من يوحد الامة ؟!


الشعوب العربية اليوم في كل مصر من امصارها تصحو تتململ تنفض عنها غبار النوم والذل تتلمس طريق الحرية كالطفل بداية مشيه فتكبو تارة وتقوم اخرى لتنهض في النهاية وتنال الحرية وتصبو وتنشد الى الوحدة العربية الشاملة ليكون للامة ارادتها وسيادتها ودورها الحضاري بين الامم، فالامة تملك العقول والخبرات والخيرات فخيرات الامة ومقدراتها ممنوعة عنها ومنهوبة منها، والخبرات هائمة ضائعة، والعقول هاربة مطاردة مشردة في ارجاء المعمورة، فمن سيوحد الامة بعد ان تنال الشعوب حريتها وتمتلك ارادتها كاملة غير منقوصة؟

هل القومية العربية ستوحد الامة ؟ وهل الناصرية ستوحد الامة ؟ وهل البعثية ستوحد الامة وهل اليسار اوالشيوعية او الراسمالية او العلمنة او الدمقرطة او التشيع والطائفية ستوحد الامة ؟ لقد جربت الامة معظم ما سبق من ايدولوجيات او ترهات وما جلب لها الا الفتن والمهلكات وما زادها الا الشقاق والنفاق وسؤ الاخلاق ولن اتطرق الى امثلة او براهين فالتاريخ شاهد والبراهين ماثلة للعيان لا تخفى على احد ممن عنده نظر او فكر وبصيرة ولكم تطرقت لها في مقالات سابقات.

لقد كان العرب قبل الجاهلية قبائل متناحرة اوعملاء كالمناذرة في الحيرة للفرس وكالغساسنة في الشام للروم مثلما هم اليوم يتناحرون على العمالة بين الروس والامريكان، ولم يكن للعرب في الجاهلية كلمة وارادة او وحدة بين الامم الى ان جاء الاسلام فنقلهم نقلة نوعية خلال 23 سنة مكثها محمد بن عبدالله -صلوات الله وسلامه عليه- بينهم رسولا من رب العالمين لتصبح امة حرة ذات ارادة وسيادة تحمل رسالة الحرية والتوحيد والوحدة والعدل والسلام وتكون امة وسطا ذات حضارة عظيمة اهم اركانها العدل والرحمة والتسامح والشورى وحرية الاختيار فلا اكراه في الدين ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وما ربك بظلام للعبيد فكانت حضارة الاسلام حضارة عالمية شاملة متكاملة تحتضن كل الشعوب في عدلها ومساواتها وتسامحها ورحمتها.

ان صلاح اخر الامة الا بما صلح به اولها وليس هناك من يوحدها غير الاسلام عقيدة واخلاقا ومنهج حياة اما ما يهرف به البعض من ايدولوجيات وترهات سبق ذكرها فلن يزيد الامة الا تيها وضياعا وفتنة وهلاكا وكما قال فاروق الامة (نحن قوم اعزنا الله بالاسلام وان ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله).

ان الشعوب العربية تتحرر اليوم ففي كل مصر من امصارها نرى الشعوب تخرج الى الميادين تريد عقيدتها واسلامها الذي لم يحكمها منذ سقوط الخلافة الاسلامية فتفرقت وتشرذمت من بعده فاصبحت شيعا فشقيت واصابتها الفتن والضنك والذل والهوان فهاهي الحركة الاسلامية في كل قطر تتقدم المشهد مع ما يعتريه من مطبات ومكايد من اعداء الامة واذنابهم في الداخل والخارج الذين يزودونهم بالخطط المعدة و يمولونهم بالمال والسلاح والاعلام لينفذها لهم هؤلاء الاذناب كي يؤخروا تقدم ونهضة ركب الامة وقافلتها ولكن القافلة تسير بارادة الشعوب والتي سترد كيد الاعداء واذنابهم الى نحورهم ،وهذه الاقطار التي تتحرر يوما بعد يوم ستتوحد باذن الله لان الحركة الاسلامية في كل قطر من اقطارها هذا هو همها وديدنها وهو وحدة الامة وسيادتها واستاذيتها بين الامم .

ليس هناك من ادنى شك بل هو اليقين التام انه لن يصلح اخر الامة الا بما صلح به اوله وان طريق الوحدة ات وهو طريق التوحيد طريق الاسلام لاغير، ففيه العز والنصر ووحدة الاوطان والسيادة في الاكوان وبغيره الذل والهوان والتفرق والخسران ومن قال غير ذلك فهو واهم جاهل او منافق متخاذل او عميل دخيل داخل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات