جعلتمونا شحادين .. تباً لكم


ما أن تقودك قدماك لتأدية صلاةٍ في المسجد حتى تفاجئ بأرتال المتسولين هذا يدعو لك وآخر يدعو عليك ويرمقك بعين الحسد اذا ما كان حذاءك نظيفاً.. في الشوارع وعلى الاشارات الضوئيه وعلى ابواب المخابز والسوبرماركت والصيدليات, وفي كل مكان تختلف الدعوه.. الى متى والصحافة الخليجيه كتبت مراراً واصمة الشعب الاردني بشعب الشحادين والتنمية الاجتماعيه واجهزتنا الأمنيه أذن من طين وأخرى من عجين!! وجُل الشحادين من الفتيات القادرات على العمل..

لدينا في الاردن ما يزيد عن المائة الف عامله وافده يعملن في المنازل تكلفة استقدام الواحده ورواتبها وتذكرة السفر وغيرها يزيد عن الاربعماية دينار شهرياً تحوّل عمله صعبه للخارج,, ناهيك عن مشكلاتهن وهروبهن وعملهن بائعات هوى في بعض احياء عمان التي لا تستطيع اجهزتنا الأمنيه الاقتراب منها بعد تفشي الدعارة والمخدرات فيها لماذا لا يُصار الى ايجاد مكاتب للتنمية الاجتماعيه لتسويق المحتاجات للعمل في بيوت الاردنيين وبكرامه بدلاً من التسول او الوقوف على قارعة الطريق لبيع الكرامه...

كما ان لدينا عدة جهات لدعم الفقراء والمحتاجين كصندوق الزكاة وصندوق المعونة الوطنيه والجمعيات الخيريه والمراكز الاسلاميه والتكيات وغيرها تعمل دون توافق وبشكل فردي لا تنسيق بينها, لماذا لا يُصار الى بناء قاعدة بيانات لجميع الفقراء والمحتاجين ودعمهم من قبل هيئه عليا للاشراف على تلك المؤسسات حتى لا يستفيد محتاج مرتين وثاني لا يصله دعم..

في ثمانينيات القرن المنصرم كنا نفاخر بتطور الاردن وحداثته وجامعاته ومشافيه وبما يفوق الدول النفطيه ولكن وبقدرة قادر أضحينا نتسول رغيف خبزنا ونفطنا وغازنا وشوارعنا اضحت باليه ومؤسساتنا أكل عليها الدهر وشرب وجامعاتنا آيله للسقوط ومشافينا لا يقبل بها حتى المحتاجين..من المسؤول؟؟ عاصمتنا كانت درة الشرق والآن مدينه قديمه شوارعها تكاد لا تخلو من الحفر والمطبات والقمامة على ارصفتها منظرها حزين وابنيتها بعد تراكم الاتربة ومخلفات السيارات اضحت مسوده لا بيضاء تخلو من المساحات الخضراء..باعوها باعوها على رأي المبدع سمعه.

هنالك تقصير واضح وفساد مستشري وغياب للضمائر وعدم انتماء وجوع وفقر وعوز وبطاله,, لا ننكر استشراء الجريمه وانتشار اللصوص والمارقين لا من الصغار فحسب بل من اصحاب الياقات الباريسيه من الذين باعوا الوطن وباعوا انسانه وقتلوا أخر بارقة أمل في نفوسنا في امكانية الاصلاح والنهوض بالوطن..لم تعد مشاكلنا سياسيه او حزبيه او اصلاحات دستوريه بل أضحت لقمة العيش هاجسنا, وغياب الأمن والأمان اضحى سمه عامه لا تستطيع الدوله ان تنكرها..

الكاريكتير الاردني يحكي عن اوجاعنا وفقرنا وجوعنا والجيوب المقلوبه والفارغه والوجوه الغير حليقه لضعف الامكانات والنحيله, والكروش المملوءه من خيرات الوطن وجيوب المواطنين,, اليس واقعنا مريراً وكما يُقال سوس الخشب منه وفيه..ودمتم



تعليقات القراء

مجهول الاسم
ابدعت يا دكتور ولي تعقيب بسيط بان هؤلاء المتسولين الاغلبية الساحقة منهم كاذبين اما بالنسبة للنبرعات فبعضها لايصل كله للمحتاجين اما اختلاس او حاجتهم لموظفين لتوصيل المعونةوهم بحاجة الى راتب انما الموضوع في الصميم واتمنى ان يقرأه الجميع
21-07-2013 03:51 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات