لن ترضى عن مصر .. لا إسرائيل ولا أمريكا


قبل بضع سنوات حل الجيش الأمريكي غازيا على العراق ، ومن البوابة الشرقية للوطن العربي .. من البوابة التي بقيت مغلقة ومحصنة في وجه المد الفارسي ، الذي بات يشكل كابوساً يأرق حكام وساسة الدول العربية التي ضحت بحامي ظهرها صدام حسين.. وحل الجيش العراقي وبدأت الفوضى وكانت الوصاية الأمريكية على العراق وثرواته قد حطت أوزارها على قلوب العراقيين الشرفاء، وبمقاييس شركات النفط الأمريكية، ومن هنا بدأت حكاية الفوضى الخلاقة.

ومنذ عامين ويزيد قليلاً كانت ثورة 25 يناير الأولى تنادي برحيل مبارك ،وراهنت السياسة الأمريكية بكل ما تملك من جواسيس وعملاء داخل وخارج مصر إضافة إلى مراكز البحث الاستخباراتية وسفارة في مصر تعد من اكبر السفارات في العالم وبنك التجسس الإسرائيلي "الموساد " الذي لا يغلق حنفيته عن CIA ولو للحظة كانت كلها تشير إلى أن حربا ستأتي لتأكل كل شي في مصر.. ولكن إرادة الله وحكمته كانت حاضرة في نبض الجماهير المصرية ولم تحدث أي تصادمات تؤدي بأرض الكنانة إلى الهاوية ، وانتظرت أمريكا حرباً أهلية وراهنت أن هذه الحرب لا بد وان تكون وسيكون طرفيها الجيش والإخوان وبقيت تراوح في موقفها الغير الواضح حتى الربع الساعة الأخيرة فما كان أمام وزيرة خارجيتها كلينتون غير هذه الجزئية من الوقت فوجدناها تلتقي مبارك والذي كان في حكم المعزول ، لتظهر للعالم أنها صاحبت المبادرة أي أمريكا وصانعة الديمقراطية فكانت الأوامر بضرورة رحيل مبارك وضرورة الاستجابة لمطالب الشارع وانتظرت أمريكا على إستراتيجيتها علها تؤتي أكلها بحرب أهلية ولكن دون جدوى فراحت تغازل جميع الأطراف ومن تحت الطاولة وحرضت الإعلام ولم تغفل عينها طول الفترة الاخوانية عن مصر.

ومنذ اشتداد الحرب في سوريا وتقدم الثوار وهي تنظر بعين التخوف واحدة على مصر والثانية على سوريا وكذا هي إسرائيل وأصبح الأمريكان يواجهون واقعا لا بد من التعامل معه ولو كان عبارة عن قفزة في الظلام وهذا الواقع المفترض أن إسرائيل ستقع بين فكي كماشة اخوانية في كل من مصر وسوريا وفي لحظة لم يتوقعها المحللون السياسيون كان لقاء كيري لفروف يغير الشطرالاول من المعادلة السورية ليصبح : ضرورة إطالة أمد الحرب وعدم السماح لطرف أن يتفوق على الآخر ، وهنا الأهداف تكمن في تدمير البنية السورية جيشاً وشعباً وخلق حالة من الصراع تجبر السوريين على تمني الوصاية الأمريكية الغير مباشرة كما حصل في ليبيا وربما المباشرة كما في العراق، ولن يعنيها كثيرا من سيستلم مقاليد الحكم بعد ذلك وكذا هي السياسة الأمريكية في مصر مع وقف تنفيذها من قبل المصريين.

لقد حاولت أمريكا جاهدة إلى نقل التنافس على سرقة السلطة إلى حمامات من الدم ولكن دون جدوى ولكن الربع ساعة الأخيرة كان حاضرا أيضاً هذه المرة فما كان من اباما غير إجراء اتصالاً هاتفياً مع مرسي قبيل اتخاذ السيسي لقرار التنحية بساعات ونحن نجزم أن الرسالة التي وصلت مرسي لا تختلف في الغاية عما وصل السيسي من البنتاغون وذلك بضرورة السيطرة على القصر الجمهوري وعزل مرسي ونحن نجزم أن الإسرائيليين والأمريكيين كانوا يعتقدون في تلك الليلة حمام دم يفيض باتجاه إثيوبيا.. ولكن إرادة الله وحكمته كانت حاضرة هذه المرة في عقول وقلوب المصريين.

لن تقبل إسرائيل قيام أي نظام إخواني في جوارها وإرادة الشعوب يمكن تحويلها إلى حرب أهلية ولن تسمح أمريكا لمن تعتقد انه يهدد مصالحها ومصالح إسرائيل أن تقوم له قائمة في أوسطها الاستراتيجي وهنا لا بد من الاستفسارات التالية : ماهو سر تنحية حمد و ما هو سر زيارة هيلاري كلينتون إلى مصر قبل رحيل مبارك بيوم وما هو سر الاتصال الهاتفي من قبل اباما مع مرسي قبل بيوم من إعلان العسكر ..

هنالك أشياء كثيرة مشتركة بغير صدفة ومن هذه الأشياء تدمير الجيش العراقي وتدمير الجيش السوري ولم يبقى أمام المخطط الصهيوامريكي ليكتمل مثلث التدمير سوى الجيش المصري ..حمى الله مصر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات