سياسات التعليم العالي تطيح بأحلام الفقراء والمبدعين ..


استكمالا لنهج التهميش والظلم والجور الواقع على أبناء الوطن على مختلف الصعد ، شاركت وزارة التعليم العالي هي الأخرى بممارسة سياسة ظلم وتهميش وإقصاء لا أخلاقية ولا شرعية في بلد يدعي كذبا وبهتانا أنه من أوائل الدول في التعليم الجامعي ،سياسة أضرت بأبناء الوطن الحاصلين على شهادة الثانوية ألعامه ومن المتفوقين دراسيا حين تتخذ كل عام إجراءات وسياسات جديدة تحد من إقبال الطلبة على الدراسة الجامعية وحصرها فقط بأبناء الطبقة الغنية والمقتدرين وأبناء الذوات ممن يستطيعون توفير مستلزمات الدراسة سواء على حسابهم الشخصي او عبر أبواب مؤسسات الدولة " المكيفة " على بعض الأسر والعائلات المقربة من القصر !!

لا يمكن لدولة في العالم أن تضع سياسات تعليمية تحرم أبناء الوطن من مواصلة دراساتهم العليا حين تمارس سياسة التجهيل والظلم على طلبتها حتى المتفوقين منهم وتضع شروطا تتعدى حصول الطالب على معدل لا يقل عن 99 % لدراسة الطب ، باعتبار أن ما يزيد على ضعف وضعفيّ وأربعة أضعاف المقاعد(حسب الجامعات ) قد خصصت للتعليم الموازي الذي يقتضي دفع أكثر 8 ألاف دينار سنوي !! مما يحرم الغالبية الفقيرة من الالتحاق بالتعليم الموازي من جهة بسبب قلة الحيلة وارتفاع المعدل التنافسي وليس الموازي !

كيف لدولة تفرض مقياسين مختلفين في تعاملها مع أبناء الوطن في مستوى التعليم العالي ، ولو اقتصر التعليم الموازي على نسبة محددة من المقاعد لا يتعدى ال 20 % وعلى الطلبة الوافدين لاعتبرنا أنها سياسة دعم الجامعات ، وهذا يحدث في دولا كثيرة تمارس نفس السياسة دعما لمدخولات الجامعات التي تعاني من أزمات مالية ، أما إن تنحصر منافسات الطلبة ليس في تخصص الطب وحده بل وفي غالبية التخصصات العلمية والإدارية بين أبناء الذوات والأسر الغنية ، ويحرم منها الفقراء و المتفوقين منهم خاصة ، فتلك مخالفة شرعية و"أخلاقية " وقانونية تعارض مواد الدستور الذي يتحدث عن المساواة ،!! فأي مساواة تلك بحرمان طالب حاصل على معدل 98 من دراسة الطب بسبب قلة المقاعد وعدم توفر الإمكانات لتعليم مواز ،فيما يحصل طالب معدله 85 على نفس المقعد على نظام التعليم الموازي لأنه يملك المال ! وقد يكون معدله هذا جراء بعض ما حصل عليه من أدوات مساعده في الغش لاتتوفر للبعض !

إن زيادة عدد المقاعد الجامعية التي حولت للتعليم الموازي بقرار " عُرفي " على حساب حصص الجامعات من المقاعد النظامية إلى مستوى أربعة او ثلاثة اضعاف من شانه رفع معدل القبول لغالبية التخصصات ، وحرمان أبناء الطبقات المتوسطة والفقيرة من مواصلة الدراسة، او الاكتفاء بتخصصات لا تتوافق وسوق العمل يجري توفيرها في جامعات بعيده والتي تحد كثيرا من التحاق الطلبة بها وخاصة الطالبات اللواتي قد يوقفن أحلامهن بسبب تلك السياسات لافتقارهن لمتطلبات السكن والنفقات والدراسة والتنقلات !!

كان على الجامعات والتعليم العالي زيادة عدد المقاعد الجامعية كل عام بنسب تقارب تزايد أعداد الطلبة الخريجين ، فمعدل الطلبة الملتحقين في الجامعات لا يمثل ربع الطلبة الحاصلين على الثانوية ألعامه منذ ان تأسست الكثير من الجامعات ، وبالتالي حرمان البقية من الحصول على مقعد دراسي ، يتمكن الغني فقط من مواصلة دراسته على حساب التعليم الموازي او الجامعات الخاصة او السفر الى الخارج لإكمال دراسته ، فيما يقبع الفقير مكسورا مخذولا من نظام سياسي يضاعف من اتساع الشرخ الحاصل والثقة بينه وبين "نظام سياسي"فشل في تلبية احتياجات ابنائه على مستوى تعليم عالي يحصل عليها طالب في رواندا او أوغندا حيث يأكل البشر لحوم البشر !!



تعليقات القراء

هف هف
اما بالنسبة للتمييز بين الطلاب في وجود مقاعد فهذا ما لا اخالفك عليه فلقد جاوزوا دوري في الترفيع وانا موظف ولن تصدق انني كنت مخلصا في عملي--وبعدها دخل ابني الجامعة بمقعد فهل رحموني في الترفيع حتى ارحم غيري؟ان--ثم لماذا تريدهم ان يتساهلوا في الطب ويخفضون المعدل اتريد لكل الناس ان يكونوا اطباءاؤيد الغاءالمقاعد والمساواة بين الطلاب ثم تخفيض قسط الموازي لغبر المقتدرين واطلب من اهل الخير مساعدة الطالب الفقيروانا نفسي مددت يد المساعة لطلاب جامعة غير مقتدرين ومثلي كثير
09-08-2013 01:52 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات