كم أنا في سعادة غامرة عندما أتحدث عن رجل له في القلب مكانة .. وفي كثير من الميادين سبق .. وفي مجالات الخير حضور .. ما عرف عنه إلا الأمانة والإخلاص.. صاحب خلق جم .. لا ينطق ثغره إلا عن كل جميل من القول .. ولا يصدر عنه إلا كل أصيل من الفعل… إنه أنموذج راقٍ وفريد للقائد المثالي والمواطن الأصيل … صاحب عشق وهوى لأردننا الغالي انه ابن هذا النسيج الاجتماعي المتآلف والمتعاضد .. نشمي من ثرى الأردن الطيب الطاهر .. فكم هو جميل الشعور بالرضا عن النفس عندما تعطي لصاحب الحق حقه ..فتأتي الألفاظ صادقة والعبارات موحية .. تنبع من القلب لتصل إلى القلب لتعبر عن الإعزاز والإعجاب بشخصية فذة كشخصية الدكتور عبد الكريم اليماني .

عرفته منذ كنا طلاب علم في بغداد فكان مثالا في عطائه.. محباً لكل من عرفه .. تربى على عشق الوطن .. حرص على حمل هذا الوطن بين عينيه .. رجل باسل مقدام أعطى وضحى وفاءً لمبادئه وقيمه الإنسانية .. وقف في سبيل نصرة الحق .. تربى وترعرع في كنف عائلة صاحبه مسيرة عطرة في الذود عن حياض الوطن .. سمعتها كرائحة الزهر ..وشذى الورد ..وعبير الفل ..وعطر الياسمين.. لها تاريخها في الإخلاص للوطن والدين .. ضحت وناضلت مع الشرفاء من اجل قضية العرب الأولى .. فساهمت في التصدي للعدو الصهيوني الغاشم .. فكان لها شرف تقديم أول شهيد أردني على ثرى فلسطين لقناعتها التامة بعدالة قضيتها .

الدكتور عبد الكريم اليماني .. الصديق .. لا يتحدث إلا بأدب ليجبرك على احترامه وينصت جيداً ليس بسمعه فقط بل بقلبه أيضاً .. حواره مريح وشيق .. أنه من النماذج الفريدة للرجال .. التي تترجم الأخلاق العالية والمعاني السامية سلوكاً حياً وواقعاً ملموساً .. إنه عنوان العمل والاستقامة وهو أهل لأن يحمل أمانة المسؤولية.. يستحق الاحترام .. أنه رجل العمل والفعل والإخلاص .. يدخل إلى القلب لصدقه وأمانته وتواضعه وإخلاصه واحترامه .

أبا ياسر .. دوماً مثالاً للقائد التربوي المثالي الذي يعمل بكل جد واجتهاد وحرص وعزيمة صادقة وهمة وثابة.. في كل المواقع الوظيفية التي شغلها إلى أن وصل مديرا لتربية قصبة عمان ..تربوي من الطراز الأول .. له الفضل في إعداد قيادات تربوية واعدة .. فهو مدرب دولي للقيادة على مستوى الوطن العربي .. يمتاز بأسلوب تدريبي احترافي قل نظيره .

وأخيراً .. ما حديثي عن الدكتور أبا ياسر إلا شهادة حق ومقالة صدق في رجل مخلص من رجالات الوطن حملت أخلاقه السماحة والطيبة ما يدل على عميق شعوره الإنساني بالمسؤولية .. يستحق أن يكون في أعلى المراتب وارفعها .

إننا مهما كتبنا عن الدكتور (أبا ياسر) فلن يكون ذلك إلا قطرة من سيل أخلاقه الكريمة ومواقفه الإنسانية الرائعة لأننا بصدق حين نلتقيه نشعر في حديثه ببر الأمان ونخرج من كنفه وقد انشرح صدرنا بلقائه فلا نجد منه إلا بسمة صافية وخلق رفيع وأدب وتواضع وسعة صدر لا يتوفر إلا في القليل ..

طريقك ميسرة بالخير صديقي الغالي .. واعذرني فلم أشأ أن اكتب فيك وأنت قائدي ومسؤولي التربوي .. كي لا تحسب كتاباتي فيك نوعاً من النفاق اجتماعي لكني أبيت إلا الكتابة بعد أن غادرتنا تاركا وراءك كل هذا الحب .. وجيشاً من المحبين .. فكل التقدير لك صديقنا الغالي .. وأطال الله في عمرك وأبقاك قائداً وصديقا وفيا مخلصا لكل من عرفك
مع تحياتي