في الشأن الفلسطيني : أنت تعلم يا صائب ؟


حوار ودي جدا وبعيدا عن أية حالة من التوتر السياسي وأمام كاميرات الفضائيات ومن على منصة في وزارة الخارجية الأمريكية وجهت "ليفني " خطابها ومباشرة إلى كبير المفاوضين صائب عريقات وبعيدا عن أية رسميات .." أنت تعلم يا صائب أننا جلسنا في غرف مغلقة لفترات طويلة ونحن نتفاوض ؟ " .
وكبير المفوضين الفلسطينين واقف كالطالب المؤدب واضعا يديه أمامه بحضرة أستاذه وحريص كل الحرص على أن لا يضع عينيه في عينيها وهي تبحلق به ، وهذه ما يطلق عليها لغة الخطاب الاعلامي السياسي الوقح جدا والذي من خلاله يتم كسر كافة البروتوكولات السياسية المتعلقة بالمفاوضات الدولية من باب أن هناك طرف يعلم عن الطرف الأخر كل شيء وأن ما لديه من معلومات تكفي لأن يقف الطرف الأخر أمامه كالطالب المؤدب بحضرة أستاذه .
وهذه هي حقيقة المفاوضات التي تتم برعاية أمريكية وتشترط على كلا طرفيها أن ينهوا مهزلة التمنع عن البدء بهذه المفاوضات ، وبالعودة للغة الخطاب " الليفني " والذي تم في أقل من دقيقة وبعبارات واضحة وغير قابلة للتأويل أو التحريف من قبل أية جهة ، نجده خطاب إعلامي سياسي من الدرجة الأولى ويستحق أن يدرس بمدارس المفاوضات السياسات الدولية .
ولكن يبقى السؤال المطروح وهو ماذا يعلم صائب عريقات ؟ ، وهو نفس الشيء الذي تعلمه ليفني ومتأكدة منه وبدليل أنها صرحت به خلال مؤتمر صحفي وفي البيت الأبيض وبلغة بسيطة وودية ، وعند العودة لفن الخطاب السياسي الذي تم خلال دقيقة وربما أقل أجد أن الجانب الإسرائيلي قد حقق أول هدف في المفاوضات وذلك لمعرفته التامة بطريقة لعب الطرف الأخر وتشكيلته وفي نفس الوقت هو يعلم أن حارس المرمى في الطرف الأخر لن يقف أبدا كي يصد ركلته على طول التسعين دقيقة أو تسعة شهور من المفاوضات ، ومما يؤكد نظرية " المعرفة " تلك الصورة التي نشرت عبر وسائل الإعلام عند نهاية اللقاء والسيدة ليفني تسلم بها على السيد صائب ويدها مرفوعة ليست بطريقة سلام دبلوماسية بل بطريقة سلام تتم في نهاية مبارا لكرة القدم .
إذا أنت تعلم يا صائب وليفني تعلم والرئيس يعلم ولكن الوحيد الذي لا يعلم هو الشعب الفلسطيني لأنه دائما غائب طوشه في تقاطعات المحاسيم ونقاط الإغلاق والبحث عن مسافة قصيرة توصله لهدفه دون أن يموت الزمن بالانتظار على محسوم ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات