بطريقة الفرح لي راي


صبيحة يوم عيد الفطر المبارك لعام 1993 تفاجاءنا باطلاق نيران كثيف عنيف في جميع انحاء سراييفوا-عاصمة البوسنة والهرسك حيث كنت قائد لقوة حفظ سلام واجبها حفظ الامن والسلام في الجزء الشمالي من المدينة الامر الذي استدعانا للاستنفار ظانين ان هناك خرق لوقف اطلاق النار من اي من الطرفيين المتنازعين وبقينا لمدة نصف ساعة بحالة استنفار واستفسار حتى جاءنا الخبر اليقين بان مراسم الاحتفال بعيد الفطر عند المسلمين البوسنيين تبداء باطلاق النيران الكثيفة عقب صلاة العيد مباشرة كتقليد وعرف اعتاد عليه البوسنيين عبر العديد من الاجيال المتعاقبة. وان حالة الحرب لم تمنعهم من ممارسة طقوسهم المتوارثة من الاباء والاجداد.

استذكرت ذلك الموقف وانا اشاهد بالامس من منزلي المشرف سماء عمان وقد امتلاءت بالانوار المزركشة والملونة جراء اطلاق الالعاب النارية , وضجت ايضا باصوات العيارات النارية الشديدة والكثيفة المرافقة لاصوات انفجار الالعاب النارية. متزامنا ذلك مع فرحتنا بنجاح ابني عبدالله ورغبتي بعدم اطلاق العاب نارية او عيارات نارية مقابلا لرغبة ابنائي واخواني واقاربي وجيراني بضرورة اشهار الفرح واالتعبير عنه على طريقة الاردنيين الاوهي الطخ والطبخ. فكان لهم مارادو واقنعوني بذلك ليجروني لمشاركتهم الافراح بطريقتهم.

ليبرز لدي التساؤل الاعم والاشمل هل هذه الطريقة مجدية وكم هي مكلفة وهل لها فوائد ليشيط بي التفكير بشباب الامة والقدس المغتصبة وفلسطين المحتلة وهل يستطيعون هؤلاء الشباب ان يستخدمون السلاح وكيف ومتى واين. لاجد المبرر بان النجاح هو فرصة لاختبار الشباب والسلاح وحث من لايوجد عنده سلاح على اقتناءه لتمارس العادة والتقليد على انها من باب الاعداد والعدة " واعدوا لهم ماستطعتم ---" وتكون النية لها مع مراعاة عدم الاضرار بالاخرين ولنتصور انفسنا بايام نتائج التوجيهي وتخريج الجامعات اننا نتدرب على صيانة و استخدام السلاح لنتقنه حتى لانؤذي الاخرين وان كلنا مسؤولون عن مابايدينا من سلاح وممتلكات واموال ننوي بها خيرا لله تعالى |, فلتكن النية من استخدام السلاح لوجه الله صيانة وتدريبا للاولاد والشباب حتى لانغفل عن السلاح الذي به ننتصر وبدونه ننحسر ونعمل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : علموا بنائكم الرماية والسباحة وركوب الخيل. وكلنا يعرف ان لامجال لتدريبهم غير مناسبات النجاح والافراح---دربوهم علموهم استغلوا هذه المناسبات بغيرها لاتستطيعون--هذا رايي اريد به وجه الله , والله من وراء القصد



تعليقات القراء

يوسف الأردني
القصة وما فيها اننا شعب مريض نفسياً
02-08-2013 11:25 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات