من الذي أخر قيام ربيع إسرائيلي (النتائج الوردية) أثناء الربيع العربي !


يقول الساسة , وقولهم يحتاج إلى بعض علامات الترقيم : أن جميع الدول العربية دون استثناء شهدت وما زالت تشهد حركات احتجاجية سميت بـ (الربيع العربي) سواء كانت متواصلة أو متقطعة , وان قوة هذه الحركات الاحتجاجية تباينت وأختلف من دولة إلى أخرى , تقوى هنا وتضعف هناك , ويتابع الساسة قولهم , انه قد سبق هذه الحركات الاحتجاجية , حركات احتجاجية حدثت في إيران بعد انتخابات 2009 الرئاسية , نعم إيران كانت لديها ثورتها الخاصة التي حدثت في 2009 بعد انتخابات الرئاسة , سميت هناك بـ (الثورة الخضراء) ، نسبة إلى الحركة الخضراء عندهم ، والتي شهدت معارك في الشوارع وصدامات دامية على مدار أيام حتى قمعت ، ووضعت قيود على رموز المعارضة وقياداتها هناك ، في إيران استخدمت أساليب ووسائل الفيس بوك والتويتر في التواصل ، وكان قوامها الشباب التواقين إلى الحرية والديمقراطية ، ولجأت السلطات وقتها إلى قطع وسائل الاتصال هذه على الإنترنت وحجب المواقع ، لكن الثورة الخضراء لم تنجح هناك وقمعت بسبب السطوة الدينية والأيديولوجية وتركيبة الحرس الثوري .

وكما يقال : كذب المنجمون ولو صدقوا , نقول أيضا : صدق الساسة ولو كذبوا , حيث شبّه هؤلاء الساسة أن هذه الحركات الاحتجاجية شبهوها بأفعى سامة تتلوى بين إيران والدول العربية وإسرائيل , فقد بدأت بإيران , وتمر حاليا بالدول العربية , وستستقر هذه الحركات الاحتجاجية أخر المطاف في دولة إسرائيل , تحت اسم (النتائج الوردية) .

والسؤال الملتوي هنا هو : من الذي أخر قيام ربيع إسرائيلي (النتائج الوردية) أثناء الربيع العربي ؟
الجواب أولا عند منظمو الحركات الاحتجاجية في الدول العربية , وعند قادة فتح وألوية حماس ثانيا , إن قيام ربيع إسرائيلي(النتائج الوردية) محتوم بتوقف الحركات الاحتجاجية في الدول العربية , وبنهاية الخلافات بين حركتي حماس وفتح , ويتوقع الساسة المعتدلون أن الربيع الإسرائيلي القادم سيفرز ثقافة إسرائيلية جديدة تكون اقل تطرفا من الثقافات السابقة , وأكثر فهما للتعايش مع الجيران , وان سلاح الحوار الايجابي أقوى بكثير من أي سلاح فتاك آخر , نعم الربيع الإسرائيلي القادم سيفرز ثقافة إسرائيلية جديدة معتدلة بشكل خاص , وثقافة عامة لشعوب المنطقة كافة بشكل عام , ثقافة كما دعت إليها رسالة عمان الخالدة عام 2004 , حيث قدمت هذه الرسالة الهاشمية الصادقة للمجتمع الإنساني ثقافة ناصعة الصورة في العدل والاعتدال والتسامح وقبول الآخر ورفض التعصب والانغلاق .

إن العدل والاعتدال والتسامح وقبول الآخر ورفض التعصب والانغلاق , مطلب (الربيع العربي) في العالم العربي بائس الوجه من شدة القهر , ومطلب (الثورة الخضراء) في إيران الشغوف المتلهفة لنتائج الأحداث , ومطلب (النتائج الوردية) في إسرائيل مكسورة النوم من سنوات طوال .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات