لا بُدّ من عكّا .. ولكنْ لا بُدّ من عكّة


تراني في جمهور الربيع العربي .. تراني في تونس في مصر وليبيا .. تراني في اليمن والبحرين .. تراني في العراق وسوريا .. تراني في فلسطين وفي الأردن .. تراني في حراك ذيبان وبني حميدة وفي حراك ائتلاف العشائر .. تراني في جرش وساكب في معان والطفيلة والكرك .. في أربد وخرجا وكتم والهاشمية .. تراني في أم العمد ومادبا .. تراني في السلط عين البلقاء .

ترى هشام الحيصة وباسم الروابدة وثابت عساف وطارق خضر في المعتقل وفي المحكمة العسكرية .. ترى شباب التيار السلفي وقادتهم في المعتقل .. ترى مرسي وهشام وسعد الحنيطي في المعتقل والسجّان واحد .. تراني في سلحوب وفي ساحة النخيل وعلى دوار الداخلية وفي حي الطفايلة وعلى الدوار الثامن .. شهدنا المشاهد السلمية كلها وإن كانت لا تخلو من الخطر .. قتلاً مرة ومرةً قلع عيون وأخرى فشخةً بالرأس من بلطجية النظام .. ترانا نقارع النظام بحناجرنا وسلميتنا التي هي السلاح الأقوى .

أنا في الأردن وفي كل مكان مع جمهور الربيع العربي .. لكنّ المسجد الأقصى في قلبي وعيني على عكّا .

لا يظنن نتنياهو أن توقيعاً من عباس سينفعه .

لا يظنن نتنياهو أننا مشغولون عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .

لا يظنن مجهولو النسب – اللقطاء أبناء اللقطاء – الغزاة الأوروبيون " الحمران " ليس فيهم عبراني واحد .. أننا مشغولون عن بيوتنا وحواكيرنا وبساتيننا في حيفا ويافا وعكا.

أما والله قد أقترب الموعد .. فجهّز لنفسك أيها النتنياهو عبارةً تودع بها فلسطين فتقول :" وداعاً يا فلسطين .. وداعاً لا لقاء بعده" .. كما قال من هو أقوى وأعتى منك "هرقل" الذي أحتل الشام كله .

دعا هرقل أبا سفيان القادم إلى دمشق في رحلة الصيف مع نفرٍ من قومه وسألهم عن هذا الذي ظهر فيهم يزعم أنه نبيّ ..

وبعد الإستيضاح قال هرقل إن كان ما تقوله حقاً .. يوشك أن يملك موضع قدمي هاتين .

لم يمضِ أكثر من خمسة عشر عاماً على هذه العبارة الشهيرة حتى جاءت أختها الأشهر منها على لسان هرقل نفسه حيث قال :"وداعاُ يا سوريا .. وداعاً لا لقاء بعده " .. وانساح في بلاد الشام ركب العدل والتوحيد .. وعاشت عكا أجمل ايامها يغسل البحر الأبيض قدميها على الدوام ترفل بثياب العز والعدل والتوحيد إلى أن غزاها الصليبيون بقيادة نابليون يريد أن يعكر صفو ماءها لكن أحمد باشا الجزار وإخوانه المجاهدين من كل النواحي قهروا هذا الغازي عنها بفضل الله عز وجل ورحمته إلى أن تكالبت كل أوروبا الإستعمارية.

-ناهبة خيرات كل شعوب الأرض ومستعبدتها – فجاؤا باخس خلق الله وأرذل مخلوقاته حثالة شعوب أوروبا "الحمران" لا يعرف لهم نسب .. ليس فيهم عبراني واحد وأجرت لهم عملية اليهودة وزودتهم بأحدث الأسلحة .. ليس حباً في اليهودية فهي أقل الديانات أتباعاً بسبب تحريفها وخزعبلاتها .. وإنما لتكون موطئ قدم متقدم للصليبيين لمتع نهضة الإسلام وأهله .. هذا الدين العظيم الذي تعتبره أوروبا عدوها الأول وأنضمت إليها أمريكا في بداية القرن الماضي لتتصدر المشهد العدواني على الأمة الإسلامية وديارها وثرواتها .

دأب الغرب الاستعماري طوال القرن الماضي على صناعة أنظمة دكتاتورية عربية تابعةً وخاضعة له وخاصةً المحيطة بفلسطين المحتلة ليضمن استقرار المحيط الذي تتوسطه صنيعته مقابل الحفاظ على عروشهم .

هذا الاستقرار أدى فعلاُ إلى توفير الأمن للغزاة الصهاينة في فلسطين وساعدهم على التوسع والاستيطان وصاروا قوةً تهدد كل شعوب الوطن العربي تضرب حيث تشاء متى تشاء وتغتال من تشاء مع الاستمرار في تهجير من تبقى في فلسطين من أهلها إلى الأردن في ما يسمى "التهجير الناعم".

لكل هذا وإدراكنا التام له وكما قالت العرب لا بد من صنعا .. وإن طال السفر ، أقول :" لا بُدّ من عكّا" .. وبما أن المسجد الأقصى دونها فهو تحصيل حاصل .. لا بُدّ من عكّا ولكن لا بُدّ من عكّة .

إن استقرار المنطقة المحيطة بفلسطين المحتلة هو أحد أسباب إطالة عمر هذا الكيان الغاصب .. لأن الأنظمة العربية اسماً الصهيونية حقاً تمنع كل من تسول له نفسه التفكير بالانطلاق بسلاحه باتجاه فلسطين .. تمنعه وتقتله .. نعم ترميه بالرصاص عن بعد في حين يسمحون بدخول مقاتلين وأسلحة بين أقطارهم العربية كلٌ ضد الآخر .. سبحان الله .

إن هذا الاستقرار الذي هو مصلحة إسرائيلية .. شاء الله تعالى له أن يُضربْ " عكّة " ابتداءً بالربيع العربي السلمي في بعض الأقطار وغير السلمي في أقطار أخرى وهاهي "العكة" تشمل كل الأقطار المحيطة بفلسطين المحتلة .

من حكمة الله تعالى أن تحدث هذه "العكّة" على يد هذه الأنظمة المستبدة الفاسدة نفسها .. ويبدو أن الله تبارك وتعالى قد استجاب لدعاء الشعوب المظلومة القائل :" اللهم اجعل تدميرهم في تدبيرهم ".. فمثلاً في الأردن هاهم بلطجية النظام يعتدون على المتظاهرين السلميين طوال العامين الماضيين تحت سمع وبصر قوات النظام ولم يعتقل بلطجي واحد أو يحاسب أو يسأل .. وهاهو النظام يعتقل بين الحين والآخر الشباب الأحرار المطالبين بالحرية والعدالة والكرامة وآخر وجبة اعتقال طال أمدها ضمت هشام الحيصة ورفاقه لم يرقبوا فيهم حرمة الشهر الفضيل ولا دعوات أمهاتهم على النظام في الصيام والقيام وتحاصرهم هذه الدعوات فأين يذهبون ؟! .

وهاهو النظام يغلق قناة اليرموك ويحجب المواقع الإخبارية لمجرد طرحها الرأي والرأي الآخر .

وهاهو النظام يستجيب لتنفيذ مخطط وضع بالخارج لضرب المشاركين في الربيع العربي وفي مقدمتهم الإخوان المسلمين.

إن هذه الأنظمة المستبدة الفاسدة الغبية هي التي فتحت باب "العكّة" الشديدة في الأقطار المحيطة من كل جانب بفلسطين المحتلة مما جعل الغزاة الصهاينة يشعرون بأن الملايين الشعبية يمكن أن تزحف وفي أية لحظة وربما مشياً على الأقدام إلى المسجد الأقصى وحيفا ويافا وعكا وكل السهل الساحلي الفلسطيني وتتحقق العودة الحميدة لأهل فلسطين كلٌ إلى بيته وحوشه وبستانه .. نعم .. "لا بُدّ من عكا .. ولكن لا بُدّ من عكّة "



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات