إلى متى سنبقى ضد أنفسنا !!!


يعبر الكثير منا عن مدى فرحته بنجاح أحد أقاربه أو أبنائه في شهادة الثانوية العامة بطرق مختلفة من شئنها الإزعاج والقلق والإرباك حتى يُخيل إليك وأنت جالس في البيت بأن هنالك حرباً قد اشتعلت ولم تعد تميز بين صوت المفرقعات والأعيرة النارية الحية عداك عن قوافل السيارات المنبعثة منها الزاومير وأصوات الأغاني المختلفة وشباب يخرجون أجسادهم من نوافذ الحافلات غير أبهين بخطورة الموقف .

إن هذه السلوكيات الخاطئة التي نعبر فيها عن فرحتنا قد تزعج أو تربك حركة السير وتعرقل سيارات الأسعاف والدفاع المدني وقد نفقد أروحاً كثيرة بسبب هذه التصرفات الغير عقلانية وتسبب الهلع والذعر للأطفال والشيوخ والنساء والمرضى .

وقد صنفت الألعاب النارية بانها ضارة لصحة الانسان تحت مايسمى "بالتلوث الضوضائي" لانه كلما ازداد صوت الضجيج وازدادت فترة التعرض له فان القدرات السمعية للانسان تزداد ارهاقا ومعاناة،كما حذر خبراء في المجال البيئي من أن الدخان الناجم عن احتراق الالعاب النارية يحوي العديد من المواد السامة كالمعادن الثقيلة ومركبات الكبريت وغيرها من المواد، كما أن إضافة بعض المعادن أثناء تصنيع الألعاب النارية بهدف إضفاء لون جميل يظهر أثناء تفجرها قد يزيد من المخاطر البيئية التي تنتج من استخدامها.

أما بالنسبة إلى الأحكام الشرعية المتعلقة بأطلاق الرصاص الحي فقد نهت عنه الشريعة الاسلامية وجاء فيها ان اطلاق العيارات النارية لا يجوز وانها عادة منافية للشرع الحنيف وفيها تخويف وأذى للمسلمين ، فقد حدث كثيرا ان بعض هذه الطلقات أصابت بعض الناس عن طريق الخطأ فأدت إلى وفاتهم أو جرحهم أو حتى التسبب بعاهات دائمة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ايحل لمسلم ان يروع مسلما) رواه أبو داوود.

فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن حمل السلاح مكشوفا خشية ان يؤذي المسلمين عن طريق الخطأ ونهى عن الإشارة بالسلاح إلى المسلم خشية ان تزل يده بنزغً من الشيطان الرجيم فكيف بمن يستعمل السلاح فعلا ويتسبب بأذى المسلمين ، كما قال عليه الصلاة والسلام : (من أشار إلى أخيه حديده فان الملائكة تلعنه حتى يدعه وان كان أخاه لأبيه وأمه ) رواه مسلم ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فانه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار) رواه مسلم.

كما انه إتلاف للمال بلا فائدة ، وهذا تبذير وإسراف نهى الله تعالى عنه لقوله : (ان المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا) الإسراء 27 ، والعتاد الذي يستهلك صنع للدفاع عن الدين والوطن والمواطنين ، فلا يجوز استعماله بهذه الطريقة العبثية البعيدة عما خلق هذا السلاح لأجله ، واستعمال النعمة في غير ما خلقت له هو من كفران النعمة.

لقد نهى ولي الامر عن اطلاق النار بهذه المناسبات ، وإذا نهى ولي الامر عن مباح فلا يجوز فعله، فكيف إذا نهى عن هذه الأمور وفيها من المخاطر ما ذكرنا.

لهذا كله فان الواجب يقتضي الابتعاد عن تقليد الناس في هذه العادة المنافية للشرع ، وليكن التعبير عن الفرح بما احله الله تعالى.



تعليقات القراء

عبد الحكيم النسور
نحن امة لا نملك قرار مراجعة انفسنا لا نملك دفتر حساباتنا لانملك من امرنا شئ نحن نعيش لنفذ املائات البنك الدولي نحن عبئبا علىانفسنا فبل ان نكون على العالم نحن امة تديرونا الازمات والظروف تتخذ القراات نحن امة نتبع الحدث نتظر الاخرين تستجدي من الاخرين ماذا نفعل نعيش في بحر الفساد نحن امة نوهم الاخرين باننا امة تعمل نحن امة تتحرك مثل النبات ولا نتقدم نحن امة تستخدم سلطانها لتفرض رايها اذا عرفنا اين نقف بعدها سنجد الحل
02-08-2013 02:39 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات