في رمضان


لنعيد ترتيب النفس ولملمة بقاياها المبعثرة ، ولنقترب من أحلامنا المرتحلة والبعيدة ، ولنبحث عن واحات الخير الدفينة في دواخلنا ، ولنبدد الشك والنفس الأمارة بالسؤ،، ، ولنطرز إطار حياتنا بطيب الفعال ،،
**في رمضــــان :لنتسابق للخيرات ،، وتجنب المحرمات ،، ولنخفي ما بيميننا عن شمالنا ،، ولا نجعل للغيبة سبيلا في دروبنا ،، حتى لا نفطر على لحوم إخواننا ،،ولا نستفيد من صيامنا إلا الجوع والعطش،،،،
** في رمضــــان :لنجاهد النفس قدر ما نستطيع ولنطهر القلب قبل البدن واللسان واليد ، بالمعروف والعمل الطيب ، ليبقى صيامنا من غير ضياع وفساد ،، ولنبتعد عمن ليس لهم من صيامهم إلا الجوع والعطش ،،
** في رمضــــان :لتتصافح القلوب ، ولترمى الأحقاد ولتغلق أبواب الشك ، ولتتطرق أبواب الرحمة والمودة فنرحم القريب ونمد اليد للبعيد ولنزرع مساحات بيضاء في حنايا النفس المتشحة بالسواد ونتخلص منها من أعماقنا ، ،،
ولترقى القلوب،، ولتبتسم الذات ولنصالح أنفسنا ونطلق أحزاننا لترحل عبر المدى ، ونجعل همومنا تطير كفراشات تائهة في فضاء الكون الممتد ،،
** في رمضــــان :لنحذر الظن السيئ بالغير ونترفع عن الشك وإن كان البعض قد أساء إلينا ، ،، والبعد عمن حطم أشياء جميلة في حياتنا ،، ولنبتعد عن الظلم لأنه ظلمات يوم القيامة ،،
** في رمضــــان :لنكتب رسائل اعتذار مختصرة لأولئك النمامون الذين ينمون فينا ليل نهار ولنخرجهم من ضمائرنا ، ولا نجعل نميمتهم تقلق راحتنا ، ولا نهتم لسيوف وخناجر حقدهم تنغرس في أجسادنا ، لاعتقادهم أننا كنا سببا لألمهم يوما ،،
** في رمضــــان : لنتذكر ذات رمضان من كانوا بيننا ويملؤن عالمنا ، بعذب كلامهم ، وطيب أخلاقهم ولكنهم رحلوا كطيف جميل ،، تاركين وراءهم ذكريات طيبة حزينة كلما خطرت ببالنا ذات مساء ،،،،
** في رمضــــان : لنفتح القلوب المغلقة بمفاتيح التسامح ،، ولنطرق الأبواب المغلقة بين من حاولوا إغلاقها بقبح أعمالهم وسؤ أفعالهم ،، ولنغرس باقات ورد على شرفاتهم المعتمة كقلوبهم السوداء ،، ولتكن مساحات اللقاء بيننا وبينهم نقية كنقاء الثلج ،،
** في رمضــــان :لنحاور النفس كثيرا كثيرا ونبحر في أعماقها بحثا عن الذات ،،ولنعتذر أو نساعد النفس بالاعتذار لمن بقي لها في حناياها ذرة من ريبة وشك ،،
** في رمضــــان :لنتصفح ونقلب دفتر الذاكرة ونراجع كتاب الأيام والعمر المرتحل ، ولنعيد تذكر وجوها أحببناها وهمسات خسرنها ،، وأحبة مخلصين نكن لهم وافر المحبة رغم بعد المسافات ،، ولنحاول ولو بمكالمة بسيطة استرجاع ما افتقدنا من عذب الكلام في زمن البعد والترحال ،،
ولا نبقى ننتظر صدفة قد تجمعنا أو ترمي بنا وبهم في دروب الشوق والحنين فوق مدارجنا المبعثرة فوق شواطئ البعد والنسيان وخلف روابي الحنين والشوق فوق جبال الأمل الثائرة كبراكين ،،
** في رمضــــان : لنمحو من ذاكرتنا كل ما هو حزين أو تسبب لنا بالألم لمن قام به أو من فعله ،، فلا نتحسس طعنات الغدر والخيانة في ظهورنا ممن لا هم لهم إلا الشر والإيذاء ونتناساه ،،،برغم كثرة هزائمنا أمام غدرهم وخيانتهم ،، فلا نبقي أنفسنا سجينة في زنازين الألم ولا نجلد النفس بسياط الندم ،، مع من فعلو بنا وسقونا المر والعلقم ،، ولنغفر لمن خذلونا ،، وكانوا سببا في ضياعنا ، بل حاولوا تشويه صورنا الجميلة ،، رغم خيرنا وعملنا الطيب الذي كان يغمرهم ،، ولا نعبأ بأكلهم لحومنا بغفلة منا ،، رغم سنوات ملأت أكفهم من خير الله الذي أعطانا إياه وما بخلنا به عليهم ،، فتناسوا سنوات جميلة ،، لأن طبعهم غلب تطبعهم ،،
** في رمضان : لنجعل لنا في رحلة الديار المقدسة إن سنحت لنا فرصة الذهاب ، لنجعلها واحة حب ،، لنجعلها استراحة من عالمنا الفاني ونسمو فوق السحب بروحانية المكان ،، نستشعر عظمة الخالق ،، وروعة المكان ،، وهيبة الكعبة المشرفة ،، ونستذكر نبينا صلى الله عليه وسلم وما قام به من أجل هذا الدين هو وصحبه الكرام ،،
**في رمضان : لنعود أطفالنا على الصيام ،، ولنعودهم على الصلاة ، ونبصرهم بآداب المسجد واحترامه ،، ونغرس فيهم القيم الفاضلة ،، ونعودهم على الهدؤ في حضرة المسجد وعدم العبث واللعب ،،لما نشاهد ونرى من سؤ سلوك من هؤلاء الناشئة،، وخاصة في صلاة التراويح،،
** في رمضــــان :لنغمض أعيننا بعمق حتى ندرك نعمة ما نحن فيه من بصر ورؤية ، ولنتذكر القبر وما فيه من ظلمة ووحشة وعذاب ،،، ولنتذكر رفاقا أصدقاء أحبة لنا، رحلوا تاركين عالمنا ومخلفين وراءهم أحزانا بامتداد الأفق ، وغارسين جراحات باتساع الفضاء ،، وتركوا لنا من بقاياهم ما يبكينا ، كلما مرت بنا ومضة منها ، وذكريات طيبة دفنت في أحشاء العمر ونتباكى حين نعجز عن البكاء ،، فلعل الله بواسع رحمته يتوب علينا ويغفر لنا ولهم ،، لأنه الغفور الودود . وجعلنا الله وإياكم من عتقاء رمضان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات