟

ما هي الأراضي اللي قبله واللي بعدة بعناها، وظل الميناء واقف بحلقنا مثل الحسكة، قلت أريحك منه.

فاسد: يا أهبل ، شكلك أخرجت الحسكة من حلقي وحطيتها بقفاي، وصار الرايح والجاي بيفهم بالسفن والأرصفة.

لا تقولي المبلغ اللي وصلك ما سد أكمن فاتورة، هذه هي الدنيا ... الجمّال بيعلي باب داره.

فاسد: شو داره ما داره، ما إحنا بدار الآخرة وخربت بيتنا يا بشمهندس.

بعد كل هالعز والنغنغة بتلومني أنا، أنا .... أنا المهندس اللي خليت الرئيس يوقع على ورق أبيض وشلحناهم 37% من أسهم الفوسفات بسعر (4) دولارات للسهم وصار سعره (12) دولار وصرت لاهف حوالي 500 مليون دولار أرباح، بالمناسبة: شو العملة هون بالنار؟

فاسد: عيب عليك، حتى على باب النار بتبحث عن السمسرة، أسكت للشياطين يسمعوك ويتعلموا منك.

على سيرة السمع والإتصالات، شكلك نسيت كم لهفت من سويرس ... يا راجل بعناه الرخصة بأربعة مليون باعها بعد أربع سنوات باربعمائة مليون، والله أبليس ما بقدر على هالبيعة 4 في 4 في الرياضيات تساوي 16 وعندي تساوي 400.

فاسد: صحيح انك مهندس، ولكن غيرك كان أشطر ... آه على الليالي الملاح، بالك بحاسبوا عليها هون ولا فقط فساد مالي.
آه صحيح، هذاك هم واقفين عالدور وكمان اللي ما خلوا (سمّونه) في محرك إلا وسمسروا عليها.

فاسد: صحيح إنك أهبل، كنت بدك مني ادخلك على طابق قطع الغيار حتى تخرب بيتي، هذه أشياء ما بيعرف فيها الناس ومكسبها ذهب، ومش مثل الميناء مكشوفة، وحظي أغبر أنه كان الميناء الوحيد عندنا، عشان هيك إنكشفنا ... كله بسببك، شاطر بالأراضي.

فعلاً اللي إستحوا ماتو ... ولك في واحد بيصرف فلوس صندوق الأجيال؟ ولك هذا مال أيتام.

فاسد: قصدك فلوس التحول الاقتصادي، صحيح إنت ما طالك من الحب جانب، ولكن هذه أموك كبيرة عليك وإلها ناسها.

قصدك كبيرة قد فئران شحنات القمح اللي دخلتها على الأردن وراحت فيتامينات مجانية في بطون الناس.

فاسد: أسكت عاد، جاء دورنا.

هذا الحوار الإفتراضي بين فاسدين قصد منه التذكير بعاقبة المعصية ومُبرر بالنص القرآني الوارد في سورة غافر، الآية (47) حيث يقول العزيز الحكيم (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات